TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > العمود الثامن: الحلبوسي ومعركة الشوارب

العمود الثامن: الحلبوسي ومعركة الشوارب

نشر في: 3 أكتوبر, 2021: 10:44 م

 علي حسين

لا أفهم كيف لرئيس أعلى سلطة تشريعية، أن يخرج إلى الناس ويقول: "الذي يتهمنا أزيّن شاربه"، ولا أعلم كيف يرى هؤلاء العراق وكأنه بلد سجل طابو بأسمائهم، وأن البلاد كانت تنتظر أن يتشكل مجلس نواب مهمته إشاعة الخراب والانتهازية والمحسوبية.. بينما الناس لا تشكو من غياب الديمقراطية، وإنما تعاني من مظاهر اللصوصية وغياب العدالة الاجتماعية والرشوة وسرقة المال العام والانتهازية، وهي قيم وتقاليد يسعى البعض لترسيخها بقوة.

إن المشهد يبدو مثيراً للدهشة حين يقف رئيس البرلمان محمد الحلبوسي وهو يصرخ "أنعل أبوه" ، لعل هذا الاستغراق في الشتائم والمناوشات الانتخابية وكأن العراق سيضيع من الخارطة لو أن محمد الحلبوسي أو حسن الكعبي، ومعهما 325 نائماً، لن يعودوا إلى قبة البرلمان، وأن السادة النواب كان لهم الفضل باكتشاف هذه الرقعة الجغرافية التي وجدوا على سطحها أقواماً وقبائل " متخلفة " ، كانوا ينتظرون أن يأتي إليهم الفاتحون الجدد بكل أسباب الرفاهية.

طريقة ساذجة للغاية للترويج، وكأن حياة الناس ومستقبل ابنائهم قضية تتعلق بمن " سيزين " الشارب اولا ، ومن يرفع الصوت عاليا متوعدا ومهددا .

يريدون أن يشغلوا الناس بالقشور دون الغوص في جوهر المشكلة، بحيث ينصرف المجتمع كله إلى مناقشة معركة الحلبوسي مع الخنجر، وإصرار الفياض على أن دولته لا علاقة لها بجمهورية العراق.

ولو دققت فيما يدور الآن من أحاديث وخطب وصراع سياسي، ستجد ظلالاً من عالم الطائفة والقبيلة، ولنأخذ مثلاً ما يصرح به المرشحون كل يوم عن ضيقهم من الشعب وخياراته، محذرين بلغة أهل القبائل من أن الاقتراب من كرسي البرلمان خط أحمر.

يحذّرنا السيد محمد الحلبوسي، رئيس "القلعة الحصينة" التي تسمى مجلس النواب، بأن نكفّ عن الحديث في شؤونه ، لأنه صمام أمان العراق، وكان قد اخبرنا من قبل بان الاقتراب من البرلمان مرفوضاً وممنوعاً، وهو بذلك يعطي مشروعية لنكتة أطلقت قبل اشهر تمنع استهداف الرموز الوطنية.

من سوء حظ العراقي أنه يعيش في بلاد يعتقد ساستها أنّ الاقتراب من الحقيقة، بمنزلة الكفر والزندقة، وأنّ المواطن عراقي مهمته الأولى الدعاء ليل نهار بأن يوفق الله النائب العراقي، لأنه ارتضى أن يدخل مجلس النواب رغم سوء الحال والأحوال، فماذا يعني راتب يتجاوز العشرة ملايين دينار مع مخصصات حماية وسفر ونزهة وحلاقة شعر .

يا سيدي الحلبوسي ، أرجو من معاليك ألا تخرج كثيراً على شاشات الفضائيات، وأن تتركنا في حالنا، وإذا كان هذا هو مفهوم الديمقراطية لدى معاليك ، فالله المستعان، لا نريده، وإذا كان الأمن والأمان مستمدّ من " زيان الشوارب " ، فأرجوك إعفينا من أن نعيش في نعيم " شواربك " !

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

جميع التعليقات 1

  1. Khalidmuften

    اهتم مسؤلينا الاشاوس هذه الأيام بحلاقة الشوارب والسب والشتم بعد ان هتزت عروشهم الكارتونية وفشلهم السياسي

ملحق معرض العراق الدولي للكتاب

الأكثر قراءة

العمود الثامن: سياسيو الغرف المغلقة

العمود الثامن: مطاردة "حرية التعبير"!!

السردية النيوليبرالية للحكم في العراق

العمود الثامن: عاد نجم الجبوري .. استبعد نجم الجبوري !!

العراق إلى أين ؟؟

العمود الثامن: ماذا يريدون؟

 علي حسين دائما ما يطرح على جنابي الضعيف سؤال : هل هو مع النظام السياسي الجديد، أم جنابك تحن الى الماضي ؟ ودائما ما اجد نفسي اردد : أنا مع العراقيين بجميع اطيافهم...
علي حسين

كلاكيت: مهرجان البحر الاحمر فسيفساء تتجاور فيها التجارب

 علاء المفرجي في دورته الخامسة، يتخذ مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي شعار «في حب السينما» منهجًا له، في سعيه لإبراز هذا الشغف الكبير والقيمة العليا التي تعكسها كل تفصيلة وكل خطوة من خطواته...
علاء المفرجي

لمناسبة يومها العالمي.. اللغة العربية.. جمال وبلاغة وبيان

د. قاسم حسين صالح مفارقة تنفرد بها الأمة العربية، هي ان الأدب العربي بدأ بالشعر أولا ثم النثر، وبه اختلفت عن الأمم التي عاصرتها: اليونانية، الفارسية، الرومانية، الهندية، والصينية.. ما يعني ان الشعر كان...
د.قاسم حسين صالح

لماذا نحتاج الى معارض الكتاب في زمن الذكاء الاصطناعي؟

جورج منصور في عالمٍ يتسارع فيه كلُّ شيء، ويكاد الإنسان أن ينسى نفسه تحت وطأة الضجيج الرقمي والركض اليومي، يظلُّ (معرض العراق الدولي للكتاب)، بنسخته السادسة، واحداً من آخر القلاع التي تذكّرنا بأن المعرفة...
جورج منصور
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram