عمـار سـاطع
يقف الكثير من المولعين بمسيرة كرتنا (ماضيها وحاضرها) عند حدود جملة من الاختلافات الكمية والنوعية، وربما الفريدة أيضاً، ليصلوا الى قناعات بعضها يكاد أن يكون واقعياً، وبعضها الآخر استثنائياً في ظلّ حالة المزاجيات والاجتهادات التي غَلُبت على كل الفترات التي تعاقب عليها من قاد اتحاد اللعبة!
قد يكون المنطق في تحقيق النتائج أمراً يتطابق للغاية في ظل النتائج التي تأتي من المعطيات الطبيعية من حيث الاختيار والتحضير وصولاً الى المشاركة مع منح الحظّ نسبة من كل ذلك، جرّاء المشاركات التي لعبتها منتخباتنا، وتلعبها حتى الآن، وتواصل تسجيلها بسبب الإصرار على الفوز من دون التأسيس بالشكل الأمثل!
غير أن اللامنطق الذي نتحدّث عنه، هو أننا نريد أن نحقق كل شيء من دون أن تكون هناك عوامل واضحة تُعنى بالأساس الفعلي لتسجيل (المنطق) الذي تحدّثنا عنه سلفاً، فترانا ننهمك بالبحث عن الأسباب ونتعمّق بمجالات تصل بنا الى معادلات ومعدّلات، نستغرب من تحقيقها على أرض الواقع لأننا غير مؤمنين بقضية اللامنطق، فيحدث عندها خلل اسمه الصدمة أو المفاجأة!
علينا أن لا نستغرب أبداً من أن النتيجة الفعلية التي تتحقّق وتحدث لإمساك العصا من دون موازنة صحيحة، إذ أنها تميل لصالح المنافس والغريم بدلاً من أن تكون بجانبنا، مثلما علينا أن ننظر للأمور بعينٍ من التجرّد بدلاً من الانحياز للخطأ الذي يلازمنا دائماً جرّاء الانفراد بالقرار والتزمّت في الدفاع عن الخلل أو خلق مبرّرات غير دقيقة أو إيجاد مسوّغات غير صحيحة لحالة الفشل!
وفي الكتابة، تيّقنا أن ننتقد بأمانة وتشخيص الخلل والتفرّد بإيجاد الحلول، وأن لا نترك الحبل على الغارب، أو نجد العلّة دون وصف الدواء، هذه الحقيقة التي يجب أن يعرفها الجميع، دون تحريف أو تزييف، لأننا نؤمن تماماً أن ما يحصل من تخبّطات ستنتج عنها خسارات، ولأنه من غير الممكن أبداً أن تأتي النتائج طبيعية أو منطقية، لمعادلات بُنيت بالخطأ في أساسها!
وهكذا يدفع منتخبنا الوطني، مثلاً ثمن اللامنطق الذي تحدّثنا عنه، وهو يعيش فترة التجريب، بل أنه أصبح حقلاً للتجارب، وبدلاً من الوقوف على مرضهِ الذي يعاني منه، بدأ البعض من دعاة التنظير أو الذين يعتبرون أنفسهم فقهاء في دُنيا كرة القدم، بإجراء إصلاحات إدارية، غير معنيّة بالأصل في الأمور الفنيّة المُعطّلة، مُستلهمين ذلك من خبراتهم وتجاربهم السابقة!
وحتى نكون أكثر وضوحاً، كيف يمكن لمنتخبنا أن يصل الى الفوز، ومدرّبه الهولندي ديك أدفوكات، يرفض المجيء الى أرض الوطن، ويكون قريباً من الحدث، حيث الاختبار الفعلي للاعبين والميزان الفعلي لكل مستويات اللاعبين، بل إن الدوري هو مختصر لما وصل اليه الوضع الفني والأداء الفعلي لكل لاعب، وصولاً الى تحقيق طموحات كل عنصر في فريقه أملاً في استدعائه لصفوف المنتخب!
أيها الأعزّاء.. علينا أن نصل الى الحقيقة التي يعيشها منتخبنا الوطني في فترة الرخاء الحالية، وهو يواصل مسيرته في التصفيات المونديالية، إذ يتوجّب علينا أن نسلّط الضوء على المشكلة الأزلية التي تلاحق منتخبنا بسبب الأخطاء الإدارية التراكمية السابقة، ومنها على سبيل المثال لا الحصر، الأخطاء التي تَعُم في جوازات سفر اللاعبين والتغييرات التي ضربت أعمارها أو عدم استطاعة عدد من اللاعبين الدخول لبعض الدول نتيجة المطالبة وبإصرار على كتابة تعهّدات!
نعم.. صفوف منتخبنا لن تكتمل ولن تصل الى مرحلة الكمال الفني، لأننا باختصار نواجه مشكلة تتعلّق بقضية فنية بحتة وتحديداً بالمدرب الذي ترك كل شيء عند كادره المساعد وبات يحضَر قبل المباريات الرسمية بأيام قليلة، الى جانب مشكلة المخلّفات الإدارية السابقة التي تعود الى سنوات مضت، ولا ترتبط أبداً بتشخيص اتحاد الكرة وتغيير المدير الإداري للمنتخب الكابتن باسل كوركيس، والذي أصبح كبش فداء التراجع الذي أصاب جسد منتخبنا في مبارياته الأربع الماضية وفقدانه تسع نقاط من أصل 12 نقطة!
أخيراً.. كان الله في عونك يا جمهورنا العزيز.