علي حسين
لا أفهم كيف لرئيس أعلى سلطة تشريعية، أن يخرج إلى الناس ويقول: "الذي يتهمنا أزيّن شاربه"، ولا أعلم كيف يرى هؤلاء العراق وكأنه بلد سجل طابو بأسمائهم، وأن البلاد كانت تنتظر أن يتشكل مجلس نواب مهمته إشاعة الخراب والانتهازية والمحسوبية.. بينما الناس لا تشكو من غياب الديمقراطية، وإنما تعاني من مظاهر اللصوصية وغياب العدالة الاجتماعية والرشوة وسرقة المال العام والانتهازية، وهي قيم وتقاليد يسعى البعض لترسيخها بقوة.
إن المشهد يبدو مثيراً للدهشة حين يقف رئيس البرلمان محمد الحلبوسي وهو يصرخ "أنعل أبوه" ، لعل هذا الاستغراق في الشتائم والمناوشات الانتخابية وكأن العراق سيضيع من الخارطة لو أن محمد الحلبوسي أو حسن الكعبي، ومعهما 325 نائماً، لن يعودوا إلى قبة البرلمان، وأن السادة النواب كان لهم الفضل باكتشاف هذه الرقعة الجغرافية التي وجدوا على سطحها أقواماً وقبائل " متخلفة " ، كانوا ينتظرون أن يأتي إليهم الفاتحون الجدد بكل أسباب الرفاهية.
طريقة ساذجة للغاية للترويج، وكأن حياة الناس ومستقبل ابنائهم قضية تتعلق بمن " سيزين " الشارب اولا ، ومن يرفع الصوت عاليا متوعدا ومهددا .
يريدون أن يشغلوا الناس بالقشور دون الغوص في جوهر المشكلة، بحيث ينصرف المجتمع كله إلى مناقشة معركة الحلبوسي مع الخنجر، وإصرار الفياض على أن دولته لا علاقة لها بجمهورية العراق.
ولو دققت فيما يدور الآن من أحاديث وخطب وصراع سياسي، ستجد ظلالاً من عالم الطائفة والقبيلة، ولنأخذ مثلاً ما يصرح به المرشحون كل يوم عن ضيقهم من الشعب وخياراته، محذرين بلغة أهل القبائل من أن الاقتراب من كرسي البرلمان خط أحمر.
يحذّرنا السيد محمد الحلبوسي، رئيس "القلعة الحصينة" التي تسمى مجلس النواب، بأن نكفّ عن الحديث في شؤونه ، لأنه صمام أمان العراق، وكان قد اخبرنا من قبل بان الاقتراب من البرلمان مرفوضاً وممنوعاً، وهو بذلك يعطي مشروعية لنكتة أطلقت قبل اشهر تمنع استهداف الرموز الوطنية.
من سوء حظ العراقي أنه يعيش في بلاد يعتقد ساستها أنّ الاقتراب من الحقيقة، بمنزلة الكفر والزندقة، وأنّ المواطن عراقي مهمته الأولى الدعاء ليل نهار بأن يوفق الله النائب العراقي، لأنه ارتضى أن يدخل مجلس النواب رغم سوء الحال والأحوال، فماذا يعني راتب يتجاوز العشرة ملايين دينار مع مخصصات حماية وسفر ونزهة وحلاقة شعر .
يا سيدي الحلبوسي ، أرجو من معاليك ألا تخرج كثيراً على شاشات الفضائيات، وأن تتركنا في حالنا، وإذا كان هذا هو مفهوم الديمقراطية لدى معاليك ، فالله المستعان، لا نريده، وإذا كان الأمن والأمان مستمدّ من " زيان الشوارب " ، فأرجوك إعفينا من أن نعيش في نعيم " شواربك " !
جميع التعليقات 1
Khalidmuften
اهتم مسؤلينا الاشاوس هذه الأيام بحلاقة الشوارب والسب والشتم بعد ان هتزت عروشهم الكارتونية وفشلهم السياسي