TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > العمود الثامن: اردوغان بين قبلات الخنجر وابتسامة الحلبوسي

العمود الثامن: اردوغان بين قبلات الخنجر وابتسامة الحلبوسي

نشر في: 5 أكتوبر, 2021: 11:04 م

 علي حسين

قول الأخبار إن أردوغان وخميس الخنجر اتفقا على رفضهما استهداف الأراضي العراقية والتركية. ولا تسأل عزيزي القارئ ماذا تفعل القوات التركية في الأراضي العراقية؟ وهل مدفعيتها تنثر المحبة والزهور والاخاء والصداقة ؟، وتقول الأخبار أيضاً، إن أردوغان ومحمد الحلبوسي ناقشا الأوضاع في العراق والانتخابات القادمة.. أما الخبر الأهم فإن رجب طيب أردوغان يريد من الحلبوسي والخنجر أن يصبحا يداً واحدة في مواجهة هذا الشعب الناكر للجميل.

يا سادة، مبروك عليكم احضان أردوغان وقبلاته ، ونتمنى أن تتجاوزوا مرحلة كسر العظم، لكن ماذا عن المواطن في بلاد ما بين النهرين؟ وما مصير آلاف المهجرين، وملايين العاطلين؟ .

منذ سنوات وهذا الشعب الجاحد، يعتدي على ساستنا الافاضل في البقاء على كرسي السلطة إلى أبد الآبدين، ويرفض أن يُمنحهم وسام الرافدين لجهودهم في افقار الشعب ، ولهذا أجد نفسي متعاطفاً مع ساستنا "الميامين" وهم يجدون أنفسهم حائرين بين الولاء لطهران وأنقرة ، وبين بطر هذا الشعب الذي يريد خدمات وديمقراطية وعدالة اجتماعية في بلد تتنازعه طوائف السياسة .

كنتُ قد حدّثتكم في هذه الزاوية، ماذا تفعل وسائل الإعلام عندما تكتشف أن مسؤولاً كبيراً قصّر ولو بشكل بسيط في عمله، ولا أريد أن أذكركم بحكاية نائب رئيس وزراء بريطانيا الذي استقال من منصبه، لأنّ أحد أفراد الشرطة قال للصحافة إنه وجد قبل سنوات في اللابتوب الخاص بالمسؤول الكبير صوراً فاضحة، فكان لا بد أن يعتذر الرجل ويذهب إلى بيته مشيّعاً بسخرية الرأي العام، ولا برئيسة كوريا الجنوبية السابقة التي حكم عليها بالسجن لمة " 20 " عاما بتهمة التدخل غير القانوني في ترشيحات حزبها قبل الانتخابات البرلمانية في عام 2016 ، وكدتُ أختنق من الضحك على سذاجة نائب في البرلمان السلوفيني اعترف لوسائل الإعلام بأنه لم يدفع ثمن شطيرة "ساندويتش" أخذها من أحد المطاعم، وبرر ما فعله بأنه استاء من "إهمال العاملين في المحل له"، وبعد هذا الاعتراف أعلن استقالته، وستقولون حتماً يارجل يابطران، هل هذا الخبر يجعلك تسقط على ظهرك من الضحك.. نعم ياسادة، لأننا، عشنا وشفنا، مسؤولين سرقوا المليارات تحت سمع ، لكنهم لا يزالون يطلبون من الشعب أن يهتف لهم في الساحات والشوارع .

لست خبيراً في الشؤون الدولية، ولا في ستراتيجيات الدول الصاعدة ، لكني أقول، وأصر على القول، إن تدخل الجيران في شؤون العراق كان السبب في أن نحظى بالمراكز الأولى في الخراب والانتهازية ، الحمد لله فقد تجاوزنا افغانستان التي لاتزال تحتفظ بالرقم العالمي، ودخلنا موسوعة غينيس في أعداد الناهبين للمال العام ..

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

جميع التعليقات 1

  1. Anonymous

    وهل من أحد يتوقع من سياسي فاسد و لايهمهةمصلحة بلده غير مصالحه الشخصية ان لا يكون وضيع ومذلول أمام القيادات السياسية لدول الجوار.

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

العمودالثامن: في محبة فيروز

العمود الثامن: ليس حكماً .. بل مسرحية كوميدية

العمودالثامن: تسريبات حلال .. تسريبات حرام !!

الفساد ظاهرة طبيعية أم بسبب أزمة منظومة الحكم؟

العمودالثامن: الحرب على الكفاءة

العمودالثامن: الحرب على الكفاءة

 علي حسين منذ ان ظهرت الديمقراطية التوافقية في بلاد الرافدين ،والمواطنونالعراقيون يبحثون عن مسؤول مختلف يمنحونه ثقتهم، وهم مطمئنون ، رغم أنهم يدركون أنّ معظم السياسيين ومعهم المسؤولين يتعاملون مع المناصب على أنها...
علي حسين

قناطر: ليلُ العشَّار الطويل

طالب عبد العزيز يحلَّ الليلُ باكراً في أزقّة العشَّار، أزقته القصيرة والضيقة، التي تلتفُّ عليه من حدود شبه جزيرة الداكير الى ساحة أم البروم، يحدث ذلك منذ سنوات الحرب مع إيران، يوم كانت القذائفُ...
طالب عبد العزيز

محاسبة نتنياهو وغالانت أمام محكمة الجنايات الدولية اختبار لمصداقية المجتمع الدولي

د. أحمد عبد الرزاق شكارة يوم عظيم انتصاراللعدل عبارة تنم عن وصف واضح مركز ساقه الاستاذ المحامي الفلسطيني راجي صوراني عن طبيعة الدور الايجابي المؤثر للمحكمة الجنائية الدولية متمثلا بإصدار مذكرتي القاء القبض تخص...
د. أحمد عبد الرزاق شكارة

الاندماج في العراق؟

أحمد القاسمي عندما نسمع بمصطلح الاندماج يخطر بأذهاننا دمج الأجانب المقيمين في بلد ما. فاستخدام هذا المصطلح بات شائعا منذ بضعة عقود في الغرب ويُستخدَم غالبا عند الحديث عن جهود الدولة أو مؤسسات المجتمع...
أحمد القاسمي
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram