المحرر
مبادرة اطفال وافلام هي برنامج تطوعي يهدف الى تمكين أطفال يمتلكون مواهب فنية بصناعة الأفلام من خلال تدريبهم باستخدام الهواتف الذكية.. ونهضت بهذه المبادرة والاعداد لها في شباط 2020 شركة رولة وهي الشركة المؤسسة للمبادرة بالشراكة مع شركة زاغور وشركة عشتار العراق للإنتاج السينمائي، وبرعاية وزارة الشباب والرياضة العراقية..
عن هذه المبادرة التقت المدى مدير شركة رولة للإنتاج الفني الفنان محمد الغضبان الذي قال: يسعى الى تثقيف وتوعية المجتمع العراقي المحلي بكيفية تحمل مسؤولية توجيه الأطفال باستخدام الهاتف والانترنت لأغراض نافعة، والأهم إعطاء الأطفال فرصة للتعبير عن عالمهم وبيئتهم من خلال سرد حكاياتهم. حيث يقوم مدربون سينمائيون محترفون شباب بتدريب 20 طفل من كل محافظة مستهدفة، لينتهي بهم بصناعة افلام أو حكايات محلية بعد إنتهاء دورات الإخراج والكتابة والتصوير والمونتاج بإشراف المدربين. وأضاف أن المشروع يتعهد بتوزيع الأفلام الحاصلة على أعلى تقييم بتحكيم الأطفال أنفسهم وفق عملية مدروسة، حيث يتم توزيعها على المهرجانات الدولية والتسويق لها عبر وسائل التواصل الاجتماعي والموقع الالكتروني للمبادرة والشركاء في المبادرة.
وما طبيعة عمل شركة رولة؟
شركة إنتاج أفلام وفنون ابداعية ناشئة مقرها العراق بغداد تأسست عام 2020، تسعى لترسيخ نفسها كواحدة من الشركات الأولى لصناعة الأفلام المستقلة وانتاج المحتوى الابداعي في العراق، وتفتخر بالتعاون مع صانعي الأفلام وإبراز رؤاهم الإبداعية. وتواصل البحث عن القصص المبتكرة ورواة القصص المميزين، كما تسعى رولة إلى إنشاء أفلام ابداعية، مع عدم التضحية بالجودة والرؤى الفريدة لصانعي الأفلام وتخطط لتقديم كامل الدعم للمستفيدين من مؤسسات القطاعين الخاص والعام والمؤسسات غير الربحية، توفر رولة استراتيجيات تسويق شاملة باستخدام مجموعة متنوعة من مصادر الوسائط بما في ذلك السينما والتلفزيون والإذاعة والصحف والمجلات والويب والاتصالات الخارجية ووسائل التواصل الاجتماعي.
ومن هي الفئات المستهدفة بهذا المشروع؟
يقوم المشروع باستهداف الأطفال في سن 10 - 16 من شتى أنحاء محافظات العراق، ممن لديهم اهتمام في احدى مجالات الاخراج، او الكتابة، او المونتاج او التصوير او الغناء او الرسم او الرقص، اضافة الى معرفة بسيطة باستخدام اجهزة كومبيوتر او اجهزة الهاتف، وايضا موافقة من أهله في الانضمام للبرنامج.
وما أهمية هذا المشروع؟
المشروع يسهم في زيادة الوعي لدى العوائل العراقية بشأن الاستخدام الأفضل للهواتف الذكية من قبل الأطفال لدرء مخاطرها الاجتماعية والثقافية والصحية عليهم وعلى المجتمع، كما يساعد على اكتشاف المواهب العراقية الواعدة في الاطفال وتنميتها وتقديم الدعم اللازم للطفل الموهوب، وإعطاء الأطفال فرصة للتعبير عن عالمهم وبيئتهم من خلال تصويرهم وسرد حكاياتهم، إضافة الى المساهمة بخلق فرص عمل في العقود القادمة في مجال صناعة الافلام والفيديو والألعاب الالكترونية للشباب بين عمر ١٥ الى ١٨ سنة، وإيصال الفن العراقي للعالم من خلال التأهيل المشاريع الفنية العراقية للمشاركة بأهم الفعاليات والورش والمهرجانات العالمية.
