علي حسين
للذين يعتقدون أن خطابات من عينة الإصلاح وإعادة هيبة الدولة والتي يمكن وضعها في خانة الإنجازات "الكبيرة" التي حققها نوابنا "الأفاضل" على مدى أكثر من عشر سنوات عجاف.. ما رأيهم فيما يجري في العالم؟،
هل يقرأون الأحداث في تونس، وكيف استطاع الشعب أن يجهض أحلام الغنوشي وجماعته في الاستيلاء على البلاد وتحويلها إلى "قندهار جديدة"؟، هل شاهدوا صورة السيدة "نجلاء بودن" وهي تتلقى التكليف بتشكيل الحكومة التونسية لتصبح أول امرأة عربية تجلس على كرسي لرئاسة الوزراء؟، ألا يذكرهم هذا الأمر بما جرى في بلاد الرافدين التي كانت أول بلد عربي يضع سيدة على كرسي الوزارة، وأقصد نزيهة الدليمي، ويرفع من شأن النساء؟. في ذلك الحين كانت نزيهة الدليمي تؤكد في كل اجتماعات مجلس الوزراء، أن المساواة لا تعني فقط التعليم والحصول على فرص العمل، لكنها تغيير النظرة القاصرة التي ينظرها المجتمع إلى المرأة. هل قرأوا الخبر الذي يقول إن الأمم المتحدة اختارت دبي باعتبارها المدينة النموذجية في مجال المرونة والذكاء والاسدامة؟.
ماذا يقولون عن تقرير وزارة التخطيط العراقية وهي التي تبشّرنا بأن ثلث الشعب يعاني من الفقر، في الوقت الذي تقايض فيه الأحزاب السياسية عوز الناس ومعاناتهم، بأنهار من العسل وبمدن في الخيال تضاهي دبي وأبوظبي؟!
في كل خطاب سياسي أسأل نفسي لماذا تزدهر مدن العالم، فيما تتراجع أقضية ونواحي تغفو بيوتها العتيقة على بحيرات من الثروة؟ لأن أحداً لم يقرأ ذلك التعريف الجميل الذي وضعه صاحب التاريخ الحميم للإنسانية، تيودور زيلدن "أما الوطن فهو المسكن الذي لا يشترط فيه تفضيل مصالح الساسة على مصالح الناس… لا وطن في حالة النفاق والرياء".
على مرمى حجر من البصرة، تستقر مدينة دبي حيث يسابق حكامها العالم في التنمية والإعمار والازدهار.. أنظر إلى وجوه مسؤولينا وهم يتنافسون في الفضائيات بكلام مكرر عن البناء والرفاهية التي تاخرت بسبب المؤامرة الإمبريالية!!، وأتابع الأنباء التي تحدثنا عن حكام الإمارات وهم يضعون مدنهم على خارطة المدن الأولى في العالم، حيث تستضيف دبي معرض "إكسبو 2020" تحت شعار "صنع المستقبل وتواصل العقول."
قبل ما يقارب النصف قرن قرر الشيخ زايد أن يقدم تصوره لدولة شعارها "بناء مجتمع رفاهية وعادل وليس مجتمع مناكفات ومشاحنات"، دولة تفتح أبواب التنمية على جميع مصاريعها وتسودها لغة التسامح والمساواة بين الجميع. مثلما قرر"لي كوان" في سنغافورة أن يجعل بلاده في المراتب الأولى على مؤشر الرفاهية والاستقرار، ويوم ودع الشيخ زايد العالم ، كانت الامارات قد ازهرت بكل أنواع العمل والمثابرة والتطلع إلى المستقبل .