TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > معالي الكلمة: منتخبنا.. ومهمة الدوحة!

معالي الكلمة: منتخبنا.. ومهمة الدوحة!

نشر في: 10 نوفمبر, 2021: 11:36 م

 عمـار سـاطع

بغض النظر عمّا أصاب منتخبنا الوطني حتى الآن من رحلة متعثّرة وأداء مُقلق ونتائج مُخيّبة برسم التصفيات الآسيوية الحاسمة المؤهّلة لمونديال 2022 حتى ختام الجولة الرابعة من مباريات المجموعة الأولى، إلا أن مهمّة الدوحة التي تنطلق اليوم بمواجهة سوريا بختام مرحلة الذهاب ولقاء كوريا الجنوبية، الثلاثاء المقبل،

في انطلاق مرحلة الإياب، تتطلّب من لاعبينا تحدّياً من نوعٍ خاصٍ واهتمامٍ مختلفٍ من جهازنا الفني بقيادة المخضرم ديك أدفوكات، بهدف إعادة الروح لفريقنا وتعويض النقاط التسع من أصل 12 التي فقدناها بمحض إرادتنا، جرّاء التخبّطات الحاصلة في مواجهتنا الأربع التي لعبناها، وهو ما يجعلنا نقف أمام شعار.. مهمّتان مزدوجتان ترتبطان في رحلة حاسمة واحدة تبدأ الليلة وتنتهي الثلاثاء المقبل!

ما يمكن قوله أن مباراة اليوم أمام سوريا ستكون نقطة التحوّل الفعلية التي يبحث عنها لاعبونا في مهمّة عودتهم الى الطريق الصحيح، وهو ما قد ينعكس إيجاباً على واقع حال فريقنا قبل مواجهة كوريا الجنوبية المرتقبة أيضاً، في ظلّ ارتفاع معنويات عناصر منتخبنا وتغلّب باصرار على الحظ العاثر الذي رافق الكتيبة البيضاء وكذلك كسر حاجز النحس الذي لازمهم بتحقيق أول فوز في التصفيات خاصة وأن منتخبنا يملك في رصيده ثلاث نقاط جمعها من ثلاثة تعادلات تحقّقت أمام كوريا الجنوبية ولبنان والإمارات، وخسارة هزّت كيان المنتخب أمام إيران بثلاثية من دون رد، ووضعتهم أمام حقيقة الفوارق الفنية الشاسعة التي ظهرت!

لا أريد أن اُذكر بما مضى من إنتقاد وتأنيب، فما حصل كانت له أسبابه الواضحة، منها غياب في الثبات وافتقار في الاستقرار وضعف في المعالجات بتشكيلتنا، ناهيك عن القراءة غير المجدية فنياً وعدم وجود اللاعبين الذين يمكنُ لهم إحداث الفارق، لأن الأقدار كانت أيضاً من بين أسباب ان تجعل من منتخبنا الوطني منزوعاً من الاسلحة الفعّالة التي تظهر بين فترة وأخرى، فكانت النتيجة واضحة منها عدم صلاحية المهاجمين وفقدان اللاعب الجوكر مثلما أن تشكيلتنا كانت غير مكتملة الصفوف في أغلب المباريات، وهو ما وضعنا في حالة عدم القناعة التامّة عن خيارات المدرب في كل مباراة!

أظنّ أن مباراتنا اليوم مع منتخب سوريا، ستكون نقطة التحوّل الحقيقية والانطلاقة التي نرغب في التصفيات، شريطة التفكير بالنقاط قبل كل شيء، هذا في حالة أن يعتمد المدرب على خطّة هجومية ويرسم الأسلوب الأمثل لمواجهة رفاق خريبين والسومة والموّاس، مع التذكير بضرورة الاعتماد على الأداء الجماعي الفَعّال ومعرفة مواقع الضعف والخلل في صفوف المنافس الذي يعاني الأمرّين إدارياً وفنياً، وهو ما جعله صيداً سهلاً لغُرمائه الآخرين، إضافة الى سوء الطالع الذي وقف بالضد من تطلّعات (نسور قاسيون) وجعلتهم يخرجون بحصيلة النقطة الواحدة من أربع مباريات لعبها الفريق تحت قيادة المدرب نزار المحروس، وهو ما يجعلنا أمام حقيقة أن المنتخب السوري سيلعب مباراة، اليوم، وفي تفكيره أنها مباراة فرصة إعادة الثقة كونه يلعب أمام منتخب لا يبتعد عنه سوى بنقطتين، على أمل تحقيق الفوز والاستئثار بنقاط اللقاء للابتعاد عن الموقع الأخير في ترتيب المجموعة الأولى!

في اعتقادي أيها الإخوة.. ان مباراتنا الليلة ستكون الفاصلة الفعلية والفرصة الأخيرة في رحلة منتخبنا بالتصفيات، هذا إذا ما تحدّثنا بواقعية بعيداً عن المجاملة والرياء، في حالة التفكير فقط بمرحلة الملحق، وغير ذلك، فهو ضرب من الخيال، لأننا في الحقيقة أهدرنا الكثير وما بقي أمامنا فهو أقل من ذلك، إذا ما ذكرنا ما يملكه المنتخبين الإيراني والكوري الجنوبي من نقاط وضعتهم في قمّة ترتيب المجموعة وبعيدين عن بقية المتنافسين، والأهم من كلّ ذلك هو الواقعية التي يفترض أن نتحدّث بها بدلاً من اللجوء الى قضايا قد تؤثر سلباً على واقع حال منتخبنا وتفقدنا نقاطاً جديدة قد تقضي على مسيرتنا حتى قبل التفكير بقضية الملحق نفسه!

أقول.. إن ما تبقّى لنا، من رحلة في التصفيات سيكون ثمنها الانتظار لأربعة أعوام كاملة، بل انتظار لحلم استمر معنا منذ عام 1986، وتوقّف عن محطّات متعدّدة منذ تصفيات مونديال إيطاليا عام 1990 ومن ثم بسبع تصفيات إنتهت في 2018، وها نحن نعيش أجواء التصفيات الثامنة عام 2022، ومازلنا ننتظر تحقيق الحلم المونديالي بالتأهل للمرّة الثانية في تاريخنا الكروي. ما تبقى لمنتخبنا في الحقيقة هي 180 دقيقة مدة مواجهتي سوريا وكوريا الجنوبية على أمل أن نضع قدماً ونُنعِش أملاً في رحلتنا المُضنية المونديالية هذه!

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

العمودالثامن: في محبة فيروز

العمود الثامن: ليس حكماً .. بل مسرحية كوميدية

العمودالثامن: الحرب على الكفاءة

العمودالثامن: تسريبات حلال .. تسريبات حرام !!

العمودالثامن: عراق الشبيبي وعراق هيثم الجبوري

العمودالثامن: عراق الشبيبي وعراق هيثم الجبوري

 علي حسين اظل أكرر واعيد إن أفدح الخسائر التي تعرض لها العراق ان الكثير من مسؤوليه وساسته غابت عنهم الروح الوطنية ، واصبحت كلمة النزاهة مجرد مفردة تلوكها الالسن ويسخر منها اصحاب الشأن...
علي حسين

كلاكيت: السينما عندما توثق تفاصيل المدينة

 علاء المفرجي بغداد والسينما.. المدينة والسينما.. كيف لنا ان نختار شكل العلاقة او ما الذي يمكن ان نكتشف من هذه العلاقة؟ وهل يمكن لبغداد كمدينة ان تنفرد مع السينما فتختلف عن علاقة المدن...
علاء المفرجي

الخزاعي والشَّاهروديَّ.. رئاسة العِراق تأتمر بحكم قاضي قضاة إيران!

رشيد الخيون وقعت واقعةٌ، تهز الضَّمائر وتثير السّرائر، غير مسبوقةٍ في السّياسة، قديمها وحديثها، مهما كانت القرابة والمواءمة بين الأنظمة، يتجنب ممارستها أوالفخر بها الرَّاهنون بلدانها لأنظمة أجنبية علانية، لكنَّ أغرب الغرائب ما يحدث...
رشيد الخيون

قَدْحُ زناد العقل

ابراهيم البليهي حَدَثٌ واحد في حياة الفرد قد يُغَيِّر اتجاهه إذا كان يملك القابلية فيخرج من التحديد إلى التجديد ومن الاتباع إلى الإبداع وعلى سبيل المثال فإن هوارد قاردنر في السبعينات درَس علم النفس...
ابراهيم البليهي
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram