TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > معالي الكلمة: مدرّبونا بين المطرقة والسندان!

معالي الكلمة: مدرّبونا بين المطرقة والسندان!

نشر في: 24 نوفمبر, 2021: 10:47 م

 عمـار سـاطع

لم يشهد ميدان تدريب كرة القدم في، حالات من الفوضى والاستخفاف والتخبّط وافتقار للمهنية، مثل هذه الفترة التي نعيشها!

وحينما نقول حالات، فإننا لا نريد هنا أن نُعمم بقدر ما نحاول أن نشخّصه من مخلّفات وتبعات لقضايا تتعلّق بالعمل التدريبي وطرق القفز على الحقيقة والواقع والتسلّق باتجاه الحصول على فرص العمل أو الاشتراك بالاطاحة بمدرّبين أو الدخول في مهاترات في برامج رياضية بقنوات فضائية بهدف التسقيط أو النيل من هذا وذاك، ناهيك عن اسلوب عرض العضلات بطريقة أقرب لأن تكون "ساذجة" إن صحّ التعبير أو الالتفاف على اسماء تدريبية!

لقد وصلنا الى مرحلة تجاوز فيها عدد من المدربين موضوع البحث عن فرصة عمل بنادٍ يلعب في الدوري الممتاز، بل وصل الحال بالبعض من المدربين الى تبنّي قضية تقديم عروض العمل لانتشال المنتخب الوطني من حالته الفنية وقيادته للمرحلة المقبلة، بمقابل محاولات الكثير من الاسماء الوصول الى تبني مشاريع الاصلاح، من دون النظر بالقاعدة الحقيقية التي يفترض التي ينطلق منها كل مدرّب ويتدرّج ليصل الى حافّة النجاحات بعد أن يكون قد مَرَّ بمحطّات كثيرة وصار تجاربه التدريبيّة مثالاً واضحاً وشاهداً لما سجّله من نتائج متميّزة!

لا أشكّ بقدرات مدرّبينا أبداً، بل أنني كنتُ من أشدّ المعارضين للتعاقد مع المدربين الأجانب، لأنني أؤمِن بقضيّة مهمّة، وهي أن العقلية التدريبيّة والفكر الناضج في العراق والاسماء التي نملكها يمكنها أن تفلح في مساعي انقاذ كرتنا من التراجع أو الاستقرار في مواقع محدّدة، وخير دليل أن أغلب انجازاتنا كانت على أيدي مدرّبينا الأفذاذ منذ سبعينيات وثمانينيات القرن الماضي وحتى العقدين الماضيين، كلّها كانت بفضل الكفاءة العراقية التي أبدعت في زمن كان من الصعب جداً أن يكون للمدرّب مساحة من الحرية أو اتخاذ القرار!

وحينما نذكر الانجازات التي سطرتها أسماء تألّقت وتعملقت، فعلينا أن نعود الى سجل البطولات التي تكشف لنا مدى الابداع في ملاعب عربية واقليميّة وقاريّة وحتى أولمبية، بمقابل ما وجده الكثير من مدرّبينا من اجحاف واضح وقلّة الاهتمام وتقليل من المُنجز، على العكس من "البحبوحة" التي تمتّع بها جميع المدرّبين الأجانب، وما وجدوه من "دلال" لما يصل الى عُشرهِ أيّاً من مدرّبينا الذي قدّموا كلّ شيء ولم يحصلوا سوى على القلّة القليلة، مقارنة بالأجانب الذين عملوا على تكملة مشوار مواطنينا في كلّ حقبة من حقبات التغيير التي ضربت معاقل العمل التدريبي في منتخباتنا الوطنية!

القضية الأبرز التي أبغي أن أصل اليها هو ما وصل اليه حال مدرّبينا وما يواجهونه من مشاكل كبيرة تفرض عليهم قيوداً، ربما لم ولن يواجهها كل مدرّبي كرة القدم في العالم، القضية تتلّخص بأن يصبح مدرّبونا على الهامش، ويكون التعامل معهم بهكذا أسلوب مسيء للمهنة ويصبح الشمّاعة التي تُعلّق عليها أخطاء إدارات الأندية أو سقف طموحاتها التي لا تحدّها حدود معينة، أضف الى ذلك التفكير الذي يطغي على الاتفاق والعقد المُبرم من الطرفين (إدارة النادي ومدرّب الفريق) بحيث يصبح هو الحلقة الأضعف، بل والطرف الذي يتحمّل مسؤولية الإخفاق أو الخسارة!

كيف بِنا أن نتقبّل أن قضية أن تضع إدارة النادي ثقتها بمدرّب وبعد أيام أو اسابيع يصبح المدرّب هو المخطئ والمذنب في كلّ ما جرى، كيف به أن يعمل من دون أن تكون هناك أدوات فعّالة واختيارات محدودة؟ كيف له أن يعمل وسط اجواء التكتّلات والاقنعة التي تظهر هُنا وهناك بهدف إبعاده والمجيء بمدرّب بديل؟ كيف بِنا أن نتقبّل مثلاً أن تتمّ إقالة مدرّب وهو في الصدارة وكيف بنا ان نهضم خسارة فريق أمام منافِس بهدف ويكون المدرّب هو الضحيّة في نهاية المواجهة!

في اعتقادنا إن مِن بين اسباب ما يحدُث من تراجع في مسيرة الكرة العراقية على الاطلاق، هو الافتقار الى الاستقرار وفقدان الثقة والتسرّع في البحث عن النتيجة، وهذا أمر يوصلنا أيضاً الى قناعات جديدة هو أن السماسرة والوسطاء يتلاعبون بكل مقدّرات كرتنا هذا الى جانب تسلّق من هبَّ ودبّ الى مواقع القرار في إدارات الأندية وتواجد بعض الهواة والمشجّعين في قمّة هرم الكثير من الأندية والعقليّات التي لا تتقبّل عنوان البناء وتعترف بالفوز لا غير!

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

العمودالثامن: في محبة فيروز

العمود الثامن: ليس حكماً .. بل مسرحية كوميدية

العمودالثامن: الحرب على الكفاءة

العمودالثامن: تسريبات حلال .. تسريبات حرام !!

الفساد ظاهرة طبيعية أم بسبب أزمة منظومة الحكم؟

العمودالثامن: عراق الشبيبي وعراق هيثم الجبوري

 علي حسين اظل أكرر واعيد إن أفدح الخسائر التي تعرض لها العراق ان الكثير من مسؤوليه وساسته غابت عنهم الروح الوطنية ، واصبحت كلمة النزاهة مجرد مفردة تلوكها الالسن ويسخر منها اصحاب الشأن...
علي حسين

كلاكيت: السينما عندما توثق تفاصيل المدينة

 علاء المفرجي بغداد والسينما.. المدينة والسينما.. كيف لنا ان نختار شكل العلاقة او ما الذي يمكن ان نكتشف من هذه العلاقة؟ وهل يمكن لبغداد كمدينة ان تنفرد مع السينما فتختلف عن علاقة المدن...
علاء المفرجي

الخزاعي والشَّاهروديَّ.. رئاسة العِراق تأتمر بحكم قاضي قضاة إيران!

رشيد الخيون وقعت واقعةٌ، تهز الضَّمائر وتثير السّرائر، غير مسبوقةٍ في السّياسة، قديمها وحديثها، مهما كانت القرابة والمواءمة بين الأنظمة، يتجنب ممارستها أوالفخر بها الرَّاهنون بلدانها لأنظمة أجنبية علانية، لكنَّ أغرب الغرائب ما يحدث...
رشيد الخيون

قَدْحُ زناد العقل

ابراهيم البليهي حَدَثٌ واحد في حياة الفرد قد يُغَيِّر اتجاهه إذا كان يملك القابلية فيخرج من التحديد إلى التجديد ومن الاتباع إلى الإبداع وعلى سبيل المثال فإن هوارد قاردنر في السبعينات درَس علم النفس...
ابراهيم البليهي
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram