اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > العمود الثامن: حارة غوار الطوشي

العمود الثامن: حارة غوار الطوشي

نشر في: 14 نوفمبر, 2021: 12:02 ص

 علي حسين

كتب صديق عزيز، ينبهني إلى انشغالي الأيام الماضية بالكتابة في مجال الفلسفة والرواية، وأضاف بمحبة وطنية أن القارئ بحاجة إلى من يكشف له زيف ما يجري داخل أروقة السياسة العراقية وفضح الذين يتحكمون بمصائر البلاد والعباد، فهذا أفضل وأبقى من كتابات عن دوستويفسكي أو متجهم الوجه شوبنهاور. أنا آسف ياسيدي العزيز، فأنا وأنت نعرف أن ما نكتبه ونقوله يعيشه الناس كل يوم، يشعرون به ويتألمون منه، وربما لو أُتيحت لهم فرصة التعبير لقالوا أكثر مما نقوله ونكتبه .

ربما يقول البعض: ان السياسة في العراق مادة دسمة للكتابة، ولكن ياسادة ياكرام، سوف يظل الفارق كبيراً في الحجم بين ما نكتبه، وبين سخرية السيد أياد علاوي من الديمقراطية العراقية التي ظل يصرخ فيها بوجوهنا ليل نهار. فالسيد علاوي اكتشف أن الانتخابات غير مجدية، وأن الأموال التي صرفت عليها والناس التي خرجت لتنتخب كانت مجرد بروفة لإعادة عرض فيلم "البرلمان العراقي" ، ولهذا اوجد لنا السيد علاوي حلاً لمشكلة الديمقراطية العراقية بأن توزع كراسي البرلمان بين جميع الأطراف، وأن نؤمن بأن في الديمقراطية العراقية لا توجد قوى سياسية فائزة وأخرى خاسرة، فالكل يجب أن يتمتع بـ"الكعكة العراقية".

وأنا أستمع لتصريح أياد علاوي سألت نفسي: من هو أياد علاوي؟، وما هو التيار السياسي الذي يمثله؟، فنحن في حيرة هل هو رئيس لحزب ليبرالي أم هو قائد للرأسمالية الوطنية أم أنه يمثل الفقراء، أم لعله قائد يساري؟ وأغلب الظن أن علاوي يستمتع بدور " المنظّر" بدلاً من دور "المشارك" في صنع الأحداث.. أعرف حجم الأزمة التي يمر بها السيد أياد علاوي بعد أن خسرت قائمته ولم تستطع الحفاظ على مقاعدها التي حصلت عليها في الدورة السابقة، ولكني كمواطن كنت أتمنى، رغم أن التمني بضاعة المفلسن من أمثالي، بأن يكون السيد علاوي أكثر صراحة ويضع النقاط على الحروف ويعلن للناس: لماذا خسرت كتلته في الانتخابات؟، لأن الناس تعشق ثقافة الصراحة والوضوح، وتكره الساسة الذين يمارسون ثقافة الخديعة. بالتأكيد أنا لا أستطيع إجباره على اتخاذ الموقف الصحيح وليس أمامي سوى أن أرفع يدي بالدعاء على أميركا التي ألغت مفهوم المعارضة من قواميس الانتخابات العراقية.

كان المفكر الراحل، علي شريعتي، يقول "إن الكاتب الذي يتجرّد من مجتمعه، هو الخطر الأكبر على هذا المجتمع، حتى إنْ صعد على عرش المفكرين بالعالم، ليبقى مجتمعه على الانحطاط نفسه، ولو جاء أبو ذر الغفاري بدلاً من آلاف من أمثال الكتّاب الذين لا لزوم لهم، لتخلّصت مجتمعاتنا من التخلف وأنظمتها الدكتاتورىة الحاكمة".

أتمنى ألّا أكون في خانة هؤلاء الكتّاب، رغم انني مصرٌّ على أن أواصل العيش في حارة " كل مين إيدو إلو! " مع الاعتذار للقدير دريد لحام

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

تعديل قانون الأحوال الشخصية دعوة لمغادرة الهوية الوطنية

ضجة التّماثيل.. كَوديا بعد المنصور!

العمودالثامن: نائب ونائم !!

لماذا أدعو إلى إصلاح التعليم العالي؟ (إصلاح التعليم العالي الطريق السليم لاصلاح الدولة)

العمودالثامن: إضحك مع الدولة العميقة

العمودالثامن: الكهوف المظلمة

 علي حسين درس العلامة جواد علي أخبار وأحداث ابن الأثير وحفظها واطّلع على معظم ما كتب عنها وكل ذلك في إعجاب شديد وحب صادق، وكان جواد علي ابن الكاظمية يعرف أن الموصلي "...
علي حسين

بيانات جديدة عن حالة الأمن الغذائي في الشرق الأوسط: ثلاثة بلدان في المنطقة تعاني من المجاعة بينها العراق

د. فالح الحمـراني أظهرت منطقة الشرق الأوسط في السنوات الأخيرة معدلات عالية بارتفاع نسب المجاعة وسوء التغذية، فضلا عن أعراض مثيرة للقلق للغاية تتعلق بزيادة نسبة السكان الذين يعانون من السمنة. ويرجع هذا الاتجاه...
د. فالح الحمراني

نظرة في الميدان السياسي العراقي.. إلى أين يفضي؟

عصام الياسري أسفرت انتخابات مجالس المحافظات العراقية في ديسمبر كانون الأول 2023، عن مكاسب كبيرة للأحزاب الطائفية الماسكة منذ العام 2003 بالسلطة. وبضعة انتصارات طفيفة فقط للقوائم المناهضة للمؤسسة ولم تفز الأحزاب السياسية المعارضة...
عصام الياسري

التعديل والأهلية.. جدل الفقه الجعفري مع قانون الأحوال الشخصية في العراق

علي المدن مرة أخرى تفشل مساعي تعديل قانون الأحوال الشخصية في العراق بعد أن سبقتها محاولة أولى عام 2017 تقدم بها النائب حامد الخضري. وكما أعلنت تحفظي في المرة الأولى، وكتبت مقالين نشرتها في...
علي المدن
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram