عمـار سـاطع
بغض النظر عمّا أصاب منتخبنا الوطني حتى الآن من رحلة متعثّرة وأداء مُقلق ونتائج مُخيّبة برسم التصفيات الآسيوية الحاسمة المؤهّلة لمونديال 2022 حتى ختام الجولة الرابعة من مباريات المجموعة الأولى، إلا أن مهمّة الدوحة التي تنطلق اليوم بمواجهة سوريا بختام مرحلة الذهاب ولقاء كوريا الجنوبية، الثلاثاء المقبل،
في انطلاق مرحلة الإياب، تتطلّب من لاعبينا تحدّياً من نوعٍ خاصٍ واهتمامٍ مختلفٍ من جهازنا الفني بقيادة المخضرم ديك أدفوكات، بهدف إعادة الروح لفريقنا وتعويض النقاط التسع من أصل 12 التي فقدناها بمحض إرادتنا، جرّاء التخبّطات الحاصلة في مواجهتنا الأربع التي لعبناها، وهو ما يجعلنا نقف أمام شعار.. مهمّتان مزدوجتان ترتبطان في رحلة حاسمة واحدة تبدأ الليلة وتنتهي الثلاثاء المقبل!
ما يمكن قوله أن مباراة اليوم أمام سوريا ستكون نقطة التحوّل الفعلية التي يبحث عنها لاعبونا في مهمّة عودتهم الى الطريق الصحيح، وهو ما قد ينعكس إيجاباً على واقع حال فريقنا قبل مواجهة كوريا الجنوبية المرتقبة أيضاً، في ظلّ ارتفاع معنويات عناصر منتخبنا وتغلّب باصرار على الحظ العاثر الذي رافق الكتيبة البيضاء وكذلك كسر حاجز النحس الذي لازمهم بتحقيق أول فوز في التصفيات خاصة وأن منتخبنا يملك في رصيده ثلاث نقاط جمعها من ثلاثة تعادلات تحقّقت أمام كوريا الجنوبية ولبنان والإمارات، وخسارة هزّت كيان المنتخب أمام إيران بثلاثية من دون رد، ووضعتهم أمام حقيقة الفوارق الفنية الشاسعة التي ظهرت!
لا أريد أن اُذكر بما مضى من إنتقاد وتأنيب، فما حصل كانت له أسبابه الواضحة، منها غياب في الثبات وافتقار في الاستقرار وضعف في المعالجات بتشكيلتنا، ناهيك عن القراءة غير المجدية فنياً وعدم وجود اللاعبين الذين يمكنُ لهم إحداث الفارق، لأن الأقدار كانت أيضاً من بين أسباب ان تجعل من منتخبنا الوطني منزوعاً من الاسلحة الفعّالة التي تظهر بين فترة وأخرى، فكانت النتيجة واضحة منها عدم صلاحية المهاجمين وفقدان اللاعب الجوكر مثلما أن تشكيلتنا كانت غير مكتملة الصفوف في أغلب المباريات، وهو ما وضعنا في حالة عدم القناعة التامّة عن خيارات المدرب في كل مباراة!
أظنّ أن مباراتنا اليوم مع منتخب سوريا، ستكون نقطة التحوّل الحقيقية والانطلاقة التي نرغب في التصفيات، شريطة التفكير بالنقاط قبل كل شيء، هذا في حالة أن يعتمد المدرب على خطّة هجومية ويرسم الأسلوب الأمثل لمواجهة رفاق خريبين والسومة والموّاس، مع التذكير بضرورة الاعتماد على الأداء الجماعي الفَعّال ومعرفة مواقع الضعف والخلل في صفوف المنافس الذي يعاني الأمرّين إدارياً وفنياً، وهو ما جعله صيداً سهلاً لغُرمائه الآخرين، إضافة الى سوء الطالع الذي وقف بالضد من تطلّعات (نسور قاسيون) وجعلتهم يخرجون بحصيلة النقطة الواحدة من أربع مباريات لعبها الفريق تحت قيادة المدرب نزار المحروس، وهو ما يجعلنا أمام حقيقة أن المنتخب السوري سيلعب مباراة، اليوم، وفي تفكيره أنها مباراة فرصة إعادة الثقة كونه يلعب أمام منتخب لا يبتعد عنه سوى بنقطتين، على أمل تحقيق الفوز والاستئثار بنقاط اللقاء للابتعاد عن الموقع الأخير في ترتيب المجموعة الأولى!
في اعتقادي أيها الإخوة.. ان مباراتنا الليلة ستكون الفاصلة الفعلية والفرصة الأخيرة في رحلة منتخبنا بالتصفيات، هذا إذا ما تحدّثنا بواقعية بعيداً عن المجاملة والرياء، في حالة التفكير فقط بمرحلة الملحق، وغير ذلك، فهو ضرب من الخيال، لأننا في الحقيقة أهدرنا الكثير وما بقي أمامنا فهو أقل من ذلك، إذا ما ذكرنا ما يملكه المنتخبين الإيراني والكوري الجنوبي من نقاط وضعتهم في قمّة ترتيب المجموعة وبعيدين عن بقية المتنافسين، والأهم من كلّ ذلك هو الواقعية التي يفترض أن نتحدّث بها بدلاً من اللجوء الى قضايا قد تؤثر سلباً على واقع حال منتخبنا وتفقدنا نقاطاً جديدة قد تقضي على مسيرتنا حتى قبل التفكير بقضية الملحق نفسه!
أقول.. إن ما تبقّى لنا، من رحلة في التصفيات سيكون ثمنها الانتظار لأربعة أعوام كاملة، بل انتظار لحلم استمر معنا منذ عام 1986، وتوقّف عن محطّات متعدّدة منذ تصفيات مونديال إيطاليا عام 1990 ومن ثم بسبع تصفيات إنتهت في 2018، وها نحن نعيش أجواء التصفيات الثامنة عام 2022، ومازلنا ننتظر تحقيق الحلم المونديالي بالتأهل للمرّة الثانية في تاريخنا الكروي. ما تبقى لمنتخبنا في الحقيقة هي 180 دقيقة مدة مواجهتي سوريا وكوريا الجنوبية على أمل أن نضع قدماً ونُنعِش أملاً في رحلتنا المُضنية المونديالية هذه!