TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > معالي الكلمة: كرتنا بين المنطق واللامنطق!

معالي الكلمة: كرتنا بين المنطق واللامنطق!

نشر في: 27 أكتوبر, 2021: 11:55 م

 عمـار سـاطع

يقف الكثير من المولعين بمسيرة كرتنا (ماضيها وحاضرها) عند حدود جملة من الاختلافات الكمية والنوعية، وربما الفريدة أيضاً، ليصلوا الى قناعات بعضها يكاد أن يكون واقعياً، وبعضها الآخر استثنائياً في ظلّ حالة المزاجيات والاجتهادات التي غَلُبت على كل الفترات التي تعاقب عليها من قاد اتحاد اللعبة!

قد يكون المنطق في تحقيق النتائج أمراً يتطابق للغاية في ظل النتائج التي تأتي من المعطيات الطبيعية من حيث الاختيار والتحضير وصولاً الى المشاركة مع منح الحظّ نسبة من كل ذلك، جرّاء المشاركات التي لعبتها منتخباتنا، وتلعبها حتى الآن، وتواصل تسجيلها بسبب الإصرار على الفوز من دون التأسيس بالشكل الأمثل!

غير أن اللامنطق الذي نتحدّث عنه، هو أننا نريد أن نحقق كل شيء من دون أن تكون هناك عوامل واضحة تُعنى بالأساس الفعلي لتسجيل (المنطق) الذي تحدّثنا عنه سلفاً، فترانا ننهمك بالبحث عن الأسباب ونتعمّق بمجالات تصل بنا الى معادلات ومعدّلات، نستغرب من تحقيقها على أرض الواقع لأننا غير مؤمنين بقضية اللامنطق، فيحدث عندها خلل اسمه الصدمة أو المفاجأة!

علينا أن لا نستغرب أبداً من أن النتيجة الفعلية التي تتحقّق وتحدث لإمساك العصا من دون موازنة صحيحة، إذ أنها تميل لصالح المنافس والغريم بدلاً من أن تكون بجانبنا، مثلما علينا أن ننظر للأمور بعينٍ من التجرّد بدلاً من الانحياز للخطأ الذي يلازمنا دائماً جرّاء الانفراد بالقرار والتزمّت في الدفاع عن الخلل أو خلق مبرّرات غير دقيقة أو إيجاد مسوّغات غير صحيحة لحالة الفشل!

وفي الكتابة، تيّقنا أن ننتقد بأمانة وتشخيص الخلل والتفرّد بإيجاد الحلول، وأن لا نترك الحبل على الغارب، أو نجد العلّة دون وصف الدواء، هذه الحقيقة التي يجب أن يعرفها الجميع، دون تحريف أو تزييف، لأننا نؤمن تماماً أن ما يحصل من تخبّطات ستنتج عنها خسارات، ولأنه من غير الممكن أبداً أن تأتي النتائج طبيعية أو منطقية، لمعادلات بُنيت بالخطأ في أساسها!

وهكذا يدفع منتخبنا الوطني، مثلاً ثمن اللامنطق الذي تحدّثنا عنه، وهو يعيش فترة التجريب، بل أنه أصبح حقلاً للتجارب، وبدلاً من الوقوف على مرضهِ الذي يعاني منه، بدأ البعض من دعاة التنظير أو الذين يعتبرون أنفسهم فقهاء في دُنيا كرة القدم، بإجراء إصلاحات إدارية، غير معنيّة بالأصل في الأمور الفنيّة المُعطّلة، مُستلهمين ذلك من خبراتهم وتجاربهم السابقة!

وحتى نكون أكثر وضوحاً، كيف يمكن لمنتخبنا أن يصل الى الفوز، ومدرّبه الهولندي ديك أدفوكات، يرفض المجيء الى أرض الوطن، ويكون قريباً من الحدث، حيث الاختبار الفعلي للاعبين والميزان الفعلي لكل مستويات اللاعبين، بل إن الدوري هو مختصر لما وصل اليه الوضع الفني والأداء الفعلي لكل لاعب، وصولاً الى تحقيق طموحات كل عنصر في فريقه أملاً في استدعائه لصفوف المنتخب!

أيها الأعزّاء.. علينا أن نصل الى الحقيقة التي يعيشها منتخبنا الوطني في فترة الرخاء الحالية، وهو يواصل مسيرته في التصفيات المونديالية، إذ يتوجّب علينا أن نسلّط الضوء على المشكلة الأزلية التي تلاحق منتخبنا بسبب الأخطاء الإدارية التراكمية السابقة، ومنها على سبيل المثال لا الحصر، الأخطاء التي تَعُم في جوازات سفر اللاعبين والتغييرات التي ضربت أعمارها أو عدم استطاعة عدد من اللاعبين الدخول لبعض الدول نتيجة المطالبة وبإصرار على كتابة تعهّدات!

نعم.. صفوف منتخبنا لن تكتمل ولن تصل الى مرحلة الكمال الفني، لأننا باختصار نواجه مشكلة تتعلّق بقضية فنية بحتة وتحديداً بالمدرب الذي ترك كل شيء عند كادره المساعد وبات يحضَر قبل المباريات الرسمية بأيام قليلة، الى جانب مشكلة المخلّفات الإدارية السابقة التي تعود الى سنوات مضت، ولا ترتبط أبداً بتشخيص اتحاد الكرة وتغيير المدير الإداري للمنتخب الكابتن باسل كوركيس، والذي أصبح كبش فداء التراجع الذي أصاب جسد منتخبنا في مبارياته الأربع الماضية وفقدانه تسع نقاط من أصل 12 نقطة!

أخيراً.. كان الله في عونك يا جمهورنا العزيز.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق منارات

الأكثر قراءة

العمود الثامن: "علي بابا" يطالبنا بالتقشف !!

العمود الثامن: بلاد الشعارات وبلدان السعادة

العمود الثامن: موجات الجزائري المرتدة

العمود الثامن: المستقبل لا يُبنى بالغرف المغلقة!!

سوريا المتعددة: تجارب الأقليات من روج آفا إلى الجولاني

العمود الثامن: بلاد الشعارات وبلدان السعادة

 علي حسين نحن بلاد نُحكم بالخطابات والشعارات، وبيانات الانسداد، يصدح المسؤول بصوته ليخفي فشله وعجزه عن إدارة شؤون الناس.. كل مسؤول يختار طبقة صوتية خاصة به، ليخفي معها سنوات من العجز عن مواجهة...
علي حسين

قناطر: شجاعةُ الحسين أم حكمةُ الحسن ؟

طالب عبد العزيز اختفى أنموذجُ الامام الحسن بن علي في السردية الاسلامية المعتدلة طويلاً، وقلّما أُسْتحضرَ أنموذجه المسالم؛ في الخطب الدينية، والمجالس الحسينية، بخاصة، ذات الطبيعة الثورية، ولم تدرس بنودُ الاتفاقية(صُلح الحسن) التي عقدها...
طالب عبد العزيز

العراق.. السلطة تصفي الحق العام في التعليم المدرسي

أحمد حسن المدرسة الحكومية في أي مجتمع تعد أحد أعمدة تكوين المواطنة وإثبات وجود الدولة نفسها، وتتجاوز في أهميتها الجيش ، لأنها الحاضنة التي يتكون فيها الفرد خارج روابط الدم، ويتعلم الانتماء إلى جماعة...
أحمد حسن

فيلسوف يُشَخِّص مصدر الخلل

ابراهيم البليهي نبَّه الفيلسوف البريطاني الشهير إدموند بيرك إلى أنه من السهل ضياع الحقيقة وسيطرة الفكرة المغلوطة بعاملين: العامل الأول إثارة الخوف لجعل الكل يستجيبون للجهالة فرارًا مما جرى التخويف منه واندفاعا في اتجاه...
ابراهيم البليهي
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram