TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > العمود الثامن: نقرأ في بغداد

العمود الثامن: نقرأ في بغداد

نشر في: 27 نوفمبر, 2021: 11:37 م

 علي حسين

ما من أحد في التاريخ حظي بمثل ما حظي به شكسبير من حكايات عجيبة وغريبة، في كل ساعة ربما تنشر دراسة حديثة عنه، ويقال إن مكتبة الكونغرس الأميركي تحوي 13 ألف دراسة عنه.

منذ أن توفي وليم شكسبير قبل أكثر من أربع مئة عام، والباحثون ومؤرخو الأدب لايزالون يدرسون كل ما يتعلق بحياته، أين وُلد، كيف عاش، نوع الطعام الذي كان يتناوله، هل عاش فقيراً أم غنياً؟، وفي العام الماضي قرأت كتاباً طريفاً بعنوان "أشهر 30 خرافة عن شكسبير" تناول فيه مؤلفاه ﻟﻮري ﻣﺎﺟﻮاﻳﺮ وإﻳﻤﺎ ﺳﻤﻴﺚ، القصص الغريبة التي رويت عن شكسبير ومنها على سبيل المثال هل ﺗﺰوج على ﻏير رغبته، أو مات متأثراً بمرض الزهري، أو أن هناك من كتب له مسرحياته، وكثير من الشائعات التي انتشرت حول هذا الكاتب الذي أخبرنا المرحوم صفاء خلوصي ذات يوم أن اسمه الحقيقي "شيخ زبير"، إلا أنه رغم كل ما أثير ظل شكسبير الكاتب الأكثر مبيعاً في العالم، وصلت مبيعات كتبه إلى المليارات، لم يكتب سوى 36 مسرحية، وفي معظمها يقدم لنا صورة الحاكم المصاب بمرض جنون الكرسي، وكيف تختصر البلاد والبشر بكلمة من أربعة حروف "كرسي"، بالأمس تذكرت المهرج في مسرحية الملك لير الذي كان يضحك كلما سمع الملك العجوز يتحدث عن العدالة: "هذا الرجل مصرّ على أن يقنع الناس بأن تصدق ما يقوله"، وأنا أستمع إالى من يتحدث عن إنجازات "كبيرة" قامت بها الحكومات السابقة.. كيف ياسادة؟ ومتى؟ العلم عند شكسبير الذي يخبرنا أن الأمر مجرد كلمات.. ليست سوى كلمات !

أيها القارئ العزيز، عذراً لأنني أعود من جديد إلى الكتب، فكلما عجزت تعابيري في وصف حال هذا الشعب المغلوب على أمره أعود إلى ما سطّره العباقرة، عسى أن أجد سلوى تعينني على مواجهة خطب أصحاب الصوت العالي، الذين يصرون على نشر ثقافة الخديعة، وفي الوقت الذي ننظر إلى شباب مرفوعي الجباه، يستبدلون الركام، بعالم من الكتب تحت شعار: أنا أقرأ.. إذن أنا عراقي، يغيب جهابذة السياسة عن حضور مثل هذه الفعاليات لأنها لا تصب في خانة المكاسب، في الوقت الذي تتواصل فيه معركة الكراسي فيما تغيب معارك الوطنية والنزاهة.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

جميع التعليقات 1

  1. Khalidmuften

    يتفاخر العالم والبريطانيون بعبقرية شكسبير توفي (١٦١٦) ونحن نتفاخر ب ابراهيم الجعفري ( نظرية القمقم )

ملحق معرض العراق الدولي للكتاب

الأكثر قراءة

العمود الثامن: سياسيو الغرف المغلقة

العمود الثامن: مطاردة "حرية التعبير"!!

السردية النيوليبرالية للحكم في العراق

العمود الثامن: عاد نجم الجبوري .. استبعد نجم الجبوري !!

العراق إلى أين ؟؟

العمود الثامن: ماذا يريدون؟

 علي حسين دائما ما يطرح على جنابي الضعيف سؤال : هل هو مع النظام السياسي الجديد، أم جنابك تحن الى الماضي ؟ ودائما ما اجد نفسي اردد : أنا مع العراقيين بجميع اطيافهم...
علي حسين

كلاكيت: مهرجان البحر الاحمر فسيفساء تتجاور فيها التجارب

 علاء المفرجي في دورته الخامسة، يتخذ مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي شعار «في حب السينما» منهجًا له، في سعيه لإبراز هذا الشغف الكبير والقيمة العليا التي تعكسها كل تفصيلة وكل خطوة من خطواته...
علاء المفرجي

لمناسبة يومها العالمي.. اللغة العربية.. جمال وبلاغة وبيان

د. قاسم حسين صالح مفارقة تنفرد بها الأمة العربية، هي ان الأدب العربي بدأ بالشعر أولا ثم النثر، وبه اختلفت عن الأمم التي عاصرتها: اليونانية، الفارسية، الرومانية، الهندية، والصينية.. ما يعني ان الشعر كان...
د.قاسم حسين صالح

لماذا نحتاج الى معارض الكتاب في زمن الذكاء الاصطناعي؟

جورج منصور في عالمٍ يتسارع فيه كلُّ شيء، ويكاد الإنسان أن ينسى نفسه تحت وطأة الضجيج الرقمي والركض اليومي، يظلُّ (معرض العراق الدولي للكتاب)، بنسخته السادسة، واحداً من آخر القلاع التي تذكّرنا بأن المعرفة...
جورج منصور
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram