علي حسين
وأنا أتابع فعاليات المؤتمر الحادي عشر للحزب الشيوعي العراقي، تذكرت ذلك الصبي الذي كان يبحث في الصفحة الأخيرة من جريدة طريق الشعب عن مقال صغير بعنوان "بصراحة" يكتبه "أبو كاطع" شمران الياسري.
كان صاحب " بصراحة " قد حصل على احترام الشارع، من بوابة رفضه للظلم والانتهازية السياسية . يومها كان أبو كاطع ينظر إلى وجوه الناس الذين يلتقيهم في الشوارع، مؤمناً بأن هذا الشعب المثير للدهشة لن يكفّ عن صوغ نفسه كل يوم، يختلف أبناؤه على أشياء كثيرة لكنهم يتفقون جميعاً على حبّ الوطن والدفاع عن حريات الناس وآمالهم ومستقبلهم.. وعن طريق "أبو كاطع" تعرفت على الماركسية، وأيقنت أن الحزب الذي ينتمي له شمران الياسري يسعى إلى أن يصنع الحرية لوطنه، وأن النجوم الذين أطلقهم هذا الحزب إلى صفوف النضال في بغداد والأنبار والسليمانية والبصرة وذي قار وميسان وأربيل والحلة والكوت ومعظم طرقات الحياة في العراق، يحملون نفحات الصدق إلى كل بيت من بيوت العراقيين.
اليوم تبدو كتابات "أبو كاطع" ، في استعادتها كأنها نشيد واحد ذو لازمات موحَّدة تتكرّر: الدفاع عن البسطاء عن حقّهم في حياة كريمة، الوقوف بوجه الانتهازية السياسية ، مراجعة اخطاء الماضي لنتعلم منها . وانا انظر الى صور الاحتفال كنت اتخيل "أبو كاطع" يجلس وسط البسطاء الذين حضروا مؤتمر الحزب الشيوعي ، ويشير إلى الإرث النضالي والسياسي للعراقيين جميعاً ، لكن في الوقت نفسه يوجه العتب لمن حوله من الرفاق ، يطالبهم بان يبتعدوا عن الكراسي ويذهبوا باتجاه الناس ، وان يعيدوا مأثرة " فهد " وان لا يكونوا مجرد سياسيين بل ثوار في وجه الظلم ايا كانت اشكاله ومسمياته . وان لا تخضع مواقفهم لحسابات سياسية وعلاقات مع قوى سياسية.وان يحركوا المياه الآسنة في "بركة" السياسة، وان يرفعوا شعار : باطل.. للفساد والمفسدين، وباطل.. للطائفية والمحاصصة، وأن يدركوا أن أمامهم فرصة ذهبية لتحريك عجلة الإصلاح السياسي والتغيير، ففي دولة أنهكها الفساد والمحسوبية وأحزاب الطوائف والفقر، المطلوب أن يستمر الضغط من أجل حلم التغيير في فضاء السياسة التي بلغت اليوم حداً من التكلّس والصدأ وخلقت طبقة سياسية تعتقد أن الشعب يجب أن يبقى مغيباً يركض وراء متطلبات العيش ويهتف للسياسيين بطول العمر والبقاء.
على الاصدقاء في الحزب الشيوعي ان يلتفتوا باتجاه كرسي " ابو كاطع " ، ليعرفوا جيدا مواقع الضعف والخلل في العملية السياسية ذاتها ولديهم أيضاً.
دفع أبو كاطع ثمناً غالياً وهو يتصدى للذين يريدون نشر الجهل والخراب، ، وظل صامدا يدافع عن رأيه، لأنه شعر أن الوطن بحاجة إلى موقف وطني شجاع ، وأن الإنسان ما هو إلا موقف وليس منصب .
جميع التعليقات 2
عدي باش
فكر (أبو كاطع) يضيء وجدان و ضمائر المناضلين الأصلاء من أجل الحرية و العدالة الإجتماعية ، لذلك يشكل إنعقاد المؤتمر ال 11 للحزب الشيوعي
Anonymous
لتجديد (البيعة) للشهداء الأحرار على مواصلة النضال الوطني و إستعادة دوره الطليعي في محاربة الفساد و المحاصصة المقيته