يتطلع البرنامج لان يكون العشرين طفل متدربين قادرين على نقل خبراتهم الفنية والاجتماعية التي اكتسبوها خلال التدريب لأطفال اخرين او مهتمين بهذا المجال بعد اكمالهم فترة التدريب.
وما هي المشاكل التي تعالجها المبادرة؟
المبادرة تقدم حلول لمشاكل اجتماعية وثقافية واقتصادية برزت في العراق في آخر ثلاث عقود تقريبا. فمن هذه المشكلات هي تردي المجال الثقافي بصورة عامة وصناعة الأفلام بشكل خاص نتيجة الوضع السياسي غير المستقر، وما ادى اليه من هجرة الفنانين وأثر ذلك بشكل مباشر على صناعة السينما العراقية التي شهدت ازدهارا كبيرا خلال العقود السابقة. من جهة اخرى، تندلع الحروب ويكون الأطفال أول ضحاياها ووقودها حتى ولو لم يصابوا بأي أذى جسدي فإن إصابتهم النفسية هي الأهم والأكبر أثراً، لكنّ الصحة النفسية للناجين عادة لا تأخذ الأولوية، بالرغم من تأثيرها طويل الأمد على الضحايا. لذا نحاول في مبادرة أطفال وأفلام التركيز على المحافظات التي تضررت من العنف والجرائم محاولة لعكس قصصهم والتعبير عنها. ويقع على عاتق المبادرة نشر الوعي بخصوص الخطر المترتب على استخدام اطفالنا للهواتف وبذل الجهود لإرشادهم، وشرح طرق الاستخدام الافضل للهاتف المحمول والاجهزة اللوحية بطريقة صحية ونافعة لهم و لمجتمعهم ومستقبل بلدهم.
وما التحديات التي تواجه المشروع؟
يواجه مشروعنا عدد من التحديات ومنها التمويل ف العراق والعالم العربي يعانيان من ضعف في مصادر التمويل سواء الحكومية او منظمات المجتمع المدني والمنظمات غير الربحية او من القطاع الخاص كمستثمرين شركات أو أفراد، وفي هذا المجال يسعى الفريق الى خلق شبكة تعاون ثقافي وانتاجي مع العديد من المؤسسات القادرة على تمويل المشروع ولفت نظر الحكومة والمؤسسات التشريعية لأهمية الاستثمار في الصناعة الثقافية والفنية، وكذلك جائحة كورونا واحدة من هذه التحديات حيث، التزم الفريق بالتباعد الاجتماعي خلال فترة تواجد فايروس كورونا في العراق وهذا ما عطل التدريب، ولذلك عمد الفريق إلى تصميم منصة الكترونية آمنة مع امكانية الدخول للطلاب المستفيدين من المبادرة لتكون هذه المنصة هي الواجهة الالكترونية لكل الأفكار والافلام والفيديو التي قام بإنتاجها الطلاب والمدربين للمشاركة وتطوير الافكار الاولية والتفاعل بين الطلاب مع بعضهم البعض بإشراف المدربين عليهم.
وماهي النتائج المتحققة حتى الان؟
نتائج المشروع تقس الى قسمين: الاول قريب المدى، ويتمثل بإقامة ورش مكثفة للمتدربين / من ١٥ - ١٨ سنة، الذين بدورهم سيدربون الأطفال داخل مدارسهم أو مناطقهم السكنية في المراكز. والثاني خلق دليل افلام الهاتف وهو دليل ارشادي مبسط لشرح استخدام وإمكانيات الهاتف المحمول في عصر الثورة الرقمية واستغلاله في خلق صوت محلي يمكن أن يتطور بتطور البيئة المحلية وانفتاح العالم على المستقبل التكنولوجي.
فالنتيجة كانت عشرون طفلاً قادرين على صناعة فيلم باستخدام أجهزة الهاتف الذكية، والثانية هي إنتاج خمسة أفلام هاتف قصيرة، إضافة الى توزيع وتسويق الأفلام الفائزة. وقد استضاف مهرجان اجيال السينمائي الدولي في الدوحة العام الماضي وقد استضاف طفلين من الفريق وكانت لجنة التحكيم من الاطفال ايضا، وفي هذا العام سنشارك بخمسة افلام في المهرجان.