متابعة / المدى
يرى مواطنون من محافظة النجف أن الحملات الدعائية في هذه الدورة الانتخابية افتقدت الى المشاريع والبرامج الانتخابية الصريحة، مؤكدين انها تحتوي فقط على التسلسلات وصور المرشحين. واعتقد هاشم محمد علي وهو مدير منظمة شبابية في النجف أن الفكرة من الدعايات الانتخابية "لابد من التوجه الى الشباب والشارع العراقي او ربما حتى في المقاهي، ليس فقط في الندوات،
ما المشكلة وما الضير في ان يدخل المرشح الى المقاهي الشعبية ويتحدث عن برنامجه الانتخابي، او أن يلتقي بتجمعات شبابية؟".
وأضاف علي "ليس فقط أن يختصر المرشح دعايته على الندوات"، لافتا الى أنه "لابد من وجود لمحة عن مشروعه الانتخابي في ملصقاته المعلقة، ليس فقط ان يحتوي الملصق على صورته وتسلسله الانتخابي، الدعايات بهذه الصورة اصبحت من النمط القديم، فلابد من إضافة لمحة عن مشروعه الانتخابي".
ويؤكد صاحب متجر ملابس من النجف يدعى عبدالله حسين علي الرأي السابق بالقول: إن "المرشحين ينشرون صورهم اليوم بدون برامج انتخابية"، مشيرا الى أنه ينبغي على المرشح أن "يأتي الى الشباب ويعرض عليهم مشروعه الانتخابي حتى ننتخبك، اعطني سقفا زمنيا لتطبيق برنامجك".
متسائلا: "كيف لي انتخابك ودعايتك مجرد صور في الشوارع؟.. وتقول: تعالوا انتخبوني. لنفترض انني انتخبتك دون علمي بمشروعك الانتخابي، ما الذي ستقدمه لي في المستقبل؟".
"ما الذي ستقدمه لمحافظتك؟، و ما الذي ستقدمه للشباب في المستقبل؟، كل هذه الامور لم تذكر في الدعايات الانتخابية، مجرد صور منتشرة في الشوارع دون أي فائدة".
ويرى الناشط المدني حيدر صالح مهدي أن المرشح اليوم "يضع صورته معتمدا على علاقته وقرابته معك، مايعني انهم يعيشون ضمن النمط القديم الذي رافق انتخابات 2006، عندما ينشر صورته ويضع جنبها صورة رمز ديني أو أي فرد، معتمدا بذلك على تأريخه، أي تأريخ هذا الذي تتحدث عنه".
وأردف قائلا: "اما ان تشعر بنفسك انك كفوء تعال الي وقل لي كناخب هذا برنامجي الانتخابي، وتنتخبني، بالمقابل ان تحقق لي بعضا من الامور، على مدى سنة او 2 او حتى 3، لا ان تقول لـ 4 سنوات هذا كذب، قل لي إن هذا برنامجي الانتخابي، هذا السقف الزمني خاصتي، يعجبك هذا الشيء رشح نفسك، واذا لم يعجبك لا ترشح".
وحسب الناشط المدني ان هناك من لديهم برامج انتخابية لكنهم يخافون من طرحها، "يعني مثلاً التقيت بمرشح وسألته عن برنامجه، قال: اخي انا اذا اكتب برنامجي حول محاربة المخدرات اقتل في اليوم الثاني"، متسائلا: "اذا انت تخاف لماذا تتصدى لمجلس النواب؟". "لا نستطيع الكلام، فلا يوجد تغيير الا عن طريق الانتخابات، نختار على مزاجنا الشخص المناسب، والكفاءة المناسبة، نريد من المرشحين ان لايكذبوا علينا ويقولون نوفر لكم الامن والخدمات والاعمار".
وقال مهدي "نحن نريد من المرشح حل هذه الفوضى، هناك فوضى سلاح تقابلها فوضى بالقوانين، نريد تنظيم القوانين، وعمل منظم، نحن نعرف ان مشكلة العراق لاتحل الا بـ50 الى 60 سنة، وربما تحل او لا، بالمقابل نريد من المرشح ان يكون واضحا امامنا لا اكثر ولا اقل، لا ان يضع صورة ويتحدث عنها".
وأيد الكاسب عبدالله حسن جاسم التميمي الرأي المتقدم حول اختفاء البرنامج الانتخابي لدى المرشحين قائلاً: "كالعادة الفترة الي تمر بها الانتخابات والمرشحون، ففي السابق كان هناك برنامج انتخابي يتحدث عنه المرشح، لكن الان افتقدنا هذا الشيء".
وأضاف أن "الدعاية الانتخابية نراها عبارة عن اعلانات او صور معلقة بالشوارع"، لافتا الى أنه "حتى لو خرج وتحدث الينا عن برنامجه الانتخابي، فكالعادة سيكون مملا، بالاضافة الى الوعود الزائفة، واي شيء تحدث به عن برنامج سوف لن يحصل".