سامر الياس سعيد
احتفى الزميل إياد الصالحي عبر الصفحة الرياضية لصحيفة المدى الصادرة يوم الأحد الرابع والعشرين من تشرين الأول 2021 بالذكرى المئوية الأولى على صدور أول مطبوعة رياضية عربية حينما استذكر صدور مجلة (المِضمار) المصرية ليبثّ من خلال الذكرى المميّزة عالماً مفعماً بالمحطّات والرموز التي مرّت على بلاد صاحبة الجلالة في تخصّصها الأجمل عبر ميادين الرياضة حينما برزت صحافة التخصّص لتكشف أضواء الملاعب ونجومها الذين قدّموا امكانياتهم عبر توالي الأعوام.
مئة عام من الصحافة الرياضية العربية مرّت خلال هذه الأيام ومع هذه الفاصلة الزمنية تبقى التساؤلات مرهونة بمدى مقاومة هذه الصحافة الورقية لعاديات الزمن من تطوّرات جعلت مئات المحاولات الصحفية تتوارى خلف شريط من الذكريات موثقة لمباريات حاسمة وصور من الزمن الجميل بقيت خالدة على صفحات تلك المطبوعات الملونة بعوالمها المميّزة والجميلة التي لا تسقطها الذاكرة بتاتاً.
وبالتزامن مع ذكرى المئوية للصحافة الرياضية العربية ووسط مخاوف وهواجس رياح التطوّر التي جعلت من الخبر الرياضي مرهوناً بمواقع التواصل والسوشيال ميديا وعوالم الفضائيات واستوديوهاتها التحليلية التي لا تبقي للتحليل المقروء والرؤية المعمّقة لأي منافسة رياضية وجدت صداها على صفحات الصُحف باستثناء خلودها واختزانها للذكرى والاستذكار وعطرها الذي لا يزول بتعاقب الأعوام، أقول وسط هذه الذكرى وقفت متأمّلاً لنسخ من المطبوعات الرياضية عرَضَها موقع خاص بمواقع التواصل الاجتماعي للمتابعين والهواة ممّن تستهويهم مُتعة الاحتفاظ بنسخٍ تاريخية من تلك المطبوعات من المجلات الرياضية العربية التي فتحت نوافذ العشق والهوى للمُغرمين لمتابعة المنتخبات والأندية الرياضية سواء بميادينها العالمية أو العربية والمحلية فطافت أمام عيناي نسخ مميّزة من مجلات مثل الوطن الرياضي التي كان يصدرها الصحفي المعروف سعيد غبريس ولاحقاً حوّل التسمية الخالدة الى الحدث الرياضي إضافة إلى مجلة الصقر التي كانت تنطلق من الدوحة ومجلة عيناوي وأولمبياد ومجلات رياضية لبنانية أخرى كالرياضي الجديد وكم اعتراني شعور بالحزن والسعادة وأنا أبصر تلك المعروضات عبر موقع التواصل، استذكرتُ محاولاتي الصحفية الأولى بمراسلة مجلة الحدث الرياضي اضافة لحرصي على اقتناء مجلة سوبر طيلة فترة صدورها قبل أن تتحوّل للاصدار الإلكتروني، كما كنت حريصاً على اقتناء صحيفة استاد الدوحة التي تحوّلت فيما بعد للاصدار على موقعها عبر شبكة الانترنت.
أما فيما يتعلّق بالعراق فالمطبوعات الرياضية التي انطلقت من مجلة الألعاب الرياضية في تشرين الثاني من عام 1922 فكانت تلك المجلة بمثابة شريط الافتتاح وشهادة الولادة التي منحت الحياة لمسيرة إعلامية عريقة زاخرة بالاسماء المميّزة من نخب الصحفيين الرياضيين برغم إننا نعيش للأسف موسم رحيل البعض منهم حيث ودّعنا هذا العام عدداً من زملائنا الذين غادرونا الى عالم البقاء ومنهم الصحفيين حيدر مدلول وطه كمر وعادل العتابي وسعدون جواد وآخرين ندعو لهم بالرحمة.
أما مسيرة الصحافة الرياضية العراقية فقد عرفت الكثير من عناوينها المهمّة لاسيما من المجلات الرياضية المتخصّصة التي اسهمت بتسليط الضوء على ما يجري في ميادين الرياضة حيث نستذكر قبل عام 2003 المجلة الرياضية المعروفة بالرشيد وطباعتها المميّزة حيث نافست كبريات المجلات الرياضية العربية اضافة الى حُقبة ما بعد عام 2003 بانتشار واسع للصحف والمطبوعات الرياضية ومنها تجربتي الشخصية من خلال اصدار مجلة موصل سبورت التي شهدت مدينة الموصل ومديرية شباب ورياضة نينوى الجهة التي اصدرتها بواقع 17 عدداً من خلال مسيرة انطلقت من آذار من عام 2008 وصولاً للعدد الذي صدر في خريف العام 2011 ونستذكر في هذا الصدد مجلة حوار سبورت التي اصدرت منها مؤسّسة المدى ستّين عدداً للفترة (2008-2014) حيث كانت تلك المجلّة اضافة نوعية مهمّة في ميدان الصحافة الرياضية قبل أن تشهد تلك المحطّة غياباً لافتاً للمجلات الرياضية حتى حلّ العام الحالي حاملاً معه عنواناً جديداً بصدور مجلة العالم سبورت التي برز إصدارها في زمن توارى الكثير من الاصدارات الرياضية المتخصّصة لتنقل لنا شعوراً ببقاء هذه الصحافة المتخصّصة صامدة ثابتة في زمن السوشيال ميديا وتحدّياته للصحافة الورقية.