خاص/ كركوك
ظاهرة التسول، لا حلول لها رغم مساعي الجهات المعنية لان تقوم بمساعدة البعض منهم من خلال التأهيل وزجهم في اعمال يكسبون من خلالها لقمة العيش، ومن ينتشرون في الشوارع متسولون من جنسيات متعددة بعضها عربي والاخر اجنبي، ومحافظة كركوك ليست ببعيدة عن ما يحدث في العراق عموما.
مساعد قائد شرطة كركوك اللواء علي مطشر قال لـ(المدى)، إن "شرطة كركوك تقوم بحملات متكررة بين الفترة والاخرى على جيوش المتسولين ونحن لدينا تعليمات بمنع التسول، وتمكنا خلال العام الحالي من اعتقال اكثر من 150 متسولا غالبيتهم نساء واطفال ونقوم بأخذ تعهدات خطية منهم بعدم التسول في الشوارع".
وأضاف مطشر، أن "هذه الظاهرة مرفوضة وهي غير حضارية ونعمل على القضاء عليها من خلال عدة جوانب ونحتاج دعم المنظمات الانسانية في هذا الملف".
بدوره قال مسؤول منظمة حقوق الانسان الحكومية فرع كركوك سجاد جمعة في حديث لـ(المدى)، إن "ظاهرة التسول تعتبر ظاهرة ليست بالجديدة وهي ظاهرة موجودة تقريبا في غالبية المحافظات ولكن يجب معاجلة هذه الظاهرة التي تستغل النساء والاطفال في التسول".
واكد جمعة، أن "كركوك تحتاج الى دار ايواء لتأهيل المتسولين اطفالا ونساء ومن لا يقبل التأهيل، يجب ان يخضع لقوانين تمنعه من الاستجداء في الشوارع".
من جهته قال الناطق الرسمي باسم وزارة التخطيط عبد الزهرة الهنداوي لـ (المدى)، إن "ثلاثة اسباب تقف في السنوات الاخيرة وراء رفع مستويات الفقر في العراق هي تداعيات النزوح بسبب احداث التهجير التي تعرضت لها مدن عراقية بسبب تنظيم داعش الارهابي في عام 2014 والتي تراجعت في عام 2019 بعد عودة الكثير منهم ومع اعلان وزارة الهجرة والمهجرين غلق جميع مخيمات النزوح في عموم المحافظات عدا اقليم كردستان".
ولفت الهنداوي إلى أن "العام الماضي كانت مستويات الفقر في العراق بين 22 الى 23 بالمائة وهذه المستويات كانت اقل في اعوام 2015 الى عام 2016 حيث كانت بحدود 20 بالمائة ولكن الازمة الاقتصادية الاخيرة وتداعيات فايروس كورونا تسبب عنهما ارتفاع نسبة الفقر بحدود 23 بالمائة في العام الماضي".
وتابع الهنداوي، أنه في "العام الحالي نعمل على اعداد قاعدة بيانات جديدة للإعلان عنها في الايام المقبلة حيث ستشمل مستويات الفقر بشكل عام عن المحافظات العراقية وسنعلن عنها عبر وسائل الاعلام".
من جهته قال الناشط المدني في كركوك محمود العزاوي لـ(المدى)، إن "ظاهرة التسول ظاهرة منتشرة في كركوك وغالبية من يقومون بالتسول هم ليسوا من سكنة كركوك بل من خارجها ويجب معالجة الموضوع بصورة كاملة من خلال منع التسول لأي سبب كان".
واشار الى أن "قوات شرطة كركوك نفذت عملية ملاحقة وتمكنت من القبض على عدد منهم ولكن لا يوجد قانون رادع يمنع هذه الظاهرة التي تعتبر من المظاهر المرفوضة، وهناك متسولون يحملون الجنسية السورية وعدد قليل من دول شرقي آسيا مثل البنغاليين ودول اخرى حيث يعمل هؤلاء العمال الاجانب مع شركات التنظيف وبعد انتهاء عملهم يتجولون في الشوارع للاستجداء".
واوضح الناشط، ان "اعداد المتسولين وفق إحصاءات غير رسمية تقدر بحدود ٩٠٠ متسول ونحتاج قوانين تساهم في ايجاد دار للتأهيل لهكذا حالات".
وأكد أن "المتسولين في كركوك يقسمون لقسمين الاول، وهم غالبية، يأتون من محافظات اخرى وسوريين، والفئة الثانية من فقراء المحافظة وهم يدفعون أطفالهم ونساءهم للتسول".