علي حسين
تشهد الثقافة العراقية تكريماً خاصاً في "معرض الرياض الدولي للكتاب" الذي سيفتتح بعد أيام ، حيث قررت وزارة الثقافة السعودية " مشكورة " استضافت العراق ضيف شرف للمعرض ،
وكانت المؤسسات الثقافية العراقية تامل أن يتم تقديم الثقافة العراقية بما يليق بتاريخها الحافل بالاسماء الهامة، التي تشكل صورة متكاملة عن العراق بأطيافه وتنوعه الثقافي والفكري، لكن يبدو أن جهات معينة في وزارة الثقافة أرادت احتكار تكريم الثقافة العراقية لها فقط، وانت تسجل الاحتفالية طابو باسمها ، بعيداً عن مؤسسات ثقافية لها مكانة خاصة في الشارع الثقافي العراقي، مؤسسات ثقافية لا تزال منذ عشرين عاماً تعمل بجد وبجهود ذاتية ، ولا يعرف المتابع للشأن الثقافي : ما الغرض من استبعاد هذه المؤسسات ، ولماذا يتم تجيير حدث ثقافي كبير بمؤسسة رسمية واحدة هي وزارة الثقافة ؟ إلا إذا كانت وزارة الثقافة تعتقد أن الأمر هو تكريم خاص بها وليس تكريماً لاسم الثقافة العراقية.. أكتب هذه الكلمات وأنا ممتن للجهات القائمة على إدارة معرض الرياض الدولي للكتاب لاختيارها العراق ضيف شرف، وهو ما يؤكد أن لا بديل عن دخول الثقافة والفنون بقوة في معترك الحياة العامة.. ولا مكان لجهات تغييب الفنون . في في هذا المكان كتبت أكثر من مرة عن ضرورة دعم وزارة الثقافة، للدور المهم الذي يمكن أن تلعبه الثقافة في حياتنا في ظل خطابات الكراهية، لكن لأنني كاتب "غشيم" وعلى نياتي، كنت أتصور أن وزارة الثقافة، ستجعل من أيام معرض الرياض احتفالية بالثقافة العراقية بعيداً عن المحسوبيات ، مع احترامي الشديد لجميع المشاركين. لكن يبدو أنه ليس كل ما يتمناه المرء يدركه، فغابت اسماء مهمة واستبعدت آراء مؤسسات ثقافية عن اهتمامات وزارة الثقافة.
للأسف كلّ وزارات الثقافة التي مرت علينا خلال السنوات الماضية ، ظلت تنظر إلى المثقفين، كمجموعة من عبيد إحساناتهم. فالمثقف كائن غريب، لا يحق له الاعتراض. والمثقفون في نظر القوى السياسية مجرد مجموعات من الأسرى والتابعين، مطيعين ومستجيبين ومنفّذين لكلّ ما يُطلب منهم. خلال السنوات الماضية عشنا مع سياسيين يضعون أصابعهم في آذانهم حين تعلو أصوات المثقفين مطالبة الاهتمام بالثقافة، لأنّ وحوش المحسوبية والبيروقراطية والمحاصصة الطائفية دائماً ما تجهض أحلام العراقيين.
يعود الكتاب العراقي مبتهجا الى معارض الكتب ، متأملا ان تهتم الحكومة في دعم صناعة النشر والتوزيع وان توسع افاق المعرفة وان لا تحتكرها جهة حكومية واحدة، وان يتم الاهتمام بالمؤسسات الثقافية الغير رسمية التي تقدم للقارئ العراقي كل يوم نشاطات وكتب في سائر المعارف . والأهم أن لا تتحول الثقافة الى مهرجانات تحتكرها المنطقة الخضراء .