TOP

جريدة المدى > عام > رواية (الرجال الأقوياء)..رحلة شيقة بين الأجيال

رواية (الرجال الأقوياء)..رحلة شيقة بين الأجيال

نشر في: 20 نوفمبر, 2021: 11:19 م

ترجمة: عدوية الهلالي

في روايتها الجديدة ( الرجال الاقوياء)، تنشئ الكاتبة شيرلي مينيترييه ميغرات صراعا بين جيلين لديهما رؤية مختلفة نوعا ما للحياة ..

وفي حوار اجراه معها موقع ليزيه الفرنسي قالت عن سبب اختيارها هذا الموضوع انه يمثل قصتها الخاصة الى حد ما فهي تشبه الشخصية الرئيسية (سكستين) في انها نشأت في عائلة غير عادية ووالدها هومؤسس فرقة موسيقى البانك الانجليزية التي كانت نشطة في النصف الثاني من السبعينيات ..

لكن المقارنة بين بطلة الرواية ومؤلفتها تنتهي عند هذا الحد ، فشخوص الرواية لهم حياة ورؤى مختلفة تماما وتفصل بينهم سنوات ضوئية ذلك ان علاقاتهم الحميمية تلاشت واصبحوا غرباء تقريبا بمرور الوقت ..وتضيف شيرلي انها تحب ان نعتقد أننا في بعض الأحيان علينا فقط أن نقرر أن نسامح ونحب أنفسنا حتى ننجح ، ونبحث عما يجمعنا معًا بدلاً من البحث عما يفرقنا للحصول على مفاجآت لطيفة.

 هناك أيضًا موضوع أساسي ، وهو فرض هويتك ، دون الخوف من الحكم أو من نظرة الآخرين: هل هذا نوع من النضج ، حسب رأيك؟

- انا أدرك أن هذا الموضوع هو أيضًا موضوع روايتي السابقتين ربما انا مهووسة به بعد كل شيء! أنا أقول لنفسي إنه إذا لم نتوخى الحذر أو إذا لم تعطنا الحياة وقفة مما يجبرنا على زعزعة يقيننا ، فيمكننا بسهولة أن نفقد أنفسنا ، ونصبح شخصًا آخر. نحن نتوافق مع ماهو متوقع منا . إنها ليست مسألة العمر أو النضج ، ولكن دعنا نقول أنه بمجرد أن نبدأ حياتنا البالغة ، فإننا نتوقف عن السير في منزلقات أحلامنا .. ليس الأمر سهلاً دائمًا ، إن لم يكن ممكنًا. إن فرض هويتنا هو أصعب شيء يجب القيام به ، ولكنه يجب أن يكون “مشروع” حياتنا. “البحث عن نفسك ، وإيجاد نفسك وأن تصبح الشخص الذي تريده” ..

*العلاقة بين الأم وابنتها حاضرة جدا في هذه الرواية ، ماذا أردت أن تقولي في هذا الموضوع؟

- إنها ليست علاقة الأم والابنة بقدر ما هي علاقة الانتقال الثقافي. أحب بعد قراءة الرواية أن يتساءل القارئ بدوره عن علاقته بوالديه أو أطفاله. ويفكر في نسبها وتراثها الثقافي ؛ علاوة على ذلك ، لا يتعلق الأمر دائمًا بالدم. لقد صنعنا انفسنا جميعًا مما تلقيناه في السنوات الأولى من حياتنا ، في طفولتنا ، ومراهقتنا ؛ إنها المادة التي نبني بها بلوغنا. البعض يبنون أنفسهم “بعد” والبعض الآخر يبنون أنفسهم “ضد” تعليمهم. أنا أتخيل أن الحل يكمن في مكان ما بينهما.

 كما في رواياتك السابقة ، (الاطفال القذرون) او (الحمقى السعداء) ، يقيم الأجداد روابط خاصة مع احفادهم. هل تعتقدين أنه من الأسهل أن نكون أجدادًا من أن نكون آباءا؟ كيف تتغير النسبة بتخطي جيل؟

-الرهانات مختلفة. يمكننا أن نتظاهر بقدر ما نريد أننا لا نظهر أنفسنا في أطفالنا ؛ لكن عندما نريد الأفضل لهم ، فإنهم يحملون جزءًا من أحلامنا وآمالنا. تختلف الرهانات بين الأجداد وأحفادهم. يتم التخلص من الارتباط ،من عبء المسؤولية ، من الحياة اليومية ، من الأوامر المجتمعية. ومع تقدمنا في السن ، نتراجع أيضًا خطوة إلى الوراء ، والتي يمكن أن تكون مفيدة (جدًا) في تعليم الأجيال القادمة. تعجبني أيضًا فكرة أننا نتحسن بمرور السنين ، وأننا نفهم أنه ليس كل شيء نهائيًا وأنه يمكننا التعلم من أخطائنا.

 (الرجال الاقوياء) هي أيضًا قصة عائلة من الموسيقيين الذين لا يزالون متحدون جدًا في نهاية المطاف ويجمعهم هذا الشغف: إنه شيء لاحظته كثيرًا ، ماالذي يجمع العوائل أيضا ؟

-أردت أن أتحدث عن التراث غير المادي الذي ينتقل من جيل إلى جيل ، والذي ينتقل عبر القلب بمجرد التواجد معًا. كان من الممكن أن يكون ضمن عائلة محبة للطبخ ، اوالمشي ، والسياسة ، والقطط ، والبستنة ، والسفر ،! فبمجرد أن يتم فك الروابط بين أفراد نفس العائلة إلى نقطة معينة ، فكل ما يتبقى هو رمز لإيقاظ الحنين وربما لم شملهم مرة أخرى...

ولدت الكاتبة والمؤلفة الفرنسية شيرلي مينيترييه ميغرات عام 1979وعملت في الموسيقى في بداية حياتها ، ثم قسمت وقتها بين وظيفة في جامعة ليون والوقت المخصص لكتابة رواياتها ..

في عام 2019 ، نشرت روايتها الأولى ( الاطفال القذرون)، ضمن إصدارات فلوف. وفازت بجائزة الكتابة النسائية في عام 2016 عن نفس النص. وقد وصف النقاد القصة بأنها أدب يبعث على الشعور بالسعادة ، اذ تتحلى الأم جين بروح الدعابة ، التي لا تتلاشى حتى بعد أن وضعها أطفالها في دار للتقاعد.

وفي حزيران عام 2020 ، أصدرت الكاتبة روايتها الثانية (الحمقى السعداء) ،ضمن منشورات فلوف ايضا. وفيها تجد مجموعة من أصدقاء المدرسة الثانوية الذين لا ينفصلون عن بعضهم بعد بضع سنوات على الرغم من الحياة المهنية والأسرية. فهي فرصة لإخراج أرشيفات شبابهم ، حيث عبر كل منهم عن رؤيته الشخصية للسعادة. وتواجه المؤلفة آمال المراهقين في بلوغ سن الرشد ، والطريقة التي يتخذ بها كل منهم مصيره لبناء حياته وتحقيق أحلامه.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

ملحق معرض العراق للكتاب

الأكثر قراءة

هاتف الجنابي: لا أميل إلى النصوص الطلسمية والمنمقة المصطنعة الفارغة

كوجيتو مساءلة الطغاة

علم القصة: الذكاء السردي

موسيقى الاحد: 14 رسالة عن الموسيقى العربية

تصورات مغلوطة في علم السرد غير الطبيعي

مقالات ذات صلة

السماء ليست حدودًا: قصة هوارد هيوز وجان هارلو
عام

السماء ليست حدودًا: قصة هوارد هيوز وجان هارلو

علي بدرفي مدينة تتلألأ أنوارها كما لو أنها ترفض النوم، وفي زمن حيث كانت النجومية فيها تعني الخلود، ولدت واحدة من أغرب وأعنف قصص الحب التي عرفتها هوليوود. هناك، في المكاتب الفاخرة واستوديوهات السينما...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram