TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > العمود الثامن: دستور القبانجي

العمود الثامن: دستور القبانجي

نشر في: 31 أكتوبر, 2021: 11:29 م

 علي حسين

يحاول البعض أن يوهم الناس البسطاء، بأن معركتهم الحقيقية ليست مع سراق المال العام، ومروجي الخطب الطائفية، وأن الأزمة العراقية ليست السعي إلى تقسيم البلاد لدويلات طائفية.. وإنما أزمتنا الحقيقية هي مع فعاليات غنائية، تجرأ فيها آلاف من العراقيين على الحضور إلى مهرجان بابل، فالمطلوب أن نقيم مهرجاناً لخطب سياسيينا التي يريد لها، البعض، أن تصبح جزءاً من طقوسنا اليومية..

في جزء من خطبته، يوم الجمعة، اتهم السيد صدر الدين القبانجي الذين حضروا فعاليات مهرجان بابل بأنهم فاسدون ويشجعون على الرذيلة والفسق!! مطالباً أهالي بابل بالثورة ضد المهرجان..هل يعقل ان نتهم عوائل باكملها بانها تشجع الرذيلة ، ما نوع الفسوق الذي شاهده السيد القبانجي الذي كان منفعلا وهو يلوح لنا بالدستور ويذكرنا بأننا دولة إسلامية، متوهماً أن العراق يعيش في عصور الجاهلية !!، ولأن السيد القبانجي يقرأ الدستور حسب مصالحه ، فإنه رفض أن يكمل في خطبته قراءة المادة الثانية من الدستور والتي تقول: " لا يجوز سن قانونٍ يتعارض مع مبادئ الديمقراطية. لا يجوز سن قانونٍ يتعارض مع الحقوق والحريات الأساسية الواردة في هذا الدستور.

في كل مرة يخرج علينا السيد القبانجي ليذكرنا بأننا دولة إسلامية، وأتذكر في تظاهرات تشرين وبعد مقتل 600 متظاهر بأوامر من زميله في المجلس الأعلى عادل عبد المهدي، ثار القبانجي وأرعد وأزبد، ليس دفاعاً عن دماء شهداء الاحتجاجات وإنما مطالباً الشعب العراقي بأن لا يشارك في هذه الاحتجاجات، لأنها ترفع شعارات "نريد وطن"، فمثل هذه الشعارات حسب رأيه ليست مطالب خدمية أو إصلاحية، وإنما شعارات تريد العودة بنا إلى الحكم "اللاديني''.

يفقد البعض في لحظات النشوة الخطابية الصلة بالواقع، ونراه يحاول جاهداً أن يمنع الناس عن السمع والنظر.. ويصر على أن يطبق على مستمعيه طريقة تفكيره ثم ينظر إلى نفسه فيقرر أن يطبق على المستمعين طريقة لباسه.

إن حديث السيد القبانجي عن استهداف الدين يعني بشكل واضح أن الذين ذهبوا الى مهرجان بابل يعادون الدين، وهو حديث للأسف يفضح كل ما كان مخفياً من شعارات عن الديمقراطية وحق المواطن العراقي بالحرية الشخصية .

والغريب أن خطيب جمعة النجف، يريد أن يختطف القضية بعيداً عن جوهرها الحقيقي، ويعيد تسويقها للناس على أنها معركة إسلام ضد علمانية، أو، وفقاً لحالة الغضب التى ظهر عليها ، أنها معركة بين مؤمنين وكفار، كما أن الرجل لم يتمالك نفسه فاعتبر أن العراق أصبح بلد المجلس الاعلى فقط وعلى الآخرين أن يبحثوا عن تأشيرة هجرة إلى بلاد الكفار، إذا لم يعجبهم الأمر .

ياسيدي الخطيب لو انشغلت بالحديثعن سرقة هذا الشعب ، لكان اجدى لك وانفع من متابعة اخبار " الكافرة " أليسا " .

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

جميع التعليقات 1

  1. khalidmuften

    عجز الدين القبانجي يحرم مهرجان بابل ولا يحرم موت مىات الفقراء والمرضى بعد أن نهبوا أموالهم سراق المال العام .

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

العمودالثامن: في محبة فيروز

العمود الثامن: ليس حكماً .. بل مسرحية كوميدية

العمودالثامن: تسريبات حلال .. تسريبات حرام !!

الفساد ظاهرة طبيعية أم بسبب أزمة منظومة الحكم؟

العمودالثامن: الحرب على الكفاءة

العمودالثامن: الحرب على الكفاءة

 علي حسين منذ ان ظهرت الديمقراطية التوافقية في بلاد الرافدين ،والمواطنونالعراقيون يبحثون عن مسؤول مختلف يمنحونه ثقتهم، وهم مطمئنون ، رغم أنهم يدركون أنّ معظم السياسيين ومعهم المسؤولين يتعاملون مع المناصب على أنها...
علي حسين

قناطر: ليلُ العشَّار الطويل

طالب عبد العزيز يحلَّ الليلُ باكراً في أزقّة العشَّار، أزقته القصيرة والضيقة، التي تلتفُّ عليه من حدود شبه جزيرة الداكير الى ساحة أم البروم، يحدث ذلك منذ سنوات الحرب مع إيران، يوم كانت القذائفُ...
طالب عبد العزيز

محاسبة نتنياهو وغالانت أمام محكمة الجنايات الدولية اختبار لمصداقية المجتمع الدولي

د. أحمد عبد الرزاق شكارة يوم عظيم انتصاراللعدل عبارة تنم عن وصف واضح مركز ساقه الاستاذ المحامي الفلسطيني راجي صوراني عن طبيعة الدور الايجابي المؤثر للمحكمة الجنائية الدولية متمثلا بإصدار مذكرتي القاء القبض تخص...
د. أحمد عبد الرزاق شكارة

الاندماج في العراق؟

أحمد القاسمي عندما نسمع بمصطلح الاندماج يخطر بأذهاننا دمج الأجانب المقيمين في بلد ما. فاستخدام هذا المصطلح بات شائعا منذ بضعة عقود في الغرب ويُستخدَم غالبا عند الحديث عن جهود الدولة أو مؤسسات المجتمع...
أحمد القاسمي
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram