TOP

جريدة المدى > عام > قيس الزبيدي: أستطيع أن أقول إن مسيرتي السينمائية لم تكتمل بعد

قيس الزبيدي: أستطيع أن أقول إن مسيرتي السينمائية لم تكتمل بعد

نشر في: 6 ديسمبر, 2021: 10:28 م

يرى ان اللجوء إلى الطفل الفلسطيني محاولة للاقتراب من المأساة الكبيرة

| القسم الثاني |

حاوره: علاء المفرجي

قيس الزبيدي مخرج ومصوّر وباحث سينمائي من العراق. تخرج في معهد الفيلم العالي في بابلسبرغ، ألمانيا بدبلوم في المونتاج عام 1964 ودبلوم في التصوير عام 1969. وأخرج مجموعة من الأفلام التسجيلية في المؤسسة العامة للسينما في دمشق وفي دائرة الثقافة والاعلام في منظمة التحرير الفلسطينية ولبنان وألمانيا. وحازت أفلامه على جوائز في مهرجانات عربية ودولية عديدة. وللزبيدي العديد من المؤلفات منها: "فلسطين في السينما"، و"المرئي والمسموع في السينما"، و"مونوغرافيات في تاريخ ونظرية الفيلم"، و"مونوغرافيات في الثقافة السينمائية". تخرج من معهد الفيلم العالي في بابلسبرغ، ألمانيا بدبلوم في المونتاج عام 1964 ودبلوم في التصوير عام 1969. ومن ثم عمل في استديو ديفا للأفلام التسجيلية وفي المعهد العالي للسينما في ألمانيا في المونتاج والتصوير والإخراج.

نظم الزبيدي دورات سينمائية عديدة في السيناريو والإخراج والمونتاج في تونس وفي مركز التدريب الإذاعي والتلفزيوني اتحاد إذاعات الدول العربية في دمشق، وفي مركز تدريب تلفزيون المنار في معهد غوتة في دمشق، وفي الهيئة الملكية الأردنية للأفلام في عمان. بالإضافة إلى ذلك، أسس "الأرشيف السينمائي الوطني الفلسطيني" بالتعاون مع الأرشيف الاتحادي في برلين ألمانيا.

وأخرج الزبيدي مجموعة من الأفلام التسجيلية في المؤسسة العامة للسينما في دمشق وفي دائرة الثقافة والأعلام في منطقة التحرير الفلسطينية ولبنان وألمانيا. وقام بإخراج بعض الأفلام التجربية منها "الزيارة" في 1970، و"اليازرلي" في 1974 والذي عانى الرقابة أينما عرض. وقام بمونتاج وإخراج مجموعة من الأفلام العربية الهامة في كل من دمشق ولبنان وتونس وفلسطين وألمانيا. وحازت أفلامه جوائز في مهرجانات عربية ودولية عديدة وصدر عنه وعن أفلامه كتاب"عاشق من فلسطين"، للناقد محسن ويفي في عام 1995. وصدر كتاب عنه بعنوان "قيس الزبيدي... الحياة قصاصات على الجدار" للمخرج السوري محمد ملص في عام 2019.

ومن أفلامه: بعيداً عن الوطن، 1969، رجال تحت الشمس، 1970، السكين، 1972، شهادة الأطفال الفلسطينيين في زمن الحرب، ،1972 مقلب من المكسيك، 1972، وجه آخر للحب، 1973، المغامرة، 1974، اليازرلي، 1974، واهب الحرّية، 1989، الليل، 1992،

وله العديد من المؤلفات عن السينما منها: بنية المسلسل الدرامي التلفزيوني: نحو درامية جديدة، دار قدمس للنشر، درامية التغيير: برتولت بريشت، دار كنعان، المرئي والمسموع في السينما، دمشق: المؤسسة العامة للسينما، فلسطين في السينما، مؤسسة الدراسات الفلسطينية، الوسيط الأدبي في السينما، أبو ظبي: مهرجان: أفلام من الإمارات، مونوغرافيات في نظرية وتاريخ صورة الفيلم، دمشق: المؤسسة العامة للسينما، في الثقافة السينمائية – مونوغرافيات، القاهرة: الهيئة العامة لقصور الثقافة، الفيلم التسجيلي: واقعية بلا ضفاف، وزارة الثقافة الفلسطينية، دراسات في بنية الوسيط السينمائي، الشارقة: دائرة الثقافة.

ما الهدف من هذه الدراسة؟

إن الهدف من هذه الدراسة، إذن، هو محاولة الاقتراب من مبادئ تساعد على الوصول إلى صيغ ذات فائدة عملية تؤسس إلى أبعد حد ممكن عملية الإبداع في كتابة جديدة في مجال السرد الدرامي التلفزيوني، مما يتيح المجال للوصول إلى سوية في الإنتاج العربي تضعه في مصاف الإنتاج العالمي. فليس من الطبيعي أن تمتلئ شاشات التلفزيونات والمحطات الفضائية العربية بالمسلسلات الدرامية المختلفة من أميركا وأوربا ودول أخرى غيرها، ويستطيع الجمهور العربي مشاهدتها والاستمتاع بها، بينما لا يشاهد جمهور التلفزيونات العالمية أيا من إنتاجنا، ليس فقط بسبب مشاكل التوزيع، وهي دون شك مشاكل صعبة ومعقدة، لكن أيضاً بسبب طبيعة وخصوصية الإنتاج العربي الذي بإمكانه فقط أن يخاطب جمهورنا العربي. على هذا كان طموحنا أن لا تكون دراستنا نظرية خالصة، إنما تعني بخصوصية وتطور المسلسل التلفزيوني وترسم معالم نموذج إجرائي يتناول، ليس فقط عناصر ووظائف البنية الدرامية السائدة إنما يساعد في تطوير البنية الدرامية عن طريق وضع هذا النموذج في متناول المخرجين المبدعين والمؤلفين وورشات العمل إضافة إلى فرصة اعتماده كمرجع يساعد في تقييم النص الدرامي التلفزيوني من قبل أولئك المستقبلين من ذوي الحاجات الجمالية الذين لا ترضي المسلسلات حاجاتهم الجمالية أكانوا نقاداً أم مشاهدين.

في فيلمك "الزيارة" وهو روائي شاعري قصير، جمعت فيه فنياً عناصر تنتمي إلى الرسم والشعر والموسيقى الشرقية والغربية والفوتوغراف في وحدة فنية.. هل تحدثنا عن هذه التجربة؟

بدأت عملي كسينمائي بإخراج فيلمين قصيرين تسجيلي "بعيداً عن الوطن" وروائي "الزيارة" وذلك تعبيراً عن توجهي في إخراج أفلام تسجيلية وروائية فنية شبيهة بالفيلمين المذكورين.

فيلم ( الزيارة ) كما يؤكد الناقد فيصل دراج ينطوي على القصيدة، واللون، والموسيقى، والرسم، والتمثيل البديع. . ما هي التجريب في أعمالك الفنية التي تميل إلى التلاقح بين الفنون والأجناس الإبداعية المتعددة؟

وفيلم الزيارة هو اعادة اخراج جديدة في سوريا لفيلم "نزهة" الذي اخرجته اثناء دراستي التصوير والفيلم الثاني كفيلم روائي شاعري قصير مستوحى من ديوان شعر المقاومة، تشكلت صيغته الشعرية من عناصر فنية تنتمي إلى الرسم والشعر والموسيقى الشرقية والغربية والفوتوغراف والبانتوميم في شكل يجمع في وحدة فنية كل تلك العناصر، وهنا سيأتي أيضاً، دور المونتاج الذي يجعل من ما هو منفصل متصل السياق ومن ما هو متجزئ مستمر السياق...

حينما كان تتاح لي فرص إنتاج حرة كنت أسعى للتجريب، والزيارة عن فلسطين، مثله مثل "بعيدا عن الوطن"، لكن صيغته الشعرية تشكلت من عناصر فنية تنتمي إلى الرسم والشعر والموسيقى الشرقية والغربية والفونغراف والبانتوميم.

وإذا تذكرنا "بعيداً عن الوطن" التسجيلي أو تذكرنا "الزيارة"الروائي،فالأول تعبيره مباشر ما يسمى (التعيين)،مع بعض المشاهد غير المباشرة كالبداية مثلاً،أما "الزيارة"فيستند على ما يسمى (التضمين) أي التعبير الشعري غير المباشر بمعنى أن تقول شيئاً وتعني شيئاً آخر وهنا يأتي دور الناقد وحتى المشاهد في فك معناه وفهمه.

مارست التنظير في السينما – واسمح لي أن اصف هذه الكتابات– لماذا الكتابة عن السينما التي تشغل ايضا قيس الزبيدي؟

بداية كنت كسينمائي بحاجة شخصيا إلى ثقافة نظرية عن الفيلم التسجيلي والروائي كما كان حال غيري من السينمائيين ونقاد السينما ومحبي السينما لمثل هذه الثقافة.

في بغداد وقع في يدي كتاب بودفكين عن فن السينما، ترجمه صلاح التهامي في الخمسينيات وحاولت أن أتعمق،وقتها، في قراءتي وكأني اكتشفت فجأة أهمية المونتاج السينمائي على يد المنظر الأول ،الذي وجد في المونتاج أساس فن السينما. وعلى هذا الأساس اعتقد، انطلاقاً من مذهب التداعي في علم النفس،إن الربط بين صورتين ينتج في ذهن المتفرج تداعياً من انطباعين. كما ينتج تتابع الصور مجازاً وتشبيهاً صورياً (ذوبان الجليد في نهر النيفا وتقدم جماهير العمال في فيلم "الأم")، أو ينتج الفرضية المضادة (اقتحام الجنود في الجبهة الحربية ومضاربات البورصة في المدينة في فيلم "الأيام الأخيرة في سانت بطرسبورغ. وسماه وقتئذ "مونتاج العلاقة، وكان المونتاج، على هذا الأساس، عبارة عن »المنهج الذي يتحكم في القيادة النفسية للمشاهد«.كما أنه أدرك أن غرض المونتاج وتقنياته تكون بمثابة عونا للحكاية، ودَعْما لها،لا تحويرها أو تبديلها.ولعل من حسن الحظ أن أبدا في تعلم أهمية المونتاج عند بودفكين وليس عند ايزنشتين. فنظرية بودفكين ببساطة تعبيرية: أي أنها تعني أساساً بمدى قدرة صانع الفيلم على التأثير في المشاهد.

اعني بذلك انه لو تم لي وقتها قراءة ايزنشتين، الذي مازالت قراءته، إلى اليوم، صعبة ومعقدة، بسبب من ثقافته الأدبية والفنية والموسيقية الموسوعية، ولأنه كان يبحث باستمرار ويحاول أن يضع أسسا نظرية للفن الجديد، لكنت ربما ابتعدت عن السينما. بودفكين مثله مثل ميخائيل روم، كان في أطروحته تعليميا، يحاول أن ينقل ببساطة مدهشة أمورا فنية معقدة، كما أنه اكتشف مقولات للشكل وحلّلها، ونظر إلى المونتاج على أنه القلب المركب والنابض للفيلم.

على ذلك حينما سنحت لي الفرصة لدراسة السينما في المعهد العالي في بابلسبرغ- بوتسدام ألمانيا الديمقراطية، وهو كان وما زال من تلك المعاهد المهمة والقليلة في العالم، اندهش أساتذته بان يأتي طالب من بلد عربي، ليس فيه صناعة سينما، ويرغب في دراسة "التقطيع" أو"التركيب" الذي هو عموما مهنة نسائية، ولا يفكر بدراسة الإخراج مثلا. والتقطيع هو في الألمانية ألSCHNITT وفي الإنكليزية ألCUT أو ألEDITING والمقصود فيه العملية الحرفية الأخيرة في قص ولصق الفيلم التي تجري على جهاز الموفيولا، وهي تسمية أمريكية، والجهاز يسمى في ألمانيا طاولة التقطيع. معنى ذلك أن من يتعلم هذه المهنة يكون حرفيا وليس سينمائيا مبدعا. والآن تنتشر فكرة أن المونتاج ليس هو العملية الأخيرة في الفيلم إنما هو عملية سابقة ولاحقة، تبدأ من الكتابة الأولى للفيلم. المهم أنني بعد أن أنهيت دراسة "التقطيع" واكتشفت أن مقولة "المونتاج" تقع خارج حدود هذه المهنة.

كيف ذلك؟

بدأت دراسة التصوير السينمائي، وكنت في فترة الدراسة تلك أعمل في مونتاج أفلام المعهد، كما أتيحت لي فرصة العمل مع مخرج ألماني تسجيلي مهم هو كارل غاس، الذي عرض علّي، بعد تخرجي من التصوير، وبعد أن أنجزت فيلم الدبلوم " في سنوات طيرا النورس " ككاتب وكمصور وكمونتير وكمخرج، أن اعمل في مجموعته الفنية، بداية، كمصور مخرج، ولكني آثرت التوجه صوب دمشق، حيث اكتشفت أن السينما في هذه العاصمة كانت، في المعنى الواقعي، في بدايتها وأنها أيضا، كانت على مفترق طرق... ولعل هذه السينما، نظرا لطبيعة بدايتها، مازالت حتى يومنا هذا تعاني من شروط تلك البداية، وهذا ما يضعها الآن وفي المستقبل على مفترق الطرق نفسها.

كذلك كانت دراستي، خلال ثلاث سنوات المونتاج وأربعة سنوات دراسة التصوير، لتاريخ السينما العالمية أثره البالغ في معرفة أهم الأفلام في العالم، مما قادني أيضا الاطلاع بشكل مستمر على مجلة السينما "نقد سينما" في المانيا الغربية ومجلات انكليزية مثل "صوت وصورة" في انكلترا إضافة لكتب السينما ونظرية الفيلم وغيرها إلى التوجه للبحث النظري وكنت الطالب الوحيد،إن كان في المونتاج أو في التصوير الذي يكتب بحثا نظريا وليس بحثا تقنيا لدبلوم المونتاج عن "طرق المونتاج في فيلم طفولة إيفان" لتاركوفسكي وفي التصوير "الخدعة الفينة ولغة السينما" مما أتاح لي دراسة لغة التعبير الفنية في أفلام لفليني وبرغمان وكوكتو ...

علينا ألا ننسى التداخل الفني الذي أنجز في أفلام كثيرة ومهمة بين منهجين في التعبير ألا وهما التسجيلي والروائي، الأمثلة كثيرة، وتبين بشكل واضح التلاقح الفني بين ماهو مباشر تكتبه الحياة اليومية وبين ما هو غير مباشر يكتبه الفنان، بين صوت الواقع وصوت الذات المعبرة، وبما السينما هي تركيب من فنون عديدة، نجد أن تاريخ السينما يبين كيف تستطيع السينما أن تعبر بواسطة عناصر من تلك الفنون وتنجح في كسب انتماءها إلى فن آخر يستقل باستمرار ويصنع تاريخه الخاص.

وبما أننا بحاجة رغم كل شئ إلى جواب أستطيع أن أقول إن معرفة المخرج بحرفته، بغض النظر عن موهبته ومقدرة فريقه الفني، هي أساسية، وهذا يأتي من طبيعة عمل المخرج، الذي هو بمثابة ربان السفينة، الذي عليه أن يعرف ليس فقط الوجهة التي يقود السفينة إليها، إنما يعرف أيضا كل ما يتحكم في متن السفينة ويعرف أيضا الأنواء الخارجية التي تتحكم في وجهة ووصول السفينة إلى شاطئ الأمان.

هل لك أن توجز كتبك عن السينما والدراما؟

وواصلت أبحاثي النظرية خلال عقود وأصدرت الكتب التالية:

1. المرئي والمسموع في السينما

2. مسرح التغيير:برتولت بريشت

3. بنية المسلسل الدرامي التلفزيوني

4. مونوغرافيات في الثقافة السينمائية

5. مونوغرافيات (في تاريخ و نظرية صورة الفيلم)

6. في الثقافة السينمائية مونوغرافيات

7. كتاب التسجيلي واقعية بلا ضفاف

8. دراسات في بنية الوسيط السينمائي

9. نبــــــــــيل المــــــــالح العيـــــون الثــــــلاث

10. كتاب عن عدنان المبارك

11. فلسطين في السينما

وأثناء عملي في البحث عن الأفلام الفلسطينية الضائعة،بسبب الغزو الإسرائيلي للبنان، بتمويل لفترة سنتين من قبل وزارة الخارجية الألمانية / دائرة دعم التراث. وكنت تعاونت مع خبير ألماني وجهزنا كتابين واحد بالإنكليزية وآخر بالألمانية، وبعد الاتفاق مع مؤسسة الدراسات الفلسطينية للعمل على مشروع إصدار الكتاب الأول "فلسطين في السينما" ياللعة العربية معتمدا على النسختين، وبالتعاون مع ورشة عمل مؤلفة من فريق عربي للترجمة من الإنكليزية والألمانية والتحرير إضافة للمراجعة من قبل مؤرخين عرب. وقد استغرق العمل على الكتاب ربما لأكثر من سنة.

وواقع الأمر أن في هذا الكتاب، الذي يشتق من الوثيقة السينمائية سؤالاً سياسياً، كما يكتب الدكتور فيصل دراج في مقدمته للكتاب، ما يسلط الضوء على صراع بين طرف ضعيف وآخر أكثر قوة. ففي شرط يميل فيه ميزان القوى، بمعنى الردع والمواجهة، ميلاً فاحشاً إلى مصلحة الطرف الإسرائيلي، يكون على الفلسطينيين أن يعوضوا ضعفهم الذاتي بمنظور ثقافي ـ أخلاقي نوعي، يفصح عن إبداع الضحية ولا يحاكي منطق الجلاد، لأن محاكاة سلاح الضحية لسلاح الجلاد، وهي محاكاة مستحيلة في أية حال، تفضي إلى الإخفاق الأكيد."

12. فلسطين في السينما ذاكرة وهوية

في مشروع الكتاب الثاني "فلسطين في السينما: ذاكرة وهوية" أردت حسب التصور الأولي أن يجري العمل على الكتاب في غضون ستة أشهر، لكن استغرق العمل فقط مع 3 مترجمين أكثر من سنة ونصف، ووصل عدد المخرجين الأجانب 159 مخرجاً كما وصل عدد العرب والفلسطينيين إلى 208 مخرجا، إضافة إلى ملحق ريمكس كان عدد المخرجين فيه 16 مخرجا من بينهم 3 مخرجين أجانب ووصل عدد الأفلام منذ عام 2006 حتى بداية عام 2019 إلى 547 فيلما

مع أن القضية الفلسطينية تراجعت عربيا ودوليا لكن المفارقة أن ازدياد عدد الأفلام - ليست فقط في المنطقة العربية، وإنما في العالم، هي أكثر نسبيا من عدد الأفلام التي حصرناها في الكتاب الأول، ولا شك إن ظاهرة كهذه يجب دراستها من قبل علماء اجتماع ومؤرخين.

هل حققت ما تريده سينمائيا ام أن مسيرتك هذه لم تكتمل بعد.

أستطيع أن أقول إن مسيرتي لم تكتمل. لماذا ؟ بما أني أتابع الكتابة عن نظرية السينما وأخرجت في وقت ليس بقريب فيلمين قصيرين أحدهما بعنوان "فلسطين،عنوان مؤقت" لم يعرض حتى الان، بسبب ظروف تتعلق بوضعي الصحي والآخر أيضا فيلم قصير بمدة سبع دقائق يحمل اسم “جذور القضية الفلسطينية”أنتجه معهد إميل توما للدراسات الفلسطينية والإسرائيلية بمناسبة مئؤية المؤرخ والقائد السياسي ويحمل اسم كتابه المرجعيّ الشهير "جذور القضية الفلسطينية"ويشتمل على لقطات نادرة من مقابلات مع إميل توما من عام 1984. عرض في أمسية حافلة يوم السبت 16.11.2019

إضافة إلى دراسات عديدة منها دراسة طويلة تاريخية عن السينما المبكرة وعن الأفلام التي صورت في فلسطين، إنها اختزنت ذاكرة غنية لا يمكن إغفال أهمية وضرورة الرجوع إليها، ما دامت تنتمي، بحق، إلى تاريخ الصراع على فلسطين كما إنها شكلت ، وفقاً لخصوصية هذا التاريخ، ذاكرة وهوية للشعب الفلسطيني أكان في العهد العثماني أو في عهد الانتداب البريطاني أو في فلسطين المحتلة أو في الشتات. إضافة إلى دراسة أخرى عن بنية السينما الفلسطينية العامة: تنقسم البنية السينمائية العامة ،إلى بنى ثلاثة،وهي بني إشكالية،من ناحية من أنتج الأفلام ومن أخرجها.

تتفاعل البنى الثلاثة،جدليا فيما بينها،وهو ما سيتضح لنا من خلال هذا التفاعل،الذي يتبين في جنسية الأفلام وهو الأمر الذي يلخصه بعض النقاد في:إن جنسية السينما لا تتحدد بالمخرج بل بالمنتج.

والبنى الثلاثة هي:

1. بنية أفلام الثورة الفلسطينية في الشتات

2. بنية الأفلام الأولى التي تم إنتاجها أيضا في الشتات وفي فلسطين التاريخية

3. بنية الأفلام النسًوّية وفقا للمصطلح المتداول

كذلك عندي مشاريع أعمل عليها بين فترة وأخرى أحدهما " نظرية تمفصل الوسيط السينمائي / الفيلمي الثلاثي.فبعد سنوات من التفكير والتبصير وجدنا ما يمكن تسميته مفتاح المعلم master key الذي يكشف تمفصل الفيلم الثلاثي عبر مكونات ثلاثة يمكن بوساطتها كشف كافة نواحي عناصر بنية الفيلم،وذلك من أجل وضعها كنظرية ممارسة فيلمية جديدة،تساعد بشكل حاسم من البداية في عملية صنع الأفلام،بشكل واضح ومبتكر،ليتسنى بالتالي لفنان السينما،أي من كان اختصاصه،أن يختار،في عملية كتابة وإنجاز نص سينمائي،والمشاركة في إخراجه،واستعمال واحد أو أكثر من المكونات الثلاثة،وما يرتبط،حتما ،بالحل الفني الذي بساعد فنيا وتقنيا في إنجازه وهي التالي: • اللغة/الحوار • المؤثرات •الموسيقى (بشقيها:الآلات والغناء)

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

الأنواء الجوية: ارتفاع في درجات الحرارة الاسبوع الحالي

الكويت تنفي تدهور الحالة الصحية لسلمان الخالدي الذي تسلمته من العراق

ترامب: نريد 50% من ملكية تطبيق تيك توك

القوانين الجدلية على جدول أعمال البرلمان يوم غد الثلاثاء

هل أخطأ البرلمان بعدم حل نفسه مبكراً؟

ملحق معرض العراق للكتاب

الأكثر قراءة

هاتف الجنابي: لا أميل إلى النصوص الطلسمية والمنمقة المصطنعة الفارغة

كوجيتو مساءلة الطغاة

علم القصة: الذكاء السردي

موسيقى الاحد: 14 رسالة عن الموسيقى العربية

تصورات مغلوطة في علم السرد غير الطبيعي

مقالات ذات صلة

السماء ليست حدودًا: قصة هوارد هيوز وجان هارلو
عام

السماء ليست حدودًا: قصة هوارد هيوز وجان هارلو

علي بدرفي مدينة تتلألأ أنوارها كما لو أنها ترفض النوم، وفي زمن حيث كانت النجومية فيها تعني الخلود، ولدت واحدة من أغرب وأعنف قصص الحب التي عرفتها هوليوود. هناك، في المكاتب الفاخرة واستوديوهات السينما...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram