اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > بإختصار ديمقراطي: لا خيار إلا الانتصار

بإختصار ديمقراطي: لا خيار إلا الانتصار

نشر في: 5 أكتوبر, 2021: 10:54 م

 رعد العراقي

منذ خسارة المنتخب الوطني أمام نظيره الإيراني في الجولة الثانية من التصفيات النهائية المؤهلة الى نهائيات كأس العالم 2022 واتحاد الكرة الجديد الذي حالة حيص بيص بعد أن تسلّم أول ملف ساخن من الهيئة التطبيعية يحمل آمال وأمنيات الشارع الكروي الذي تعرّض إلى هزّة عنيفة نتيجة تلك الخسارة.

ما يثير القلق حقاً أنّ موجة الغضب وانهيار الثقة بإمكانية لاعبي المنتخب الوطني وقدرتهم على مجاراة المنتخبات المنافسة في المجموعة أخذت مديات غير معتادة استخدم بها كل أنواع الانتقاد الموضوعي وغير الموضوعي وتعدّدت أساليب الانتقاص التي وصلت حتى الاستهزاء، بل ذهب البعض الى إعلان الحداد على الكرة العراقية!

المسألة كانت تحتاج إلى قليلٍ من الصبر، وكثيرٍ من الرؤية المنطقية لظروف إعداد المنتخب التي مرّت بمراحل عسيرة بدءاً من تأخّر تسمية المدرّب الجديد، مروراً بضيق فترة الإعداد والتحديّات التي واجهت الكادر التدريبي في المجازفة بعملية ضخ دماء جديدة وإبعاد بعض العناصر التي تمرّ بحالة تراجع فنّي وبدني، كل تلك العوامل إضافة الى وجود مؤشّرات غير مُطمئِنة حتى في فترة تولّي كاتانيتش مهمّة القيادة بتراجع الخطّ البياني للمستوى العام كلّها ساهمت في تذبذب الأداء بين ما قدّمه المنتخب من أسلوب دفاعي بحت أمام كوريا الجنوبية وبين محاولة الانفتاح والتقدّم قليلاً أمام المنتخب الإيراني ما كلّفه فقدان ثلاث نقاط وكشف عن وجود ضعف في منطقة العمليات والهجوم.

هذه الحقيقة كانت تتطلّب من الجميع الوقوف عندها للتخفيف من حدّة الهجوم الإعلامي والمحافظة على مساحة الثقة والحد من الانفعالات، والاتجاه نحو طرح الحلول من دون تشنّج أو تجريح، والتمسّك بالأمل، والنظر الى تضميد الجراح بهدوء، وبثّ جرعات التحفيز للتعويض، خاصة أن المشوار لازال طويلاً وإن نظام المجموعات يمكن أن تتحكّم به نتائج المنتخبات الأخرى، بدلاً من رفع الراية البيضاء ونحن في بداية المشوار!

تلك الأجواء المتشنّجة أربكت الموقف، ودفعت بالاتحاد للبحث عن مخرج يمكن أن يُلملم الجراح ويستنهض هِمَم اللاعبين والكادر التدريبي عبر تغييرات شكلية تستهدف مساحة التردّد والقلق والانهيار النفسي الذي ضرب أركان أسود الرافدين عبر اسناد مهمة الاشراف على الفريق للنجم يونس محمود الذي له مكانة خاصّة وهو يعلم جيّداً بخبرته الميدانية مواطِن الضعف ومسالك الوصول الى أفكار وهواجس اللاعبين وخاصة أن أغلبهم قد رافقهم كلاعب ولديه دراية كاملة بشخصيّتهم وكيفية التعامل معهم لمساعدتهم في استعادة الثقة بالنفس وإظهار قدراتهم الحقيقية في الميدان.

غداً ..سيواجه أسود الرافدين منتخب لبنان الشقيق ويكاد المنتخبان يواجهان ذات الظروف، ويمتلكان نفس الرصيد من النقاط، وقد تكون المباراة مفصليّة وحسّاسة للطرفين في تحديد مسيرتهم القادمة، وبالتأكيد فإن تخطّي الحاجز النفسي والثبات والتعامل باحترافية ستكون عناصر مساعدة لتحقيق الفوز وربّما تطغى حتى على الجانب الفني، وهو ما يجب أن يدركه الكادر الفني لإيجاد توليفة جاهزة بدنياً وذهنياً وقادرة على تعويض بعض الغيابات المهمّة للعناصر الأساسية قبل أن يستمع لمشورة مشرف الفريق والكادر الوطني المساعد في فهم شخصية اللاعب العراقي وكيفية استثارة طاقته الإبداعية من خلال التحفيز وتفعيل جرعات الثقة التي ستكون أحد أسرار استعادة اللاعبين مستوياتهم الفنية وفرض سيطرتهم على مجريات المباراة.

لا خيار إلا الانتصار.. شعار سنرفعه ونحن نثق بأسود الرافدين بأنهم سيكونون على الموعد، ويمحون بسرعة كبوة المباراة السابقة، ويدركون أيضاً أن تخطّي حاجز لبنان لا يعني فقط الحصول على ثلاث نقاط، بل أنه سيكون بمثابة الدخول للمنافسة من جديد، وبداية استعادة الشخصية الحقيقية للكرة العراقية، وإنقاذ كبير لجيل كروي قد يكون مصيره معلّقاً بما يقدّمه اللاعبون داخل الميدان من عطاءٍ وما تؤول اليه نتيجة المباراة!

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

بسبب الحروب.. الأمن الغذائي العالمي على حافة الهاوية

اعتقال "داعشي" في العامرية

التخطيط تبين أنواع المسافرين العراقيين وتؤكد: من الصعب شمول "الدائميين" منهم بتعداد 2024

هروب امرأة من سجن الاصلاح في السليمانية

وفاة نائب عراقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

تعديل قانون الأحوال الشخصية دعوة لمغادرة الهوية الوطنية

العمودالثامن: إنهم يصفقون !!

العمودالثامن: نائب ونائم !!

ضجة التّماثيل.. كَوديا بعد المنصور!

السيستاني والقوائم الانتخابية.. ردٌ على افتراء

العمودالثامن: أحزاب وخطباء !

 علي حسين انشغلنا في الأيام الماضية بأحوال وأخبار النواب الذين قرروا مقاطعة البرلمان ما لم يتم إقرار تعديل قانون الأحوال الشخصية ، ولا يعرف المواطن المغلوب على أمره : لماذا يصر بعض النواب...
علي حسين

قناديل: تشويه صورة تشومسكي

 لطفية الدليمي ماذا عساك تفعلُ عندما تسعى لتشويه صورة إنسان معروف بنزاهته واستقامته الفكرية والانسانية؟ ستبحث في التفاصيل الصغيرة من تاريخه البعيد والقريب علّك تجد مثلبة (أو ما يمكن تأويله على أنه مثلبة)....
لطفية الدليمي

لماذا أدعو إلى إصلاح التعليم العالي؟ (إصلاح التعليم العالي الطريق السليم لاصلاح الدولة)

محمد الربيعي هذه المقالة تتبنى ما طرحته في كتاباتي السابقة وتعيد ما اكدت عليه في سياقات مختلفة. اسأل القراء الأوفياء الذين يتابعون أعمالي مسامحتي ازاء الالحاح في التأكيد، فالحاجة تدعوني لاعادة النظر في هذه...
د. محمد الربيعي

ماذا تبقى من سيادة العراق بمواجهة تحديات عديدة؟

لينا اونجيلي ترجمة: عدوية الهلالي في أعقاب غزو العراق مباشرة، أصدر الرئيس الأمريكي جورج دبليو بوش الأمر التنفيذي رقم 13303 لحماية صندوق تنمية العراق (DFI) الذي كان بمثابة مستودع مركزي للإيرادات الناتجة عن مبيعات...
لينا اونجيلي
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram