TOP

جريدة المدى > عام > الرواية الحديثة - فيرجينيا وولف

الرواية الحديثة - فيرجينيا وولف

نشر في: 2 نوفمبر, 2021: 11:10 م

ترجمة وتقديم : لطفية الدليمي

أقدم هنا القسم الثالث والأخير من الترجمة الكاملة للنص التأريخي الموسوم (الرواية الحديثة Modern Fiction ) للروائية الإنكليزية ذائعة الصيت (فيرجينيا وولف Virginia Woolf) .

لايخفى بالطبع أن وولف تُعدُّ أحد أساطين الرواية الحديثة ، وهي ليست كاتبة روائية فحسب بل منظّرة روائية عالية الشأن (إلى جانب الروائي الحداثيّ هنري جيمس) ، وغالباً مايُنظرُ إلى مقالتها تلك كإحدى الوثائق التأريخية المفصلية التي أسّست للحداثة الروائية ؛ وهذا هو مادفعني لترجمة هذا النص التأريخيّ الأثير وجعله في متناول القارئ الشغوف بتأريخ الرواية الحديثة (وتأريخ الحداثة الأدبية بعامّة) . سيذكّرنا هذا النص التأريخيّ الفريد - المكتوب بلغة إنكليزية رفيعة - بفخامة الكلاسيكيّات الأدبيّة الفكتورية التي تلقى هوىً في نفوس العديد من القرّاء والباحثين .

ثمة ملاحظة ينبغي التأكيد عليها : لأنّ هذا النصّ نتاجُ عقلية روائيّة لطالما وًصِفت بالعبقرية والمهارة فإنه ينطوي على الكثير من المسالك الإلتفافية ، والعبارات المطوّلة ، والأوصاف الغريبة المتزاحمة ، والمقاربات غير المباشرة التي تفترض في القارئ - كما المترجم - تمرّساً مع أساليب البلاغة الإنكليزية الفكتورية ، وقد بذلت قدراً غير قليل من الجهد في صياغة العبارات المترجمة ؛ غير أن الأمر إستوجب أحياناً إضافة بضع كلمات بين قوسين بقصد توضيح المعنى المطلوب من غير إثقال النص بمفردة (المترجمة) التي تُحيل هذه الإضافة إليّ ماخلا مواضع قليلة كانت الإضافة فيها تستوجب الإحالة إلى المترجمة سعياً للأمانة المهنية والتثبّت التأريخيّ في الترجمة .

أتوقّعُ من كلّ قارئ شغوف أن يأنس بقراءة هذه المقالة التي ستكون مثل مثابة تعينه على استكشاف الطريقة التي تكتب بها روائيّة لطالما عُدّت معْلماً رئيسيّاً من معالم الحداثة الروائية في القرن العشرين .

المترجمة

 

سنجد أنفسنا حقاً متعثرين على غير هدىً لو حاولنا التصريح بما نسعى إليه (في هذا العمل الروائيّ، المترجمة) إلى جانب الحياة، وكذلك لو شئنا الحديث عن السبب الذي يجعل عملاً بهذه الأصالة الضاربة يستعصي على إيجاد نظائر تستحقّ المقارنة به ؛ لأننا حتى لو عقدْنا هذه المقارنة فينبغي إعتماد أمثلة رفيعة مثل الشّباب(13) Youth، أو عُمدة كاستربردج(14) The Mayor of Casterbridge : يمكن القول ببساطة أن أية مقارنة سيكون مآلها الفشل بسبب الفقر النسبيّ لعقل الكاتب (بالمقارنة مع عقل جويس، المترجمة) ؛ غير أنّ من الممكن دفع المقارنة لمدىً أبعد قليلاً من خلال التساؤل : ألا يصحّ القول بأننا نستطيب الإحساس بالمكوث في غرفة مضيئة لكنّها ضيّقة الأبعاد، محكمة الإغلاق ومقفلٌ عليها تماما بدل أن نكون أحراراً نجول في فضاءات مفتوحة؟ ألسنا ميّالين للتحديدات المفروضة علينا من قبل طريقتنا (في التفكير والكتابة، المترجمة) إلى جانب تلك التحديدات التي تفرضها علينا عقولنا؟ هل أنّ طريقتنا هذه هي مايكبح قدراتنا الإبداعيّة؟ هل أنّ هذه الطريقة ذاتها هي مايشلّ قدرتنا على المرح ويُبعِدُ سماحة التفكير وكياسة العقل عنّا، ويدفعنا للتمركز على ذاتنا التي - رغم كلّ دفق الحساسيّة فيها - لاتتعشّق مع (مثلما لاتُبدِعُ في) كلّ ماهو ماكثٌ خارجها وصولاً إلى ماهو أبعد ممّا يحيط بها؟ هل أنّ التأكيد المفرط - الذي إتخذ ربّما سمة التعليمات الإرشادية الصّارمة - على تحاشي كلّ مايمكن أن يوصف بالبذاءة وقلّة الإحتشام عزّز من تأثير بعض الموضوعات المنزوية والمعزولة؟ أم هل أنّ الحقيقة الخالصة هي أنّ كلّ جهدٍ تنهض به مثل هذه الاصالة الكتابية (إشارة إلى جويس ومُعاصريه من الروائيين الحداثيين، المترجمة) سيجعل الأمر أكثر يسراً، وبخاصة مع الكُتّاب المعاصرين (وقت كتابة المقالة بالطبع، المترجمة) على الشعور بما يعوز مواهبهم الخلاقة بدلاً من التصريح بما تقدّمه تلك المواهب؟ في كلّ الأحوال فإنّ من الخطل البقاء بعيداً عن مساءلة تلك “ الطرق” المعتمدة في الكتابة : أيّةُ طريقة تعدّ صائبة، مثلما تعدّ كلّ طريقة صائبة متى مانجحت في جعلنا نعبّر عمّا نشاء التعبير عنه لو كنّا كُتّاباً، ومتى ماجعلتنا نقترب من قصد الروائيّ لو كُنّا قُرّاءً، وتمتلك هذه الطريقة فضيلة دفعنا قريباً من تلك المزيّة التي تمّ تدريبُنا على وسمها بميسم “ الحياة بذاتها “ : ألم تدفعنا قراءة يوليسيس للتفكّر الجاد في كمّ الحياة التي تمّ إستبعادُها ونكرانُها؟ ألم نشهق بفعل الصدمة التي حلّت بنا ونحن نقرأ تريسترام شاندي(15)، بل وحتى بيندينيس(16)، وانتهينا بتأثير تلك القراءة لقناعة صارمة لاتقوم على أساس وجود أوجه عديدة للحياة غير تلك التي نعرفها وحسب ؛ بل وجود أشياء كثيرة لم نعهدها في هذه الصفقة الثمينة (أي الحياة، المترجمة).

بصرف النظر عمّا قد يكون عليه الحال فإنّ المعضلة التي تواجه الروائيّ في عصرنا هذا، والتي نفترض فيها أنها هي المعضلة ذاتها التي واجهته في الماضي، هي تدبّر الوسائل الخليقة بجعله حرّاً فيما يختار، وأنّ عليه إمتلاك الشجاعة ليعلن بأنّ مايملأ روحه ولعاً وشغفاً لم يعُد (هذا) الموضوع بل (ذلك) الآخر، وأنّه ينبغي أن يؤسّس هيكل أعماله على (ذلك) الآخر من الموضوعات وحسب. بالنسبة إلى الحداثيّين (من الكُتّاب) فإنّ عبارة (ذلك الآخر من الموضوعات)، التي هي مدار الاهتمام، تتموضع على نحوٍ مؤكّد تقريباً في تلك المناطق المظلمة من السايكولوجيا (البشريّة)، وبسبب ذلك فإنّ وقع هذه العبارة يلقى على الفور إستجابات متباينة : التأكيد هنا هو على شيء لطالما لقي الإنكار حتى اليوم، وأنّ خلاصة مختلفة في الشكل (الروائيّ) تغدو ضرورية وصعبة الإدراك علينا وغير مفهومة لأسلافنا السابقين في الوقت ذاته. ليس ثمة أحد سوى كاتبٍ حداثيّ، وقد يكون روسيّاً أيضاً، توهّجت روحه شغفاً بتلك الحالة التي خلقها تشيخوف واستودعها في قصّته القصيرة التي يدعوها (غوسيف(17) Gusev ) حيث ثمة عدد من الجنود الروس المرضى والمضطجعين على سطح سفينة عائدة بهم إلى روسيا : يمنحنا تشيخوف في القصّة بعضاً من النتف المتناثرة من حكاياهم وأفكارهم، ثم يحصل أن يموت أحدهم ويُنقَل بعيداً، ويمضي الباقون في الكلام مع بعضهم لبرهة من الزمن حتّى يطال الموت (غوسيف) ذاته الذي يُرمى من سطح السفينة (نحو لجّة الماء) وهو يبدو مثل جزرة أو فِجلة. يجري التركيز (في هذه القصّة) على أماكن غير متوقّعة بحيث يبدو الحال أوّل الأمر كما لو لم يكن أيّ توجّه للتركيز على شيء ما، ثمّ بعد أن تأنس العيون وتألف مرأى الشفق وتتحسّس تماماً أشكال الأشياء في المشهد نستطيع أن نقدّر كم هي مكتملة هذه القصّة، وكم هي بارعة، وكم هي مطواعة لتمرير رؤية تشيخوف الذي إختار هذا، أو ذاك، أو الآخر (من الموضوعات التي يشغف بها، المترجمة) وجمعها معاً ليشكّل شيئاً جديداً ؛ لكنْ قد يكون في عداد المستحيل القول (هذا العمل فكاهيّ) أو (ذلك العمل مأساويّ)، وإلى جانب ذلك فنحن غير واثقين بشأن حتمية وصف هذا العمل (أي قصّة تشيخوف، المترجمة) بأنه قصّة قصيرة ؛ إذ لطالما تعلّمنا من قبلً أنّ القصّة القصيرة، ولأنها قصيرة، ينبغي أن تكون مختصرة وتنطوي على نتيجة حاسمة ؛ في حين أنّ هذه القصّة غامضة ولاتنتهي إلى نتيجة محدّدة وحاسمة.

الملاحظات الأكثر جوهرية بشأن الرواية الإنكليزية الحديثة لاتستطيع، وبطريقة يسيرة، تجاوز بعض الإشارة إلى التأثير الروسيّ (في الرواية بعامّة، المترجمة)، وإذا ماذُكِر تأثير الروس فإنّ المرء يرتكب أمراً قريباً من المخاطرة عندما يتلبّسه الشعور بأنّ أية كتابة روائية تسعى للحفاظ على التقاليد الروائية الروسية إن هي إلّا ضربٌ من تزجية الوقت فيما لاخير يرتجى منه. لو كنّا نسعى حقّاً لبلوغ فهم الروح والقلب فَمَنْ عساهم غير هؤلاء (الإشارة إلى الروائيين الروس، المترجمة) يمكن أن نجد لديهم هذا الفهم العميق الذي يستعصي على أية مقارنة مع سواه؟ وإذا ماكُنّا مُبتلين بالمرض السقيم بسبب نزعتنا المادية الطاغية فإنّ أقلّ الروائيين الروس شأناً يمتلك منذ ولادته الحقّ في التبجيل الطبيعيّ للروح الإنسانيّة. “ تعلّم أن تجعل نفسك قريباً من الناس..... لكن لاتجعل هذا التعاطف الشغوف أمراً مقترناً بالعقل - لأنّه مقترن بالعقل حقاً - ؛ بل إجعله يقترن بالقلب، وبالمحبة التي تُبديها للناس. “. في كلّ كاتب روسيّ عظيم يبدو أنّنا نلمح السّمات التي يحوزها القدّيسون إذا مااعتبرنا أنّ القداسة تتشكّل بفعل التعاطف مع معاناة الآخرين، وإبداء المحبّة لهم، والسّعي لبلوغ هدفٍ ما يحقّق بعض الإحتياجات الدفينة للروح. القدّيس في هؤلاء الكُتّاب هو مَنْ يصيبنا بالإرباك والحيرة ويعزّز شعور التفاهة اللادينيّة فينا ويجعل العديد من رواياتنا الضاربة في الشهرة محض بهرجة وخداع. إنّ الإستنتاجات التي يخلص إليها العقل الروسيّ، وهو بهذه السّمات المتعاظمة في الشموليّة والتعاطف، لابدّ أن تكون - ربما - إكتئاباً طاغياً، ويمكن بطريقة أدقّ في التوصيف حقاً أن نتحدّث عن إفتقار العقل الروسيّ لبلوغ نتائج محدّدة وحاسمة من خلال دفعنا للشعور بعدم وجود إجابة محددة (للمعضلات الجوهرية للحياة، المترجمة) وأنّ الحياة المُمتَحَنة بنزاهة لاتفتأ تًمطِرُنا بسيلٍ من الأسئلة التي لاتنقطع والتي تتركنا في تساؤل مستديم بحثاً عن إجابات مناسبة لها بعد نهاية القصّة وبما يشبه المساءلة الإستقصائيّة التي لاأمل من ورائها، ثمّ ينتهي بنا الأمر إلى نوعٍ اليأس العميق الذي قد ينقلب أحياناً ليستحيل قنوطاً مكتنفاً بالإمتعاض المُرّ. إنّهم (الروائيون الروس) على صواب، ربّما، ويرون - من غير أدنى شكّ أو تساؤل - أبعد ممّا نرى وبعيداً عن العوائق المختلفة التي تعطّل رؤيتنا ؛ لكن ربّما كنّا نرى شيئاً لايرونه وإلّا كيف لصوت الإحتجاج في أعمالهم أن يلقى هوى مع حسّ الكآبة السوداويّة لدينا؟ إنّ صوت الإحتجاج هذا هو صوت حضارة قديمة أخرى والتي يبدو أنها زرعت فينا غريزة الإستمتاع البهيج والكفاح في الحياة عوضاً عن مكابدة المعاناة والتفكّر الذي يسعى لفهم الحياة. الرواية الإنكليزيّة - منذ ستيرن(18) وحتى ميريديث(19) - توفّر شواهد على ولعنا الطبيعيّ بالدعابة والملهاة، وبجمال الأرض، وبنشاطات الكائن المثقّف (ذي النزعات المُهذّبة)، وبروعة الجسد البشريّ ؛ غير أنّ الإستنتاجات التي قد نخلص إليها من وراء عَقْد المقارنات بين نوعين روائيين (أي الرواية الإنكليزية والروسية، المترجمة) متباعديْن بإفراط هي إستنتاجات عبثيّة عندما تسعى لتوهين حدّة الخلاف بين تينك الروايتين اللتيْن ماانفكّتا تفيضان علينا بمشاهد من الإمكانيات اللانهائيّة التي يحملها الفنّ (الروائيّ)، وتذكّراننا بأنْ لاحدود مغلقة في الأفق، وأنْ لاشيء - سواء أكان طريقة أو تجربة حتى في أكثر أشكالهما جموحاً - يستعصي على التناول الروائيّ ماخلا الزيف والتظاهر الكذوب. « المادة المناسبة للرواية « أمرٌ لاوجود له ؛ إذ كلّ شيء وأيّ شيء يصلح أن يكون مادة مناسبة للرواية : كلّ المشاعر، كلّ الأفكار، كلّ مزايا العقل والروح التي يمكن الإحساس بها ونقلها إلى القرّاء، وليس ثمة إحساس يمكن أن يكون فوضى لالزوم لها، وإذا مااستطعنا تخيّل الفن الروائيّ وهو يتوهّج بالحياة ويمكث بين ضلوعنا فسيكون في وسعنا - بلا أدنى شكّ - الولوج لمضامير هذا الفنّ ومشاكسته مثلما سيُتاح لنا في الوقت ذاته تعظيمه وإضفاء آيات الحبّ عليه، وعلى نحوٍ يكفل تجديد حيويّة الرواية والتأكيد على سيادتها.

هوامش المترجمة

13. قصة قصيرة للروائي جوزيف كونراد نشرها عام 1898.

14. رواية نشرها الكاتب البريطانيّ توماس هاردي عام 1886، وتجري وقائعها في منطقة ريفية بريطانية متخيّلة.

15. رواية كتبها الكاتب الإيرلنديّ لورنس ستيرن بتسعة أجزاء، نُشِر الجزءان الأولان منها عام 1759، ثمّ توالى نشر الأجزاء السبعة الباقية خلال السنوات السبع اللاحقة. العنوان الأصلي للرواية هو (حياة وآراء السيّد النبيل تريسترام شاندي).

 16. رواية للكاتب الإنكليزي وليم ثاكري William Thackeray نُشرت في الأعوام (1848 - 1950) تحت عنوان (تأريخ بيندينيس : حظوظه الطيبة والسيّئة، أصدقاؤه، وعدوّه الأعظم).

17. قصّة قصيرة للكاتب الروسيّ أنطون تشيخوف نشرها عام 1890.

18. لورنس ستيرن Laurence Sterne (1713 - 1768) : روائي ورجل دين إنجيليّ إيرلنديّ، نشر روايتين هما (حياة وآراء السيّد النبيل تريسترام شاندي) و (رحلة عاطفية في فرنسا وإيطاليا). نشر العديد من المواعظ الدينية، والمذكّرات، وكان له إهتمامات بالسياسة المحليّة. توفّي متأثراً بمرض السلّ.

 19. جورج ميريديث George Meredith (1828 - 1909) : روائيّ وشاعر إنكليزيّ ينتمي إلى التقاليد الأدبية الفكتورية. رشّح سبع مرّات لنيل جائزة نوبل في بداياتها. كتب الكثير من الروايات والمجموعات الشعرية والمقالات، وكان من مناصري الحركات النسوية في بواكير نشأتها

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

ملحق معرض العراق للكتاب

الأكثر قراءة

كوجيتو مساءلة الطغاة

علم القصة: الذكاء السردي

موسيقى الاحد: 14 رسالة عن الموسيقى العربية

تصورات مغلوطة في علم السرد غير الطبيعي

أوليفييه نوريك يحصل على جائزة جان جيونو عن روايته "محاربو الشتاء"

مقالات ذات صلة

السماء ليست حدودًا: قصة هوارد هيوز وجان هارلو
عام

السماء ليست حدودًا: قصة هوارد هيوز وجان هارلو

علي بدرفي مدينة تتلألأ أنوارها كما لو أنها ترفض النوم، وفي زمن حيث كانت النجومية فيها تعني الخلود، ولدت واحدة من أغرب وأعنف قصص الحب التي عرفتها هوليوود. هناك، في المكاتب الفاخرة واستوديوهات السينما...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram