TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > العمود الثامن: أبعد من محمد رمضان!!

العمود الثامن: أبعد من محمد رمضان!!

نشر في: 12 ديسمبر, 2021: 11:50 م

 علي حسين

طلب مني بعض القراء الأعزاء أن أكتب رأيي فيما يتعلق بحفلة الفنان محمد رمضان.. وكنت قد استغربت من حجم التعليقات التي تناولت الحفل، حتى توهمت أن المواطن العراقي غير محاصر بأزمات الخدمات وتهديد صناديق الانتخابات وسرقة المال العام،

وإصرار الساسة على أن لايغادروا المشهد حتى آخر لحظة، فهم يريدون البقاء حتى موت آخر ممثل على خشبة المسرح. والممثل بالتأكيد ليس محمد رمضان وإنما المواطن العراقي.. هل نحن بخير ياسادة حتى جاء محمد رمضان ليخرب مجتمعنا؟ هل نحن مجتمع يمنح الثقافة دورها الحقيقي في تنمية قدرات المواطن، إذا عرفنا أن مخصصات الثقافة في الموازنة العراقية لا تعادل ربع مخصصات مسؤول سابق لا يزال يحتفظ بأفواج الحمايات؟.. فماذا تريدون ياسادة من شباب يرى أن جميع أحزاب السلطة تريد له أن يعيش في بؤس طويل؟. ربما يسخر البعض من كاتب عمود يدعي "المفهومية" ويخصص عموده للسفاسف، على حد قول مدربنا حكيم شاكر، ولكن ماذا أفعل ياسادة ومصائر العباد والبلاد أصبحت مرتبطة بالمنافع والمصالح؟.. في الوقت الذي غنى فيه محمد رمضان في ركن من أركان بغداد، كانت هناك فعالية ثقافية كبرى تقام في ركن آخر، وأعني بها معرض الكتاب والذي حمل اسم أحد رواد الثقافة العراقية غائب طعمة فرمان، وفي زاوية منسية أيضا يقع بيت هذا الروائي الكبير حيث تحول إلى مكب للنفايات دون أن تبادر جهة أو مجموعة "فيسبوكية" لإطلاق حملة من أجل الحفاظ على تراثنا الثقافي، وفي زاوية أخرى يستعد الفنان الشاب الطموح مصطفى زاير لتقديم ست عازفات للعود في حفل يحمل عنوان "لنا الحياة"، وفي ركن آخر هناك من يرى أن الغناء رجس من عمل الشيطان وأن الدولة المدنية كفر والحاد. فيما لايزال البعض يصرخ "واسمعتاه" منذ أن أطلت إليسا في ليل بغداد. وبالتالي، عليك وأنت تنهال بالسخرية والسباب لنموذج محمد رمضان، وما يمثله من انهيار، ألا تنسى أن هناك من هم أجهل منه وأشد بؤساً نشروا الخراب والوصولية ، وبدلا ان تبكي على المبلغ الذي حصل عليه المغني ، عليك ان تنوح وتبكي على مئات المليارات سرقت من هذه البلاد دون ان يرجف جفن لمن " خمطها " .. نتحدث عن قيمة الفن وننسى ان هذا العام مرت ذكرى مئوية ناظم الغزالي، والذي مات بعد أن أثقلت حياته الأفراح والأحزان، ليجد ان بلاده التي تغنى بها تدير له ظهرها ، وتصر على الاحتفال بمؤية سياسية متناسية ان البلدان تبنى بالثقافة والفنون ، وان قرون مرت على هذه البلاد وهي تنثر على العالم حضاراتها وعلمائها .

إذا كنت مثل جنابي تريد أن تضحك على ما يجري ، ابشرك أنّ النائب "الثائر" أحمد الجبوري سيتسيد المشهد للسنوات الاربعة القادمة .

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

العمودالثامن: في محبة فيروز

العمود الثامن: ليس حكماً .. بل مسرحية كوميدية

العمودالثامن: تسريبات حلال .. تسريبات حرام !!

الفساد ظاهرة طبيعية أم بسبب أزمة منظومة الحكم؟

العمودالثامن: الحرب على الكفاءة

العمودالثامن: الحرب على الكفاءة

 علي حسين منذ ان ظهرت الديمقراطية التوافقية في بلاد الرافدين ،والمواطنونالعراقيون يبحثون عن مسؤول مختلف يمنحونه ثقتهم، وهم مطمئنون ، رغم أنهم يدركون أنّ معظم السياسيين ومعهم المسؤولين يتعاملون مع المناصب على أنها...
علي حسين

قناطر: ليلُ العشَّار الطويل

طالب عبد العزيز يحلَّ الليلُ باكراً في أزقّة العشَّار، أزقته القصيرة والضيقة، التي تلتفُّ عليه من حدود شبه جزيرة الداكير الى ساحة أم البروم، يحدث ذلك منذ سنوات الحرب مع إيران، يوم كانت القذائفُ...
طالب عبد العزيز

محاسبة نتنياهو وغالانت أمام محكمة الجنايات الدولية اختبار لمصداقية المجتمع الدولي

د. أحمد عبد الرزاق شكارة يوم عظيم انتصاراللعدل عبارة تنم عن وصف واضح مركز ساقه الاستاذ المحامي الفلسطيني راجي صوراني عن طبيعة الدور الايجابي المؤثر للمحكمة الجنائية الدولية متمثلا بإصدار مذكرتي القاء القبض تخص...
د. أحمد عبد الرزاق شكارة

الاندماج في العراق؟

أحمد القاسمي عندما نسمع بمصطلح الاندماج يخطر بأذهاننا دمج الأجانب المقيمين في بلد ما. فاستخدام هذا المصطلح بات شائعا منذ بضعة عقود في الغرب ويُستخدَم غالبا عند الحديث عن جهود الدولة أو مؤسسات المجتمع...
أحمد القاسمي
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram