علي حسين
يحاول البعض أن يوهم الناس البسطاء، بأن معركتهم الحقيقية ليست مع سراق المال العام، ومروجي الخطب الطائفية، وأن الأزمة العراقية ليست السعي إلى تقسيم البلاد لدويلات طائفية.. وإنما أزمتنا الحقيقية هي مع فعاليات غنائية، تجرأ فيها آلاف من العراقيين على الحضور إلى مهرجان بابل، فالمطلوب أن نقيم مهرجاناً لخطب سياسيينا التي يريد لها، البعض، أن تصبح جزءاً من طقوسنا اليومية..
في جزء من خطبته، يوم الجمعة، اتهم السيد صدر الدين القبانجي الذين حضروا فعاليات مهرجان بابل بأنهم فاسدون ويشجعون على الرذيلة والفسق!! مطالباً أهالي بابل بالثورة ضد المهرجان..هل يعقل ان نتهم عوائل باكملها بانها تشجع الرذيلة ، ما نوع الفسوق الذي شاهده السيد القبانجي الذي كان منفعلا وهو يلوح لنا بالدستور ويذكرنا بأننا دولة إسلامية، متوهماً أن العراق يعيش في عصور الجاهلية !!، ولأن السيد القبانجي يقرأ الدستور حسب مصالحه ، فإنه رفض أن يكمل في خطبته قراءة المادة الثانية من الدستور والتي تقول: " لا يجوز سن قانونٍ يتعارض مع مبادئ الديمقراطية. لا يجوز سن قانونٍ يتعارض مع الحقوق والحريات الأساسية الواردة في هذا الدستور.
في كل مرة يخرج علينا السيد القبانجي ليذكرنا بأننا دولة إسلامية، وأتذكر في تظاهرات تشرين وبعد مقتل 600 متظاهر بأوامر من زميله في المجلس الأعلى عادل عبد المهدي، ثار القبانجي وأرعد وأزبد، ليس دفاعاً عن دماء شهداء الاحتجاجات وإنما مطالباً الشعب العراقي بأن لا يشارك في هذه الاحتجاجات، لأنها ترفع شعارات "نريد وطن"، فمثل هذه الشعارات حسب رأيه ليست مطالب خدمية أو إصلاحية، وإنما شعارات تريد العودة بنا إلى الحكم "اللاديني''.
يفقد البعض في لحظات النشوة الخطابية الصلة بالواقع، ونراه يحاول جاهداً أن يمنع الناس عن السمع والنظر.. ويصر على أن يطبق على مستمعيه طريقة تفكيره ثم ينظر إلى نفسه فيقرر أن يطبق على المستمعين طريقة لباسه.
إن حديث السيد القبانجي عن استهداف الدين يعني بشكل واضح أن الذين ذهبوا الى مهرجان بابل يعادون الدين، وهو حديث للأسف يفضح كل ما كان مخفياً من شعارات عن الديمقراطية وحق المواطن العراقي بالحرية الشخصية .
والغريب أن خطيب جمعة النجف، يريد أن يختطف القضية بعيداً عن جوهرها الحقيقي، ويعيد تسويقها للناس على أنها معركة إسلام ضد علمانية، أو، وفقاً لحالة الغضب التى ظهر عليها ، أنها معركة بين مؤمنين وكفار، كما أن الرجل لم يتمالك نفسه فاعتبر أن العراق أصبح بلد المجلس الاعلى فقط وعلى الآخرين أن يبحثوا عن تأشيرة هجرة إلى بلاد الكفار، إذا لم يعجبهم الأمر .
ياسيدي الخطيب لو انشغلت بالحديثعن سرقة هذا الشعب ، لكان اجدى لك وانفع من متابعة اخبار " الكافرة " أليسا " .
جميع التعليقات 1
khalidmuften
عجز الدين القبانجي يحرم مهرجان بابل ولا يحرم موت مىات الفقراء والمرضى بعد أن نهبوا أموالهم سراق المال العام .