TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > قناطر: الصدريون بين الأمس واليوم

قناطر: الصدريون بين الأمس واليوم

نشر في: 12 أكتوبر, 2021: 11:12 م

 طالب عبد العزيز

أقبِلَ البعضُ بنتائج الانتخابات أم لم يقبلْ فالمؤشرات تقول: بأنَّ الكتلة الصدرية هي التي حققت الفوز، وأنَّ الخاسر الاكبر هم أولئك الذين وقفوا بالضد من إرادة الشعب، وارتموا باحضان الاجنبي، ومع أنَّ الكثير من العراقيين ما زالوا على توجسهم من فوز الصدريين،

للسابقة التي كانت لهم، إلا أننا نعتقد بأنَّ تياراً بلغ الحدَّ هذا من التنظيم، والقدرة على تمرير لعبة الانتخابات لصالحه، عبر ممارسة ناحجة، في توزيع مرشحيه على الدوائر الانتخابية، وعلى وفق آلية لم يهتد اليها قادة الاحزاب التقليدية، لهو قادر على مسك مقود السلطة، والعبور بالبلاد الى بر الامان، وستكون تجربة فريدة إن استعان بمن يعتقد بانهم الاقرب اليه من الاحزاب والشخصيات.

ومع مرارة تجربة العراقيين مع الاحزاب الدينية، وتلاحق الخيبات عليهم في الحزب هذا وذاك، والشخصية هذه وتلك، إلا أننا نذكّر بأنَّ الشعب قادر على معاقبة الذين يخذلونه، ولديه أكثر من وسيلة للتخلي عنهم، ولعلنا نذكر بقصيدة نيكوس كافافيس:" عندما خذل المقدونيون الملك ديمتريوس/ واعلنوا صراحة أنهم يفضلون بيروس/ فان الملك ديمتريوس (وكان نبيل النفس)/ لم يعتبر نفسه مثل ملك/ فقد غادر مكانه، وخلع ثيابه المذهبة/ والقى عن قدميه حذاءه المدبوغ بالارجوان/ وارتدى ثيابا بسيطة/ وهرب مسرعا/ متصرفا مثل ممثل مسرحي/ حين تاتي نهاية المسرحية، يبدل ملابسه ويغادر" . لذا ندعو الخاسرين الى مغادرة المشهد.

ومع يقيننا بأن ليس بين قادتنا من يمتلك شجاعة ونبل ديمتريوس، بكل تأكيد، إلا أننا نجد بين جمهورنا من يمتلك الشجاعة في معاقبة قادته، وليس أقرب الينا من تجربة السيد حيدر العبادي بعد انتصارات الجيش والحشد على داعش وتحرير المدن منه، فقد كانت النداءات تدعوه للخروج من حزب الدعوة الاسلامية- كان مستقيلا منه- وتاسيس حزب مدني، عابر للطوائف، كانت ستجعل منه بطلا وطنياً، وزعيما استثنائياً، في الفرصة الذهبية التي اتيحت له آنذاك، ولم تتح لغيره، إلا انه لم يفهم الدرس، ولم يصغ للنداءات الصادقة تلك، وها نحن نشهد خساراته اليوم، وخسارات حزبه القديم، لصالح القوى الجديدة-القديمة، ها نحن نرى المآلات التي آلت لها القوى التي وقفت بالضد من التشرينيين، وكيف تخلت عنها جماهيرها.

بقي من قولنا أننا قد نهمس في آذان أعضاء الكتلة الصدرية فنقول، مسترشدين بجملة السيد الصدر الاخيرة بوجوب حصر السلاح بيد الدولة، مشيرين إلى أنَّ تياركم هو الاولى بسماع الجملة هذه، وأنْ عليكم ان تظهروا بالصورة المثال، صورة التيار المتزعم للاصلاح، لا المتنكب للسلاح، فالمرحلة جديدة، والبلاد بحاجة الى التهدئة، والاقتصاد لا يقوم بالبندقية، إنما يقوم بالمشاريع، والعراق بحاجة ماسة الى محيطه الاقليمي، وأنَّ الوقت قد حان للتخلي عن فكرة الدولة الدينية، فقد ثبت فشلها بالتجربة، ولديكم أكثر من وسيلة لمحو الماضي العراقي، الحافل بالدم والقتل والتهميش، فذاكرة الناس مازالت تهتزُّ بالصور المرعبة، التي نتمنى ان لا تتكرر.

 

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

بالحوارِ أم بـ"قواتِ النخبة".. كيف تمنعُ بغدادُ الفصائلَ من تنفيذِ المخططِ الإسرائيلي؟

تحديات بيئية في بغداد بسبب انتشار النفايات

العراق بحاجة لتحسين بيئته الاستثمارية لجلب شركات عالمية

الكشف عن تورط شبكة بتجارة الأعضاء البشرية

مركز حقوقي: نسبة العنف الأسري على الفتيات 73 % والذكور 27 %

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

العمود الثامن: الداخلية وقرارات قرقوشية !!

العمودالثامن: برلمان كولومبيا يسخر منا

مصير الأقصى: في قراءة ألكسندر دوجين لنتائج القمة العربية / الإسلامية بالرياض

العمودالثامن: في محبة فيروز

هل يجب علينا استعمار الفضاء؟

العمودالثامن: في محبة فيروز

 علي حسين اسمحوا لي اليوم أن أترك هموم بلاد الرافدين التي تعيش مرحلة انتصار محمود المشهداني وعودته سالما غانما الى كرسي رئاسة البرلمان لكي يبدا تطبيق نظريته في " التفليش " ، وأخصص...
علي حسين

قناديل: (قطّة شرودنغر) وألاعيب الفنتازيا

 لطفية الدليمي العلمُ منطقة اشتغال مليئة بالسحر؛ لكن أيُّ سحر هذا؟ هو سحرٌ متسربلٌ بكناية إستعارية أو مجازية. نقول مثلاً عن قطعة بديعة من الكتابة البليغة (إنّها السحر الحلال). هكذا هو الأمر مع...
لطفية الدليمي

قناطر: أثرُ الطبيعة في حياة وشعر الخَصيبيِّين*

طالب عبد العزيز أنا مخلوق يحبُّ المطر بكل ما فيه، وأعشق الطبيعة حدَّ الجنون، لذا كانت الآلهةُ قد ترفقت بي يوم التاسع عشر من تشرين الثاني، لتكون مناسبة كتابة الورقة هذه هي الاجمل. أكتب...
طالب عبد العزيز

الفساد ظاهرة طبيعية أم بسبب أزمة منظومة الحكم؟

إياد العنبر لم تتفق الطبقة الحاكمة مع الجمهور إلا بوجود خلل في نظام الحكم السياسي بالعراق الذي تشكل بعد 2003. لكن هذا الاتفاق لا يصمد كثيرا أمام التفاصيل، فالجمهور ينتقد السياسيين والأحزاب والانتخابات والبرلمان...
اياد العنبر
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram