TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > العمود الثامن: نوبل لعالية نصيف

العمود الثامن: نوبل لعالية نصيف

نشر في: 11 أكتوبر, 2021: 11:36 م

 علي حسين

وأخيراً سيجد كاتب مثل جنابي، أن الكتابة الساخرة سيزدهر سوقها في العراق خلال السنوات القادمة، فبعد أن حصدت عالية نصيف أعلى الأصوات في "صوب الكرخ" ، وتمكنت مها الدوري من أن تحصل على كرسي البرلمان ممثلة لـ"صوب الرصافة"،

فيما ستعود حنان الفتلاوي تجرب حظها من جديد في الصراخ، وسنجد وحدة الجميلي تدافع عن حقوق الإنسان بالرصاص الحي، ولأن فصول المهزلة لا يمكن لها أن تتوقف فقد تمكن محمود المشهداني صاحب العبارة الشهيرة "انطونا المالات" !، وسنجد جواد البولاني رئيساً للجنة الأمن والدفاع ، ففي زمنه عندما تسلم وزارة الداخلية عشنا أزهى عصور الأمان والاستقرار، والحمد لله مع وجود "أبو مازن" وغريمه مشعان الجبوري لا أعتقد أنّ هناك من يصاب بالملل، وهو يتابع أخبار نوابنا الأعزاء، المواطن يشاهد كل يوم المساخر التي تحدث في دهشة وألم وقلق، ويعتقد مثلما تحاول بعض الفضائيات إيهامه، بأنّ هناك مؤامرة على العملية السياسية، ونحن نتفق معهم، نعم هناك مؤامرة، لكنها هذه المرة ليست على العراق وإنما على مضحكات تجربتنا الرائدة في الديمقراطية، وآثار هذه التجربة على المجتمع الذي سيصحو كل يوم على أخبار معركة كسر العظم بين الجبوري مشعان والجبوري ابو مازن .

قبل أن أمتع ناظري بأسماء النواب الذين عادوا ظافرين إلى قبة البرلمان كنت أنوي الكتابة عن السيد عبد الرزاق جرنه، الفائز بنوبل للآداب لهذا العام، والذي اختلفت صفحات الفيسبوك على فوزه، حيث تصور البعض أن الجائزة هي مؤامرة إمبريالية، فيما امتلأت صفحات الفيسبوك بالسخرية من الجائزة وأصحابها.

منذ انطلاقتها الأولى عام 1901 منحت نوبل للآداب إلى أنواع من الأدباء، البعض استحقها عن جدارة، والبعض لم تصلنا أعماله فاعتقدنا أنه كاتب مغمور، وأن هناك مؤامرة تقودها الماسونية، مثلما توهم جنابي قبل ستة أعوام عندما منحت الجائزة للبيلاروسية سفيتلانا أليكسييفيتش، في ذلك الوقت ضربت كفاً بكف وتساءلت مع نفسي: لماذا يتآمر الإمبرياليون في السويد فيمنحون الجائزة لامرأة تكتب قصصاً صحفية عن الماضي؟، وزادت شكوكي بنوايا الأخوة في ستوكهولم حين خرجت علينا الفائزة لتقول إنها لم تتوقع الفوز ولهذا لا بد من أن تشكر السويد على هذا الخبر الرائع، لكن شكوكي تبخرت عندما حصلت على كتبها فقرأتها بمتعة ودهشة، خصوصاً روايتها "ليس للحرب وجه أنثوي" عن ضحايا الحروب من النساء، تحفة أدبية مثل تلك التحف التي صدرت عن مآسي الحروب، التي عرفناها من خلال "صوت الرجل". فنحن جميعاً أسرى تصوُّرات "الرجال" وأحاسيسهم عن الحرب، أمَّا النساء فلطالما كان هناك إصرار على أن يلذن بالصمت، من يستمع لنواح أمهات شهداء احتجاجات تشرين؟!. .

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

جميع التعليقات 1

  1. سمراء

    نحن نحيا في مجتمع ميت الضمير لأن انجاب الأمعات السياسيين الذين لايفقهون من السياسة سوى زيفها وفسادها مهمته ولذا ستبقى ذات الوجه المنفوخ وغيرها من المهرجين والمهرجات قادة هذا البلد الى الأبد

ملحق معرض العراق الدولي للكتاب

الأكثر قراءة

العمود الثامن: سياسيو الغرف المغلقة

العمود الثامن: مطاردة "حرية التعبير"!!

السردية النيوليبرالية للحكم في العراق

العمود الثامن: عاد نجم الجبوري .. استبعد نجم الجبوري !!

العراق إلى أين ؟؟

العمود الثامن: ماذا يريدون؟

 علي حسين دائما ما يطرح على جنابي الضعيف سؤال : هل هو مع النظام السياسي الجديد، أم جنابك تحن الى الماضي ؟ ودائما ما اجد نفسي اردد : أنا مع العراقيين بجميع اطيافهم...
علي حسين

كلاكيت: مهرجان البحر الاحمر فسيفساء تتجاور فيها التجارب

 علاء المفرجي في دورته الخامسة، يتخذ مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي شعار «في حب السينما» منهجًا له، في سعيه لإبراز هذا الشغف الكبير والقيمة العليا التي تعكسها كل تفصيلة وكل خطوة من خطواته...
علاء المفرجي

لمناسبة يومها العالمي.. اللغة العربية.. جمال وبلاغة وبيان

د. قاسم حسين صالح مفارقة تنفرد بها الأمة العربية، هي ان الأدب العربي بدأ بالشعر أولا ثم النثر، وبه اختلفت عن الأمم التي عاصرتها: اليونانية، الفارسية، الرومانية، الهندية، والصينية.. ما يعني ان الشعر كان...
د.قاسم حسين صالح

لماذا نحتاج الى معارض الكتاب في زمن الذكاء الاصطناعي؟

جورج منصور في عالمٍ يتسارع فيه كلُّ شيء، ويكاد الإنسان أن ينسى نفسه تحت وطأة الضجيج الرقمي والركض اليومي، يظلُّ (معرض العراق الدولي للكتاب)، بنسخته السادسة، واحداً من آخر القلاع التي تذكّرنا بأن المعرفة...
جورج منصور
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram