TOP

جريدة المدى > عام > لويز إردريك تفوز بجائزة البوليتزر للرواية 2021

لويز إردريك تفوز بجائزة البوليتزر للرواية 2021

نشر في: 18 ديسمبر, 2021: 11:14 م

ترجمة: نجاح الجبيلي

فازت الكاتبة الأميركية لويز أردريك (ولدت عام 1954 بمدينة مينابوليس بولاية مينيسوتا) بجائزة بوليتزر للرواية عن روايتها «الحارس الليلي»

التي تتعقب قبائل السكان الأصليين الأميركان في الخمسينات ومقاومتهم الجمعية ضد الكولونيالية والتهجير. وقالت لجنة الحكام في إطرائها للرواية «أنها رواية ضخمة متعددة الأصوات... تتسم بالمهارة والخيال» وتروي قصة جد أردريك في ولاية نورث داكوتا. كتبت أردريك، وهي عضو في فريق “ترتل ماونتن” لهنود قبيلة التشيبيوا، 28 كتاباً تتراوح بين الرواية والشعر وأدب الأطفال. وفيما يلي عرض لروايتها وأقوالها كتبتهُ المؤلفة والمحررة فويب فارِس وهي أستاذة فخرية في الفنون المرئية والمسرحية في جامعة بردو بمدينة لافاييت بولاية أنديانا:

يشعر الكثير أن جائزة نوبل للآداب يجب أن تذهب إلى لويز أردريك. كانت الكاتبة غزيرة الإنتاج إذ تتخذ من مينيابوليس مقراً لها، وتنتمي في الأصل إلى الهنود الأصليين في فريق «ترتل ماونتين تشيبيوا»، وتنسج روايتها حول تاريخها القبلي والإقليمي في سلسلة تغطي 15 رواية مشهورة. إن شبكها المعقد لحياة شخصياتها على مدى عدة أجيال جعل البعض يقارنها مع ويليام فولكنر. في العامين الماضيين، فازت بجائزة NMAI للفنون لعام 2016 وجائزة مكتبة الكونغرس لعام 2015 للرواية الأمريكية، ومؤخراً بجائزة البوليتزر للرواية عام 2021. كما أنها تدعم الكتاب الآخرين من السكان الأصليين من خلال متجرها لبيع الكتب في مينيابوليس «بيرتش بارك بوكس».

تتناول كتب أردريك بشكل متكرر قضايا مهمة تتعلق بالعدالة الاجتماعية. لكنها تكتب بشكل شبه شاعري بطريقة لا تبدو وكأنها دعاية. تقول: «كان طرفا عائلتي، الألماني والهندي الأحمر، من رواة القصص الرائعين. الكتاب يحتاج إلى التشويق، والقضايا يجب أن تكون جزءاً من التشويق. أحاول جاهدة ألا أخوض في حديث صاخب لأن الناس لا يريدون قراءة ذلك. لذا فإن أي قضية بيئية أو غيرها هي جزء من السرد «.

تنسج روايات أردريك أحداثاً تاريخية مهمة مثل حركات المقاومة في النهر الأحمر والشمال الغربي بقيادة الزعيم لويس رييل، وتعديات المهاجرين الألمان والسويديين على أراضي السكان الأصليين، وقانون دوز والاغتصاب والقتل في المحميات.

في مجتمعات «نورث داكوتا أوجيبوي»، معظم الغرباء هم من الفرنسيين والألمان والسويديين. تشمل قصصها عن هؤلاء الأفراد الحب والزواج المختلط والأراضي المسروقة والقتل والتحيز العنصري والتحول الديني والتعايش المتوتر. تختلط الكلمات الفرنسية مع لغة الأوجيبوية. وحتى في مشاهد من السبعينيات والثمانينيات، فإن الناس من غير الهنود الأصليين هم من نسل هؤلاء الأوروبيين. وتضم عائلات الأوجيبوية لأردريك عدة أجيال.

على الرغم من أنها تقول إنها لا تكتب عن عائلتها في كتبها، إلا أن والدتها، التي كان لها تأثير حيوي مستمر عليها، حفزتها من أجل البحث عن أسلافها. ثمة مشروع مستقبلي لها يعتمد جزئياً على تجارب جدّها لأمها في مدرسة داخلية للهنود الأصليين. بسبب ارتباط المدارس بوزارة الحرب الفيدرالية، تم أرشفة سجلات كل طفل بشكل كبير. عثرتْ أردريك على ملفات جدّها في مكتبة الكونجرس وكانت مندهشة من التفاصيل المتعلقة بجميع جوانب حياته، مثل القوائم الدقيقة لتكاليف ملابسه. إن الخط الجميل الذي تعلّمه في المدارس الداخلية وضعته أردريك ضمن تصميم غلاف روايتها الأحدث «لاروز».

شخصياتها المُسنّة المتكررة ، مثل «ستار»، والسيدة «ويبد»، و «موشوم»، و «نانابوش» ، و الجدة «أغناتيا»، تطلق النكات البذيئة والمضحكة، وتضايق بعضها البعض وتمارس الحيل الجنسية، في محاولة لصدمة أطفالها البالغين وأحفادها وكهنتها. تقول: «على مر السنين، عرفتُ العديد من كبار السن الذين يتسمون بالمرح فيما يتعلق بموضوع الجنس. يبدو لي أن الأشخاص الذين يمارسون الفكاهة بسهولة يتقدمون في السن بشكل جيد «.

في وقت سابق من هذا العام، ذهبتْ أردريك في جولة حول الكتاب لدعم روايتها الأخيرة «لاروز». التقينا بها أثناء قيامها بقراءة ممتعة في مسرح فولجر شكسبير بمكتبة الكونغرس في واشنطن العاصمة. يركز الكتاب على صبي صغير، لا روز ، أعطاه والداه لعائلة أحد الجيران للتكفير عن حادث أرتكبه والده وتسبب بقتل ابن الجار أثناء صيد الغزلان. وبما أن والدتي الصبيّان أختان غير شقيقتين، فانتقل إلى الأسرة الأخرى، في حين أن الصدمة ما زالت لها سياق عائلي. كلتا العائلتين يستنزفهما الحزن والأفكار الانتحارية والخسارة والغضب، لكن في النهاية يحقق «لاروز» وعائلته نوعاً من الشفاء والصمود.

كان تبني الأقارب وحتى الغرباء يُمارس في الماضي من قبل العديد من الهنود الأمريكيين من أجل تعافي السكان بعد المرض والحرب وممارسات الإبادة الجماعية الأخرى. اعتمد هذا التبني المعاصر على الممارسات التقليدية التي احتضنتها عائلة «لاروز» ، «لاندروكس أيرون» ، من خلال كوخ التعرّق [خيمة يستعملها الهنود الحمر لممارسة الطقوس الدينية-م] والاحتفالات الأخرى. تمت مراجعة الرواية بشكل إيجابي من قبل نيويورك تايمز وواشنطن بوست مع التركيز على ظاهرة التبني.

بعد قراءتها ، ناقشت أردريك استخدام التبني لاستعادة التوازن. وأشارت إلى التبني غير الرسمي المتكرر لجدتها لأمها للأطفال الذين تعاني أسرهم من مشاكل. وقارنت التبني المرن لجدتها مع شخصية «نولا» التي لم ترغب في البداية في مشاركة «لاروز» مع عائلة والدتها. ناقشت أردريك الحدود المتغيرة بين عائلات السكان الأصليين التي تسمح للأقارب بالمشاركة في تربية الأطفال دون التعامل مع الخدمات الاجتماعية.

كثيرا ما تلقي روايات أردريك التاريخية الضوء على الظواهر الاجتماعية الحالية. وقد خصصت لذلك روايتها «التقرير الأخير عن المعجزات في «ليتل نو هورس». تقول: «هذا الكتاب هو المفضل لديّ من بين كتبي وموعظة إلى الأفاعي، واحدة من القطع المفضلة لديّ في الكتابة». في هذه الرواية، تبيّن أن الكاهن، الشخصية المتكررة الأب داميان ، امرأة. مع تقدمه في السن، يشعر الأب داميان بالقلق من اكتشاف هويته الحقيقية أثناء مرض قد يتطلب فحصاً طبياً شاملاً.

سألتها عما إذا كانت تعتقد أن هذه الرواية ستحظى باهتمام أكبر إذا تم نشرها الآن وليس قبل 15 عاماً. لاحظت أن هناك حركة تتعلق بالتحول الجنسي حين كتبتْ الرواية ولكن الآن تزايدت تلك الحركة بقوة أكبر. تقول: «لقد قرأتُ روايات لنساء عشن أدواراً ذكورية أكثر، وفي الواقع ، تستند شخصيتي «أولد تالو» في سلسلة «منزل بيرتشبارك» ، إلى بحث في يوميات التجار.

«كان للكنيسة الكاثوليكية آثار سلبية للغاية على جميع جوانب ثقافة الأوجيبوية وروحانيتها. في ثقافة الأوجيبوي التقليدية، كان هناك شعور بأن الشخص الذي نسميه الآن متحول جنسياً يمكنه العمل داخل الثقافة، والعيش بأدواره. أنا على علم بامرأة من الأوجيبوية كانت صائدة ومحاربة معروفة. كما أن هناك سجلاً حوالي عام 1850 لرجل يُدعى «الحلو» واسمه الهندي ويشكوب. عاش «الحلو» بشكل مختلف بين الجنسين ولكن لم يكن هناك قدر كبير من الجدل حوله. اعتُبر الأشخاص الذين يعيشون بشكل مختلف عن جنسهم أن لديهم روحانية أوسع ويرون الأشياء من وجهة نظر مختلفة. كتابي «المرأة الظبي» ، الذي تمت مراجعته، يتعامل مع هذا الموضوع وفيه شخصية ذات موهبة في منح الأسماء التقليدية «.

