رعد العراقي
غداً سيدخل منتخبنا الوطني اختباراً عسيراً لتأكيد هويته الجديدة التي ظهر عليها في مباراته الاخيرة أمام المنتخب السوري ويحاول من خلالها القبض على آخر فرصة للبقاء ضمن دائرة المنافسة للظفر بالبطاقة الثالثة على أقل تقدير عندما يواجه المنتخب الكوري الجنوبي المكتوي بجمرة نتيجة التعادل التي خرج بها أمام منتخبنا في المرحلة الأولى على أرضه وبين جماهيره التي كانت تسانده خارج أسوار الملعب وتسبّبت على إثرها في تراجعهِ خلف المنتخب الإيراني متصدّر المجموعة.
(الشمشون) الكوري سيدخل اللقاء، وهو يتطلّع الى حسم النتيجة وضمان بطاقة التأهّل تجنّباً لأي حسابات مفاجِئة وهو ما ظهر جليّاً من خلال بعض التصريحات التي صدرت من كادره التدريبي واللاعبين، والتي كانت تحمل رسالة تحدٍّ بتصحيح الأخطاء التي ظهرت على أدائه أمام أسود الرافدين في لقاء المرحلة الأولى، وهو ما سيجعل المباراة تأخذ جانب الإثارة والقوّة البدنية والتكتيك العالي داخل الميدان وعنصر المفاجأة التي تحضر في مطابخ هولندا والبرتغال!
الحديث عن أوراق المباراة، واستعداد منتخبنا لها ستكون محصورة بين فكر وذكاء الهولندي أدفوكات وخبرته الطويلة، وبين منطق الأداء الفنيّ الذي ظهر عليه الفريق بعناصره المحترفة الجديدة والتي أكدت بما لا يقبل الشكّ صحّة ما ذهبت اليه الكثير من الأصوات التي طالبت بتغيير شكل المنتخب عبر ضخّ أسماء شابة محترفة تمتلك مقوّمات التأسيس الفكري والبدني الصحيح والتي يمكن أن تعيد الروح وتصحّح فلسفة اللعب العقيم غير المؤثّر الذي ظهر فيها منتخبنا في كل جولات المنافسة السابقة.
أمام أدفوكات فرصة قد لا تعوّض لضرب أكثر من عصفور في حجر واحد بدءاً من المحافظة على تاريخه ومروراً خلق منتخب بروح جديدة وانتهاءً بتحقيق نتيجة تطيح بالبُعبُع الكوري وتخلط أوراق المجموعة وتحذّر بقيّة منتخبات المجموعة التي قد تفكّر باستسهال طريق المرور نحو المنافسة على المراكز الثالث الأولى في المجموعة عبر اجتياز الأسود.
المنطق يذهب نحو ضرورة أن يمتلك الهولندي الجرأة والتصميم بالمحافظة على مجموعة اللاعبين المحترفين ممّن أثبتوا جدارتهم وأرتفع لديهم مقياس الرغبة والجرأة والثقة بالنفس من دون أن ينصاع لهمسات ونصائح المُرتجفين والمشكّكين تحت ذرائع الخبرة وقوّة الكوريين وينشغل بدلاً من ذلك في منحهم مساحة كبيرة من الوقت لاطلاق خزين الموهبة والثبات في الميدان مع تصحيح الأخطاء التي ظهرت في الشوط الأول من لقاءنا الأخير بالمنتخب السوري والتأنّي في تطعيم تلك التوليفة بلاعبين محلّيين ممّن يمتلكون نزعة هجومية وأداء سريع وروح شبابية تتطلّع نحو إثبات الذات والتمسّك بفرصة انضمامهم للمنتخب.
قد يكون من المفيد التذكير بمسألة مهمّة تتعلّق بمفهوم الموازنة بين امتلاك المبادرة والسيطرة على مفاتيح اللعب الكوري والحدّ من خطورته وبين مباغتته بأداء هجومي يُربك أوراق مدرّبه البرتغالي ويحقّق المفاجأة التي تحدّثنا عنها عبر تغيير هوية المنتخب بالكامل بالاسماء الجديدة التي ستشكّل عامل ضغط تجبر الكادر التدريبي للمنافس على إعادة حساباته وتستنزّف الوقت للبحث عن المعالجة وهو ما سيتيح لمنتخبنا امتلاك زمام المبادرة والتحرّك بثقة أكبر لتطبيق خُطط وأفكار الجهاز الفني وصولاً لاقتناص نقاط الفوز.
باختصار.. أن جميع منتخبات مجموعتنا تبحث عن وسائل لاقتناص نقاط المرحلة الثانية وهي تدرك جيّداً أنها تمثل جولات الحسم وصولاً الى نهائيات كأس العالم 2022 وبالتأكيد فإن لقاء كوريا سيكون نقطة انطلاق حقيقية لمنتخبنا في حالة تحقيقه نتيجة إيجابية تدفعه للتفكير بشكل جدّي نحو إعادة تحشيد خطوطه والوصول للجاهزية القصوى في حصد نقاط ما تبقّى من مباريات له في المرحلة الثانية من خلال استغلال فترة تقريباً السبعين يوماً التي تفصله عن لقاء الجولة الثانية أمام منتخب إيران الذي سيكون في حالة اطمئنان وقد ضمن تأهّله بنسبة كبيرة.. وأخيراً الثبات يا أدفوكات!