TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > العمود الثامن: ميركل ونوم المتنبي

العمود الثامن: ميركل ونوم المتنبي

نشر في: 9 ديسمبر, 2021: 12:19 ص

 علي حسين

عزيزي القارئ.. هل تعرف الفرق بين المصيبة والكارثة؟ . المصيبة يمكن أن تجدها في تصريح السياسيين العراقيين وجميعهم يتحدثون عن دولة المؤسسات، وفي الوقت نفسه يسعون إلى تقاسم المؤسسات فيما بينهم تحت شعار "هذا لك وهذا لي" ، وتسأل عن هذه المصيبة التي تحاصر المواطن العراقي، فيجيبك سياسي "إصلاحي" إنها الديمقراطية ياعزيزي التي تريد للجميع أن يتمتعوا بمذاق "الكعكة" العراقية.

أمّا الكارثة فهي الدم العراقي الرخيص، نعم أيها السادة أصبح الدم العراقي رخيصاً، والسبب نتحمله جميعاً، لأننا بعد أيام سننسى جريمة البصرة هذه، مثلما نسينا ما جرى في ساحة التحرير والنجف وقبلها نسينا كارثة جسر الأئمة وتفجيرات الكرادة، فلا تهتمّ عزيزي القارئ، لأنّ كلّ الذين شغلتهم هذه الجريمة سيستخدمونها مادة في مناورات تشكيل الكتلة الأكبر، وسيخلدون إلى النوم العميق بعد أن يوهموا عوائل الضحايا بأنهم سيقتصون من القتلة.

من يملك القدرة على تحمّل مثل هذه الكوارث، أُحيله إلى مصيبة أخرى من عيّنة: أكدت منظمة "اليونيسف"، انها اطلقت مناشدة عالمية لجمع مبلغ طارئ لسد احتياجات مليون طفل في العراق، في الوقت الذي يتربع العراق على قائمة الدول المصدرة للنفط.

إذاً عزيزي القارئ أنت هنا لستَ أمام علامات لمصائب يقذفها السياسيون يميناً وشمالاً فقط، بل الأفدح أنّك أمام حالة إصرار على هذه المصائب واصرار على الخراب ، وسعي لنشر الجهل، جعلت المواطن العراقي يقابل هذه الجرائم في حقّ الوطن، بابتسامة هادئة كأنما يقول للسياسيين إن كلامهم أشبه بالقضاء والقدر الذي يلاحق الناس ليلَ نهار.

بين المصيبة والكارثة هناك شعوب لا تؤمن بلغة الصواريخ الليلية ولا بشعارات "ما ننطيها"، بل شعارها العمل ومحبة الأوطان. قادت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل بلادها على مدى ستة عشر عاماً، كانت فيها مواطنة بسيطة، تعمل بإخلاص من أجل أن تجعل من ألمانيا واحدة من أقوى اقتصاديات العالم.. وتفتح ذراعيها لأكثر من مليون مهجر هربوا من بلدانهم "المؤمنة".. ميركل التي تركت كرسي السلطة امس قالت للشعب الألماني ، وكأنها تردد بيت المتنبي "أنام ملءَ جفوني عن شوَارِدِها" :" سأستمتع بأخذ قسط من الراحة، قد أحاول قراءة شيء ما، ثم أغلق عيني لأنني متعبة، ثم سأنام قليلاً، لنرى بعد ذلك أين سأظهر" .

هل أنا بطران حين أترك معركة صناديق الانتخابات لأتحدث عن تجارب الشعوب التي لا علاقة لها بتجربتنا الديمقراطية؟. نحن قدّمنا النموذج الأمثل. ففي كل انتخابات هناك اصرار على " ذبح " المواطن العراقي .

على أي حال، مثلما أنا تحدثت عن الالمانية ميركل واستذكرت عمنا المتنبي ، فانا ايضا معجب بخالد السراي وطلته " التلفزيونية " .

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

العمودالثامن: في محبة فيروز

العمود الثامن: ليس حكماً .. بل مسرحية كوميدية

العمودالثامن: تسريبات حلال .. تسريبات حرام !!

الفساد ظاهرة طبيعية أم بسبب أزمة منظومة الحكم؟

العمودالثامن: الحرب على الكفاءة

العمودالثامن: الحرب على الكفاءة

 علي حسين منذ ان ظهرت الديمقراطية التوافقية في بلاد الرافدين ،والمواطنونالعراقيون يبحثون عن مسؤول مختلف يمنحونه ثقتهم، وهم مطمئنون ، رغم أنهم يدركون أنّ معظم السياسيين ومعهم المسؤولين يتعاملون مع المناصب على أنها...
علي حسين

قناطر: ليلُ العشَّار الطويل

طالب عبد العزيز يحلَّ الليلُ باكراً في أزقّة العشَّار، أزقته القصيرة والضيقة، التي تلتفُّ عليه من حدود شبه جزيرة الداكير الى ساحة أم البروم، يحدث ذلك منذ سنوات الحرب مع إيران، يوم كانت القذائفُ...
طالب عبد العزيز

محاسبة نتنياهو وغالانت أمام محكمة الجنايات الدولية اختبار لمصداقية المجتمع الدولي

د. أحمد عبد الرزاق شكارة يوم عظيم انتصاراللعدل عبارة تنم عن وصف واضح مركز ساقه الاستاذ المحامي الفلسطيني راجي صوراني عن طبيعة الدور الايجابي المؤثر للمحكمة الجنائية الدولية متمثلا بإصدار مذكرتي القاء القبض تخص...
د. أحمد عبد الرزاق شكارة

الاندماج في العراق؟

أحمد القاسمي عندما نسمع بمصطلح الاندماج يخطر بأذهاننا دمج الأجانب المقيمين في بلد ما. فاستخدام هذا المصطلح بات شائعا منذ بضعة عقود في الغرب ويُستخدَم غالبا عند الحديث عن جهود الدولة أو مؤسسات المجتمع...
أحمد القاسمي
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram