علاء المفرجي
مرت قبل فترة ذكرى رحيل الممثل الظاهرة جيمس دين ومازال عشاق السينما يستذكرون هذه الموهبة التي قُدمت في سنوات مابعد الحرب العامية الثانية ، والتي كانت مع نجمة اخرى في الاعوام نفسها تقريبا وهي مارلين مونرو، تمثل نموذجا حيا لصناعة النجم يوم كانت السينما والفيلم تستمد حضورها واهميتها منه.
سنوات الخمسينات ، والعالم خارج لتوه من محنة الحرب التي خلفت دمارا وخرابا ، هذه السنوات تمثل البداية في كل شيء ، التأسيس والانطلاق .. وايضا روح التمرد للشباب الذي شكل وقودا للحرب وآن الأوان لأن يعرف ماذا يريد.. كان دين يمثل نموذجا لهذا التمرد في حياته وحتى في الافلام الثلاثة التي انجزها قبل أن يقف القدر في مسيرته بحادث سيارة.
طفل يتمكن السرطان من والدته وهو في التاسعة من عمره، ويعجز الاب في الاعتناء به ، ليعيش مع اخته.. وينتقل بعدها من جمعية دينية الى فريق للبيسبول ولكرة السلة و درس الدراما والقانون ، ومن إعلان تجاري لشركة بيبسي الى عامل في موقف للسيارات. ثم يتم اختياره لدور مالكوم في مسرحية ماكبث من بين 350 شخصا .
كان رصيده قبل ان يدخل السينما بطلا مطلقا، ثلاثة ادوار صامتة ودور ناطق في ظل نجوم تلك الفترة دين مارتن و جيري لويس .. قبل ان يدخل عالم السينما الواسع ، التحق بـ " "استوديو الممثلين" ليتتلمذ على يد لي ستراسبرغ.
ومثلما كان متمردا في حياته ، كانت افلامه في النفس ذاته ، واللافت في هذه الافلام انها قامت على نجومية دين ، وعالجت بعضها قضيته، ويبدأ مع إليا كازان الباحث عن ممثل ليلعب دور (كال تراسك) في رواية (شرق عدن) لجون شتاينبك الذي لم يحب مزاج وشخصية الوجه الجديد لكنه كان مؤمنا بموهبته ، وخلافا للرواية كان السيناريو يتناول قصة كال تراسك وانعزاله واضطرابه..
والامر نفسه مع نيكولاس راي في فيلمه "ثائر بلا قضية" الذي تناول مشاكل المراهقة عند الآباء . اما في "العملاق" لجورج ستيفنز وهو الفيلم الثالث والاخير لجيمس دين والذي عرض بعد وفاته عام 1955 بدور مساعد مع إليزابيث تايلور وروك هودسون وهو ماطلبه لمنع تكرار شخصيات مثل جيم ستارك وكال تراسك.
السيرة الفنية والحياتية لجيمس دين تتماثل مع روح التمرد التي طبعت جيلا كاملا ولم تكن حياته بمعزل عن ذلك بدراماتيكيتها .. وقد شكلت هذه السيرة ملمحا سينمائيا واضحا .. خاصة كاريزما دين وقوة ادائه الذي كان يعد بممثل من طراز خاص .. ما جعل منه رمزا خالدا للشباب والحيوية والحب.
هوليوود ومع مرور اكثر من ستين عاما على رحيله - في 30 سبتمبر-أيلول 1955- واقتران حياته بالاسطورة ، لم تهتم كثيرا بسيرته او لم تعالجها سينمائيا.
حاول الكاتب فيليب بيسون في كتاب وضعه استذكار النجم الشاب الراحل جيمس دين عبر شهادات أكثـر من ثلاثين شخصية معروفة وغير معروفة ، كان من بينها تنسي ويليامز وايليا كازان واخرون..
فيلم "لايف" الذي حققته هوليوود ويطرح للعرض نهاية هذا العام هو عن سيرة دين من خلال صديقه الشخصي ومصوره الخاص دينيس ستوك الذي اسهمت صوره الشخصية في شهرة دين ، وهو دين كما راه دينيس ستوك الذي يؤدي دوره روبرت باتيسون .. الفيلم من اخراج انتون كوربن وهو مصور ومخرج الماني ، يتناول فيلمه علاقة هذا المصور بجيمس دين وايضا حياة دين وسيرته الفنية.