TOP

جريدة المدى > آراء وأفكار > نافـذة من موسـكو..خطوط موسكو الحمراء

نافـذة من موسـكو..خطوط موسكو الحمراء

نشر في: 19 ديسمبر, 2021: 11:02 م

 د. فالح الحمـراني

رمت روسيا كرة قضية تقاسم مسؤولية الأمن الدولي وصيانته وفق قواعد ومصالح متكافئة، في ساحة الغرب، الذي أثار مؤخرا حربا إعلامية شعواء عن « عدوانية» موسكو المزعومة، واكتسبت «الخطوط الحمراء» التي رسمتها موسكو، بشأن أمن روسيا، التي لا ينبغي لحلف شمال الأطلسي تجاوزها، صياغات دبلوماسية واضحة.

ونشرت وزارة الخارجية الروسية مسودة اتفاقيات مع الولايات المتحدة التي تتحكم بدول أوروبا وحلف شمال الأطلسي، بشأن الضمانات الأمنية. يتم ذلك لأول مرة. ففي السابق، لم يتم الكشف عن مسودات هذه الاتفاقيات علنا. من الواضح أن موسكو تريد أن تظهر للجميع أنها تلعب «علانية» ولا تنوي إخفاء أي شيء.

وتدلل المسودة على أن، أكثر ما يقلق روسيا فيما يتعلق بتهديدات الناتوهو أولاً، احتمال نشر صواريخ متوسطة وقصيرة المدى في أوروبا. في هذه الحالة، يتم تقليص زمن تحليق الصواريخ الأمريكية على أهداف في الأراضي الروسية إلى عدة دقائق. وهذا يمكن أن يقلص من قدرات روسيا على الرد.

وتدعو الى انه يتعين على روسيا وحلف شمال الأطلسي التعهد بالتزامات متبادلة “بعدم نشر صواريخ متوسطة وقصيرة المدى في المناطق التي يمكن أن تضرب منها أراضي كل منهما».

ومن بين مبادرات السلام الأخرى، التي يُقترح إعطاؤها شكلاً ملزما قانونا - والتوصل إلى اتفاق لحل جميع النزاعات سلميا والامتناع عن استخدام القوة. بالإضافة إلى ذلك، يمكن لروسيا والولايات المتحدة الاتفاق على عدم استخدام أراضي الدول الأخرى للإعداد أو تنفيذ هجوم على بعضهما البعض. وينطبق الشيء نفسه على الالتزام بعدم إجراء تدريبات عسكرية مع وضع سيناريوهات لاستخدام الأسلحة النووية.

تستخدم الولايات المتحدة، على سبيل المثال، الآن بنشاط أراضي بولندا أو دول البلطيق أو أوكرانيا لممارسة ضربات نووية ضد روسيا. من الناحية النظرية، يمكن لروسيا أيضاً أن تفعل ذلك من خلال إبرام اتفاقيات مناسبة مع كوبا أو فنزويلا أو نيكاراغوا.

والاقتراح الروسي الآخر هو أنه يجب على روسيا وحلف شمال الأطلسي الالتزام بعدم تهيئة الظروف التي يمكن اعتبارها تشكل تهديد على الآخر. على سبيل المثال، لا تحجب الاتصالات البحرية أو الموانئ أو المجال الجوي. وهناك عدة مقترحات أخرى يمكن أن تساعد قضية السلام والأمن بموافقة الغرب. على سبيل المثال، عدم إعداد القوات المسلحة للدول غير النووية لاستخدام الأسلحة النووية. عدم نشر أسلحة نووية في الخارج ؛ العودة المنتشرة بالفعل، وكذلك القضاء على البنية التحتية لنشر الأسلحة النووية خارج أراضيها.بعد كل شيء، يتم تخزين القنابل النووية التكتيكية للولايات المتحدة اليوم في ترسانات على أراضي ألمانيا. ولم يستبعد الأمين العام للناتو إمكانية نقلهم إلى الشرق. تحتفظ روسيا بجميع الأسلحة النووية على أراضيها فقط.

كما تدعو روسيا الإتحادية منظمة حلف شمال الأطلسي (الناتو) إلى تأكيد عدم اعتبار كل منهما للآخر أعداء والتخلي عن الأنشطة العسكرية في أوكرانيا وأوروبا الشرقية وما وراء القوقاز وآسيا الوسطى، وعدم القيام بمناورات بأكثر من لواء في المنطقة الحدودية المتفق عليها. والآن يبقى انتظار رد من واشنطن على مقترحات روسيا. وقال نائب وزير الخارجية الروسية سيرغي ريابيكوف في مؤتمر صحفي الجمعة “ لحد الأن لم تظهر الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي استعدادهما لبدء مفاوضات مع روسيا بشأن الضمانات الأمنية. وأضاف: “حتى الآن، ليس لدينا أي سبب للقول إنهما [الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي] مستعدان لبدء مفاوضات بشأن الضمانات الأمنية. وهذا ما يوحي أن موسكو تتوقع ان الإجابة على مقتراحاتها ستكون وانها تحتفظ بالحق في اتخاذ أي إجراءات لضمان أمنها. وقال نائب وزير الخارجية الروسي سيرجي ريابكوف في وقت سابق إن روسيا لا تستبعد تكرار “أزمة الكاريبي “ و” قد يصل الأمر إلى مثل تلك المواجهة الخطرة، التي حدثت في بداية ستينات القرن الماضي. إذا لم يفهم الرفاق!، كما يقولون، من الجانب الآخر، واستمر كل شيء كما هو، فقد نستيقظ، وفقًا لمنطق تطور الأحداث، و نرى أنفسنا في شيء مشابه. وسيكون فاشلا ذريعاً للدبلوماسية، لكن لا يزال هناك وقت لمحاولة التوصل إلى اتفاق على أساس سليم “. وبحسب نائب الوزير، فقد تفاقم الوضع بسبب انتهاك الالتزام بمنع النشاط العسكري بالقرب من الحدود الروسية، والذي يتم الآن رصده أكثر فأكثر. “نحن نقدم بديلاً معقولاً لما يحدث، ويمكن إضفاء الطابع الرسمي على الضمانات القانونية بطرق مختلفة، ولكن يجب أن تكون هذه ضمانات وضمانات من النوع التعاقدي، فهذه ليست وعودًا ولا كلمات، لقد مررنا بكل هذا مرات عديدة.

وتبدي موسكو قلقها من أن تعمل دول الناتو على تكثيف إمدادات الأسلحة لأوكرانيا وتدريب عناصر قواتها المسلحة. وتقوم بذلك ليس من أجل الحفاظ على الاستقرار والأمن، ولكن من أجل “ صب الزيت في النار” وإعطاء نطاق أكبر للحرب الأهلية المستمرة في البلاد منذ عام 2014، وأفادت بأن الولايات المتحدة قدمت لأوكرانيا مساعدات عسكرية بقيمة 2.5 مليار دولار، بما في ذلك أكثر من 400 مليون دولار هذا العام، وقامت واشنطن في الآونة الأخيرة بتسليم 30 نظاماً صاروخياً مضادًا للدبابات من نوع Javelin التي من الواضح أنها لا تهدف إلى إيجاد حل سلمي للوضع في جنوب شرق أوكرانيا، وكذلك 180 صاروخًا لهم مقابل 60 مليون دولار، كما ستزود كييف بالأسلحة والمعدات العسكرية في عام 2022 بكلفة 300 مليون دولار، ويتم تجهيز الدفعة الأولى - مقابل 20 مليون دولار لإرسالها في يناير/ كانون الثاني. تشمل على معدات اتصالات ومراقبة بالفيديو، ومركبات خاصة، وطائرات بدون طيار، وما إلى ذلك. وهذا بالتأكيد لن يحل المشاكل الإنسانية لسكان دونباس، ولن يساهم في الحل السلمي للنزاع المسلح، ولن يهيئ الظروف لتطبيق اتفاقيات مينسك.ووفقا للمعطيات الروسية يواصل المستشارون الغربيون تدريب الجيش الأوكراني، ويتمركز حوالي 10 آلاف جندي من دول الناتو - 4 آلاف من الولايات المتحدة و 6 آلاف آخرين من دول الحلف الأخرى، ولذلك دعت روسيا الناتو إلى التعهد باستبعاد المزيد من التوسع والانضمام إلى تحالف أوكرانيا.

وفي اول رد على المقترحات الروسية ذكر الأمين العام لحلف الناتو ينس ستولتنبرغ يوم الجمعة الشروط للعمل مع روسيا بشأن مقترحاتها الأمنية الجديدة. وبحسب قوله، فإن “أي حوار مع روسيا يجب أن يأخذ في الحسبان أيضا مخاوف الناتو بشأن أفعال روسيا، وأن يستند إلى مبادئ ووثائق أساسية في مجال الأمن الأوروبي ويتم بالتشاور مع شركاء الناتو الأوروبيين مثل أوكرانيا”. وشدد ستولتنبرغ على أن الدول الثلاثين الأعضاء في الناتو أوضحت أنها مستعدة للعمل على بناء الثقة “إذا اتخذت روسيا خطوات ملموسة لتقليل التوترات”. كما شدد الناتو على أنه لا ينبغي لروسيا أن تتدخل في علاقات المنظمة مع أوكرانيا. نحن ملتزمون بحق جميع الدول في تقرير مستقبلها وسياستها الخارجية دون تدخل خارجي. وقال الحلف في بيان إن العلاقات بين الناتو وأوكرانيا تتعلق حصريا بأوكرانيا نفسها و 30 دولة من دول الحلف. وقالت واشنطن ان أمريكا يمكن ان تدخل في مفاوضات مع موسكو ولكن فقط بمشاركة الدول الأوربية. ومازالت الكرة في ساحة الغرب.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

كيف يمكننا الاستفادة من تجارب الشعوب في مجال التعليم؟

العمودالثامن: اغلقوا النوافذ

العمودالثامن: الكاتب الحقيقي

العمودالثامن: مطاردة الرأي الآخر!!

العمودالثامن: جمهورية قص اللسان

العمودالثامن: طائفي موسوعي

 علي حسين كان الشاعر الزهاوي على جانب كبير من الظرف والفكاهة، وينقل لنا المؤرخ الراحل خيري العمري أن الملك فيصل الأول طلب من الزهاوي أن يكون على رأس الوفد الذي يستقبل شاعر الهند...
علي حسين

قناديل: يانصيب لنوبل الأدب

 لطفية الدليمي ربّما كان من مصادفات الحظ غير الطيب أن أنغمس في قراءة رواية (الأخوة كارامازوف) لديستويفسكي في الشهر الماضي وبداية الشهر التشريني الذي يشهد إعلان جوائز نوبل السنوية. عندما حاولتُ قراءة رواية...
لطفية الدليمي

قناطر: السحر المستودعُ في (العربي)

طالب عبد العزيز في (المكتبة العلمية) وهي واحدة من أقدم المكتبات في البصرة، والتي يديرها الصديق د. حسين، جلست منتظراً أحد الأصدقاء الكُتبيين، ومن رفٍّ قريب في الواجهة فوجئت بأكثر من عدد لمجلة (العربي)...
طالب عبد العزيز

الشرق الأوسط صراع بين القديم والجديد

إياد العنبر يخبرنا تاريخ الشرق الأوسط، أن هذه المنطقة عصية على التغيير في بنية علاقات دولها الإقليمية عن طريق مشاريع التنمية والشراكات الاقتصادية الاستراتيجية. فهي تصر على أن لا يكون هناك أي تغيير في...
اياد العنبر
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram