علي حسين
غريبة هي أخبار هذه البلاد، فبينما تنشغل مواقع التواصل الاجتماعي بحفلة محمد رمضان، يلف الصمت تقريراً صدر قبل أيام عن مفوضية حقوق الإنسان قدم صورة مأساوية، فقد أظهر لنا أرقاماً وإحصاءات لمجمل الأوضاع في البلاد،
خاصة تلك المتعلقة بالحياة والأمن والحريات إلى جانب قضايا التعليم والصحة والبطالة. كان أبرزها وجود خمسة ملايين يتيم وثمانية آلاف مفقود وأكثر من مليون طفل في سوق العمل، فيما أشارت لوجود 4 ملايين ونصف مليون طفل ترزح عوائلهم تحت خط الفقر ناهيك عن 5000 شكوى مقدمة بشأن العنف الأسري .
في ألمانيا التي وُدعت مستشارتها "ميركل" بالتصفيق والورود، اختار المستشار الألماني الجديد أولاف شولتس الشابة العراقية ريم العبلّي وزيرة لشؤون المهجرين. تخيل جنابك بعد 58 عاماً على استشهاد جدها المناضل اليساري العراقي محمد صالح العبلّي على يد قادة انقلاب 1963، تجد الحفيدة نفسها وزيرة في حكومة أطلق عليها اسم "حكومة إشارة المرور" دون أن يسألها أحد عن "أصلها وفصلها" ولونها وانتماء عائلتها السياسي، فقط أكد المستشار الألماني أن اختيار ريم للمنصب يعني أن "الاندماج يمكن أن ينجح".
ونقرأ في الأخبار العجيبة لبعض البلدان "الكافرة" أن محكمة دنماركية أدانت وزيرة الهجرة السابقة، إنغر ستويبرغ، في قضية اتخاذ قرار غير قانوني يقضي بفصل الأزواج الصغار من طالبي اللجوء. وحكموا عليها بالسجن 60 يوماً. ولا أريد أن أخبركم أن الدنمارك ماتزال على قائمة الدول الأكثر سعادة، كما أنها تُعدّ أقلّ الدول فساداً. نحن خارج هذه الحسابات، فقد حصدنا المراكز الأولى في الفساد والبؤس ودرجات متأخرة في الفرح والسعادة. لا يهم، فمثل هذه التقارير تضعها منظمات تتآمر على تجربتنا "الديمقراطية "، لا نقرأ في الأخبار عن خطب المسؤولين في الدنمارك، لكن يمكن ان تقرأ هذا الخبر العجيب بالنسبة لجنابك حيث قدمت رئيسة وزراء الدنمارك قبل أيام اعتذاراً إلى الشعب، بعد نشر تسجيل مصور أظهرها وهي تتسوق من دون كمامة.
لا أنباء، فنحن الشعب الوحيد الذي يضحك عندما يقرأ خبراً يقول إن الرئاسات الثلاث اجتمعت وتدارست وقررت أن تعلن "حصر السلاح بيد الدولة".. أما كيف، والسلاح مزدهر بجميع أنواعه: قنابل يدوية، رشاشات، صواريخ، وأيضاً مدرعات إذا تطلب الأمر.
يكره مسؤولونا الأرقام إلا أرقام التأييد، وحسابات البنوك والسيطرة على المشاريع والمقاولات.. كل أرقام أخرى مرفوضة ومكروهة، لأنها جزء من المؤامرة الدولية
رجاء، لا تسيئوا فهمي، عندما اعيد ذكر محمد رمضان ، فقد نسيته لولا فديو " اللون الاسود " خصوصاً نحن نعرف أن فارس الفرسان عنترة بن شداد كان اسودا أيضاً، وهو الذي قال: لا يعرف الحقد مَن تعلو به الرتب.