اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > العمود الثامن: فديو الشيخ ومهرجان بابل

العمود الثامن: فديو الشيخ ومهرجان بابل

نشر في: 28 أكتوبر, 2021: 12:12 ص

 علي حسين

أشاهد فيديو أحد شيوخ ديالى وهو يصرخ بعد مجزرة "المقدادية" محملاً السياسيين مسؤولية ما يجري من خراب وقتل وتقصير أمني، الرجل الذي صرخ بأعلى صوته "كلها منكم"، أعاد إلى ذاكرتي ما كان يحذرنا منه المطرب عزيز علي وهو يردد "منّه منّه منّه كلـها منّه مصايبنا وطلايبنا كلها منّه"، ولم يعرف الراحل الكبير أن أغنيته البستان سيرددها العراقيون في القرن الواحد والعشرين:

يا جماعة والنبي هذي والله بستان ما ملكها إنسان ..وحنا يا وسفة أهلها تاركيها من زمان

دشر كلمن جا دخلها صايرة خان شخان ..بابها مفلش مهدم والحرامية تحوف

وحنا إسم الله علينا كاتلتنا الزعامات ..ملتهين بقال وقلنا وبجدل ومهاترات

وقبل جريمة المقدادية كنتُ أنوي أن أكتب عن مذكرات أبو زيد، لكن خفتُ أن يقول لي قارئ كريم، أن الأوضاع لا تتحمل غير الحديث عن ما يجري للوطن، الذي اكتشفنا أنه في الخانة ما قبل الأخيرة في تفكير العديد من ساستنا، فهو يأتي بعد العشيرة والمذهب والطائفة، منذ عام 2005 ونحن منقسمون على كل شيء، لكننا نذهب –بحزم- كل أربع سنوات إلى صناديق الاقتراع، لكي ننتخب "جماعتنا"، لأنهم بارعون في تثبيت دول الطوائف.

نعم أيها السادة أصبح الدم العراقي رخيصاً، والسبب نتحمله جميعاً، لأننا بعد أيام سننسى هذه جريمة المقدادية ، مثلما نسينا ما جرى في الموصل وجسر الأئمة وبغداد الجديدة والشعلة، ومجزرة مدينة الصدر، فلا تهتمّ عزيزي القارئ،لأنّ كلّ الذين شغلتهم هذه الجريمة سيستخدمونها مادة في مفاوضات تشكيل الكتلة الأكبر، وسيخلدون إلى النوم العميق بعد أن يوهموا عوائل الضحايا بأن الحكومة اقتصت من المجرمين.

ليس مهمّاً عدد الضحايا، ما دمنا نعيش في ظل جمهورية "أصحاب التقوى"، ما دام البعض يعتقد أننا بحاجة إلى إعادة ضبط منظومة أخلاق الشعب ، بدلا من اعادة ضبط منظومة المواطنة والعدالة الاجتماعية . ولا يهم سرقة أموال الدولة ونشر الطائفية وتشجيع المحاصصة، وترسيخ مبدأ انتخاب جماعتنا مبدأ يراد له أن يترسخ، وإلا ما معنى أن يخرج علينا محافظ بابل ليطالبنا بأن مهتدي لان الغناء حرام ، اما ملفات الفساد التي تلاحقه فهي حلال زلال .

في كل يوم نخضع لابتزاز أصحاب فتاوى الحرام، فدرسُ الفن في المدارس حرام، وإعادة إعمار شارع الرشيد جريمة لا تغتفر، ووجدنا من كتب على الفيسبوك: إن منارة الحدباء مجرد حجارة! .

إن أحد أهم ثروات الشعوب الحية هي ثروة الثقافة من شعر ورسم وموسيقى، إلا أننا والحمد لله لا نتذكر محمد القبانجي ونسينا الجواهري ومطلوب منا فقط أن نحفظ خطب الجعفري.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

جميع التعليقات 1

  1. سمراء

    لا ما اكتب لأن مو صوجهم ، صوج اليأمنون بأن العمامة رمز الشرف ولأن كما قال علي الوردي مامعناه من يصل للسلطة ينسى السبب الذي ناضل من أجله . وفي العراق تولى الشراذم وهتلية الشوارع الدولة ونخروها

يحدث الآن

تركيا.. إقرار قانون لجمع الكلاب الضالة

تقليص قائمة المرشحين لخوض الانتخابات مع كامالا هاريس

وزير التعليم يخول الجامعات بمعالجة الحالات الحرجة في الامتحان التنافسي للدراسات العليا

اليوم..مواجهة مصيرية لمنتخبي العراق والمغرب

تعرف على الأطعمة التي تحفز نشوء الحصى في الكلى

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

تعديل قانون الأحوال الشخصية دعوة لمغادرة الهوية الوطنية

ضجة التّماثيل.. كَوديا بعد المنصور!

العمودالثامن: نائب ونائم !!

لماذا أدعو إلى إصلاح التعليم العالي؟ (إصلاح التعليم العالي الطريق السليم لاصلاح الدولة)

العمودالثامن: إضحك مع الدولة العميقة

العمودالثامن: الكهوف المظلمة

 علي حسين درس العلامة جواد علي أخبار وأحداث ابن الأثير وحفظها واطّلع على معظم ما كتب عنها وكل ذلك في إعجاب شديد وحب صادق، وكان جواد علي ابن الكاظمية يعرف أن الموصلي "...
علي حسين

بيانات جديدة عن حالة الأمن الغذائي في الشرق الأوسط: ثلاثة بلدان في المنطقة تعاني من المجاعة بينها العراق

د. فالح الحمـراني أظهرت منطقة الشرق الأوسط في السنوات الأخيرة معدلات عالية بارتفاع نسب المجاعة وسوء التغذية، فضلا عن أعراض مثيرة للقلق للغاية تتعلق بزيادة نسبة السكان الذين يعانون من السمنة. ويرجع هذا الاتجاه...
د. فالح الحمراني

نظرة في الميدان السياسي العراقي.. إلى أين يفضي؟

عصام الياسري أسفرت انتخابات مجالس المحافظات العراقية في ديسمبر كانون الأول 2023، عن مكاسب كبيرة للأحزاب الطائفية الماسكة منذ العام 2003 بالسلطة. وبضعة انتصارات طفيفة فقط للقوائم المناهضة للمؤسسة ولم تفز الأحزاب السياسية المعارضة...
عصام الياسري

التعديل والأهلية.. جدل الفقه الجعفري مع قانون الأحوال الشخصية في العراق

علي المدن مرة أخرى تفشل مساعي تعديل قانون الأحوال الشخصية في العراق بعد أن سبقتها محاولة أولى عام 2017 تقدم بها النائب حامد الخضري. وكما أعلنت تحفظي في المرة الأولى، وكتبت مقالين نشرتها في...
علي المدن
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram