طالب عبد العزيز
في تشرين ثاني من العام 2019 وبعد الإعلان عن أول الإصابات بمرض كورونا بووهان قال رئيس وزراء بريطانيا جونسون جملته الشهيرة: (استعدوا لتوديع أحبابكم) ثم اجتاح الوباء العالم، وأودى فعلاً بحياة اكثر من اربعة ملايين انسان، بحسب احصائيات الصحة العالمية. وفي تشرين الثاني من السنة هذه 2021 وبمؤتر غلازغو، الخاص بالتغييرات المناخية التي تعصف بالعالم، قال جونسون أيضاً بأن مدناً مثل ميامي والاسكندرية وشنغهاي والبصرة ستضيع باكملها تحت أمواج البحر.
خبراء المناخ منحوا الاسكندرية مئة سنة للإختفاء، لكنهم تعجلوا أمر البصرة فقالوا بانها ستختفي بحلول العام 2030 أي بعد ثماني سنوات لا أكثر فماذا نحن صانعون؟ هل تتحقق الاقوال التي تنسب الى الامام علي” ع “ : إيه يا بصرة، أيّ يوم لك لو تعلمين، وأيّ قوم لك لو تعلمين، إنَّ لك من الماء يوما عظيما بلاؤه.. وفي مكان آخر يقول لأهلها: .. وأيم الله لتغرقن بلدتكم، حتى كأني أنظر إلى مسجدها كجؤجؤ سفينة، أو كجؤجؤ طير، في بحٍر لجيٍّ، أرضكم قريبة من الماء، بعيدة عن السماء، خففت عقولكم، وسفهت أحلامكم .
بين تحذيرات رئيس وزراء بريطانيا العظمى وبين الاقوال، التي تنسب للإمام علي مساحة كبيرة للتصديق، وأمثلة واقعية وغيبية للتفكير الجاد بما سيكون، فالعلم (جونسون) يتحدث عن كفاية أربع درجات حرارية، فوق المعدل الحالي بغرق المدن تلك، التي بينها البصرة، وهذه حقائق باتت ملموسة، نستشفها في ما يحدث هنا وهناك، والقول المأثور يتحدث عن كفاية سوء الادارة، وخلق ولاة الامور، وابتعاد الناس عن الدين القويم، وتدافعهم على طريق الشر، واستهتارهم بالارواح، بجلب الغضب الرباني، وحلول اللعنة. ومن يتأمل الحالين يصير الى التصديق أقرب. وسواء اكنا من الذين يحملون العلم محمل الجدَّ فيعتقدون بنتائجه، أو ممن يركنون الى الغيب والمأثور المتواتر من الاقوال، فيسلّمون به، فأن الوقائع تشير صريحة الى ما نخشاه ونتوقعه.
لسان حال المواطن البسيط، يقول:” وماذا يعني؟ لتغرق ما الذي جنيناه من الحياة فيها؟” وهذا حق له.لكنَّ لحظة عاقلة للتأمل، تقول: ترى ما الذي أعدته الادارة في العراق لمواجهة ذلك؟ وهل بالامكان تفادي ما سيحدث؟ تتحدث الصين عن برنامج (تخضير الأراضي) بأنها ستزرع 36 ألف كلم مربع من الأشجار سنويا حتى عام 2025.وأنه “يهدف إلى زيادة مساحة الغابات الى 24.1 بالمئة بنهاية عام 2025 من 23.04 بالمئة في نهاية العام الماضي، وفقا لخطة الغابات والأراضي العشبية الخمسية، وضمن خطط القضاء تماما على انبعاثات الكربون بحلول عام 2060. وتعتزم إقامة مشروع ضخم لطاقة الرياح والطاقة الشمسية بقوة 400 جيجاوات، الذي سيعيد رسم خريطة الطاقة العالمية. بمعنى آخر أنَّ الادارة الناجحة قادرة على مواجهة التغيرات المناخية، وأنها لن تستسلم لتكهنات الغيب.