تم ربط روايتها الحالية «لا روز» بعملين سابقين يواجهان العنف في المحمية. تتناول روايتها عام طاعون الحمائم-2009 الإعدام دون محاكمة. وفيها شخصيات خيالية هربت من الإعدام دون محاكمة وشخصيات خيالية تم إعدامها وشخصية تاريخية، هولي تراك، وهو صبي يبلغ من العمر 13 عاماً تم إعدامه دون محاكمة في نورث داكوتا. تقول أردريك ، «إدراج الإعدام خارج نطاق القانون الذي حدث في نورث داكوتا كان مهماً بالنسبة لي لأن ذلك لم يكن فعلاً مروعاً مرتبطاً عادة بالسكان الأصليين. أردتُ أن أوضح مدى ضآلة ما يُعرف حقاً أو يُدرس عن السكان الأصليين. الموضوع معقد ولكني أشعر أن بلدنا سينمو ويتطور من خلال تضمين الحقيقة في قصتنا الوطنية».

تدور أحداث روايتها «البيت المدوّر» في الثمانينيات حول موضوع الاغتصاب والقتل في المحميات والقوانين التي تمنع السلطات القبلية من مقاضاة غير الهنود الأصليين الذين ارتكبوا جرائم فيدرالية مثل الاغتصاب والقتل. (فازت الرواية بجائزة الكتاب الوطني في عام 2012 ، عام نشرها). في الكلمة الختامية من طبعة جديدة من رواية «البيت المدور»، كتبت «أردريك» عن رعاية سناتور داكوتا الشمالية بايرون دورغان عام 2016 لتشريع النظام والقانون القبلي وقد وقع أوباما على التشريع ليصبح قانوناً.

تقول أردريك: «كان الرئيس أوباما شديد التجاوب مع الأمريكيين الأصليين والقضايا التي نواجهها. كان أوباما وراء تشريع «إعادة تفويض محاكم العنف ضد المرأة» الذي أعطى المحاكم القبلية سلطة تحقيق العدالة للنساء من الأمريكيات الأصليات ضحايا الجرائم الجنسية التي ارتكبها رجال من غير السكان الأصليين. كان قانون إعادة التفويض هذا ضخماً، وشيئاً عظيماً. قبل هذا التشريع، لم يكن للمحاكم القبلية اختصاص على غير الهنود المتهمين بالاغتصاب والقتل. أعيدت السلطة القضائية إلى محاكمنا القبلية».

بالإضافة إلى روايات الكبار ، تكتب أردريك كتب الأطفال، كما تكتب الشعر والنصوص غير الروائية. تعزو الكثير من قدرتها على الإبداع بنجاح لجميع الأعمار إلى تأثيرات والدتها وشقيقتها ليز، وهي كاتبة أيضاً. كلاهما تتبعان عائلتهما عودة إلى جزيرة مادلين.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

الأنواء الجوية: ارتفاع في درجات الحرارة الاسبوع الحالي

الكويت تنفي تدهور الحالة الصحية لسلمان الخالدي الذي تسلمته من العراق

ترامب: نريد 50% من ملكية تطبيق تيك توك

القوانين الجدلية على جدول أعمال البرلمان يوم غد الثلاثاء

هل أخطأ البرلمان بعدم حل نفسه مبكراً؟

ملحق معرض العراق للكتاب

الأكثر قراءة

هاتف الجنابي: لا أميل إلى النصوص الطلسمية والمنمقة المصطنعة الفارغة

كوجيتو مساءلة الطغاة

علم القصة: الذكاء السردي

موسيقى الاحد: 14 رسالة عن الموسيقى العربية

تصورات مغلوطة في علم السرد غير الطبيعي

مقالات ذات صلة

السماء ليست حدودًا: قصة هوارد هيوز وجان هارلو
عام

السماء ليست حدودًا: قصة هوارد هيوز وجان هارلو

علي بدرفي مدينة تتلألأ أنوارها كما لو أنها ترفض النوم، وفي زمن حيث كانت النجومية فيها تعني الخلود، ولدت واحدة من أغرب وأعنف قصص الحب التي عرفتها هوليوود. هناك، في المكاتب الفاخرة واستوديوهات السينما...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram