TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > العمود الثامن: من عادل إلى عادل..!!

العمود الثامن: من عادل إلى عادل..!!

نشر في: 9 نوفمبر, 2021: 11:37 م

 علي حسين

من قائل هذه العبارة "إن طريقة التعامل القاسية التي شاهدناها عبر مشاهد واضحة من حرق للخيم ورمي رصاص كثيف ضد المتظاهرين هي أمور مستنكرة ومستهجنة ويجب التحقيق فيها بدقة وأخذها على محمل الجد"؟.

طرحتُ السؤال على عدد من الزملاء فأصابتهم الحيرة، البعض قال ربما هي للسيدة بلا سخارت التي لا نسمع لها صوتاً هذه الأيام فيما أكد آخر أنها جاءت في بيان منظمة حقوق الإنسان، ويحتمل أن الأمين العام للأمم المتحدة تفوّه بها، وآخرون قالوا إنها شعارات كتبت في ساحات الاحتجاج.

غير أن قائل العبارة للأسف ليس من العاملين في مجال حقوق الإنسان، ولا علاقة له بالاحتجاجات، إنه السيد عادل عبد المهدي.

مع كل ظهور للسيد عادل عبد المهدي نسأل مرة أخرى: لماذا لا يريد عادل عبد المهدي الخروج من أوهام "الفيلسوف" والمنظر السياسي التي لا وجود لها في هذه البلاد، إلا في شخصية إبراهيم الجعفري والتي نافسها عليه عزت الشابندر؟.

في لفتة فلسفية أيضاً، يخبرنا عادل عبد المهدي أنه لم يكن مسؤولاً عما جرى من أحداث خلال فترة توليه رئاسة الوزراء، بينما الوقائع والدلائل تشير إلى أنه منذ أن أصابته محنة "التنظير"، قرر أن ينتقم من كل من يعترض على نظريته السياسية، التي ظلت مجرد وعود عن التنمية والحياة الوردية وحكومة "الكفاءات"!!

في كل ظهور يعيد علينا عادل عبد المهدي حديث الفرصة التي ضاعت من البلاد بسبب استقالته، ويحاول أن يسوق بضاعة حكومية منتهية الصلاحية، دون أن ينتبه مرة واحدة إلى أن هناك عشرات الضحايا سقطت كل يوم برصاص القوات الأمنية أو الجماعات المسلحة التي أُريدَ لها أن تحمي الخراب والفشل.

أتمنى أن لا يعتقد البعض أنني مع ضرب المحتجين على نتائج الانتخابات، كنا نرفض التعرض لتظاهرات تشرين، وايضا نرفض التعرض لأية احتجاجات سلمية.. لكن أن يصدر الاحتجاج من السيد عادل عبد المهدي، فأعتقد أن الأمر أشبه بالمهزلة لأن الرجل لا يريد أن يتذكر أن إجراءات ضد المتظاهرين عام 2019 تسببت بمقتل 700 شاب ودعك من آلاف الجرحى، البعض منهم أصيب بإعاقات كبيرة.

وأنا أقرأ تصريح عادل عبد المهدي نبهني صديق إلى محلل سياسي اسمه هاشم الكندري، ذكّرني بشخصية " المحلل " التي مثلها عادل إمام في مسرحية "الواد سيد الشغال" ، فمحللنا السياسي يجنح في أحيان كثيرة للكوميديا، حين يصر على أن تظاهرات تشرين تسببت في خراب العراق وضياع مئات المليارات، فيذكرنا بعادل امام وهو يقول :" من انت ؟ " .

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

جميع التعليقات 1

  1. عدي باش

    في زمن الرثاثة تسود مقومات الجهل و الخداع و تبرز مهارة الحواة ، لذلك لا غرابة في تفشي هذة (الهرطقات) السياسية

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

العمودالثامن: في محبة فيروز

العمود الثامن: ليس حكماً .. بل مسرحية كوميدية

العمودالثامن: تسريبات حلال .. تسريبات حرام !!

الفساد ظاهرة طبيعية أم بسبب أزمة منظومة الحكم؟

العمودالثامن: الحرب على الكفاءة

العمودالثامن: الحرب على الكفاءة

 علي حسين منذ ان ظهرت الديمقراطية التوافقية في بلاد الرافدين ،والمواطنونالعراقيون يبحثون عن مسؤول مختلف يمنحونه ثقتهم، وهم مطمئنون ، رغم أنهم يدركون أنّ معظم السياسيين ومعهم المسؤولين يتعاملون مع المناصب على أنها...
علي حسين

قناطر: ليلُ العشَّار الطويل

طالب عبد العزيز يحلَّ الليلُ باكراً في أزقّة العشَّار، أزقته القصيرة والضيقة، التي تلتفُّ عليه من حدود شبه جزيرة الداكير الى ساحة أم البروم، يحدث ذلك منذ سنوات الحرب مع إيران، يوم كانت القذائفُ...
طالب عبد العزيز

محاسبة نتنياهو وغالانت أمام محكمة الجنايات الدولية اختبار لمصداقية المجتمع الدولي

د. أحمد عبد الرزاق شكارة يوم عظيم انتصاراللعدل عبارة تنم عن وصف واضح مركز ساقه الاستاذ المحامي الفلسطيني راجي صوراني عن طبيعة الدور الايجابي المؤثر للمحكمة الجنائية الدولية متمثلا بإصدار مذكرتي القاء القبض تخص...
د. أحمد عبد الرزاق شكارة

الاندماج في العراق؟

أحمد القاسمي عندما نسمع بمصطلح الاندماج يخطر بأذهاننا دمج الأجانب المقيمين في بلد ما. فاستخدام هذا المصطلح بات شائعا منذ بضعة عقود في الغرب ويُستخدَم غالبا عند الحديث عن جهود الدولة أو مؤسسات المجتمع...
أحمد القاسمي
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram