علاء المفرجي
طيران فوق عش الوقواق الرواية الصادرة عن المدى التي كتبها كين كيسي والواقعة أحداثها في مستشفى أوريغون للأمراض النفسية.
تزودنا حبكة الرواية بدراسة للسلوك المؤسساتي، والعقل البشري، ونقد الطب النفسي،وتحية المبادئ الفردية. تحولت الرواية إلى عرض مسرحي على برودواي من قبل دايل واسيرمان عام 1963. وتعد الرواية من قبل الكثيرين إحدى أعظم الروايات على الإطلاق.
يروي "الزعيم» برومدين الكتاب، وهو مريض من الأمريكيين الأصليين في المستشفى، مطيع للأوامر على الرغم من ضخامته. يتظاهر بأنه أصم وأبكم. تركز حكاية برومدين على النزعة الثورية لراندل باتريك ماكمرفي، المزيف إصابته بالجنون ليخدم عقوبته في مستشفى الأمراض النفسية عوضًا عن السجن. تحكم الممرضة المسؤولة راتشيد الجناح بسلطة كاملة ورقابة طبية قليلة، ويساعدها على ذلك ثلاثة ممرضين مسؤولين عن النوبة الصباحية، وأطباء وممرضات مساعدات.
يغضب مورفي الممرضة راتشيد باستمرار، ويخرب روتين الجناح. ما يقود إلى صراع للحصول على السيطرة بين المرضى والممرضة. يدير ماكمرفي طاولة للعب الورق، ويصبح قائدًا لفريق كرة السلة، ويعلق على مظهر الممرضة راتشيد، ويحث بقية السجناء على إجراء تصويت لمشاهدة بطولة العالم في البيسبول على التلفاز، وينظم رحلة صيد سمك، في حين "تشرف» بائعات هوى على المرضى. بعد ادعائه وفشله اللاحق بقدرته على رفع لوحة تحكم ثقيلة في غرفة العلاج الفيزيائي الملغية المعروفة "بغرفة الحوض»، يحفز جوابه "ولكني حاولت على الأقل» بقية النزلاء على مواجهة أوامر الممرضة راتشيد عوضًا عن سماحهم لها بالسيطرة على جميع جوانب حياتهم. ينفتح الزعيم، ويتكلم مع مورفي بصدق، ويكشف في إحدى الليالي قدرته على السمع والتحدث. يؤدي اضطراب عنيف بعد رحلة الصيد إلى معاقبة ماكمرفي والزعيم بجلسات معالجة بالاختلاج الكهربائي. ولكن لا تعالج هذه العقوبة سلوك ماكمرفي الهائج.
في إحدى الليالي، يدخل ماكمرفي بائعتي هوى وكحول إلى الجناح بعد رشوة الحارس الليلي، ويقتحم الصيدلية للحصول على شراب كودين للسعال وبعض الأدوية النفسية الأخرى. بعد ملاحظة ماكميرفي إعجاب الفتى المتلعثم الخجول قليل الخبرة مع النساء بيلي بيبيت في أثناء رحلة الصيد ببائعة هوى تدعى كاندي. يكون السبب الرئيسي وراء إحضارهم هو ليفقد بيلي عذريته، وأيضًا (ولكن على نحو أقل)، ليستمتع ماكمرفي والنزلاء الآخرون بإقامة حفلة غير مسموحة. على الرغم من موافقة ماكمرفي على خطة لهروبه قبل بدء النوبة الصباحية، ولكنه ينام مع بقية المرضى عوضًا عن ذلك، دون تنظيف الفوضى المتسببة من سلوكهم. ليجدهم طاقم النوبة الصباحية ويروا الجناح في فوضى عارمة. تعثر الممرضة راتشيد على بيلي عارٍ جزئيًا محتضنا بائعة هوى، فتحذره. يدافع بيلي للمرة الأولى عن نفسه عندما يرد على الممرضة راتشيد دون أن يتلعثم. تهدد الممرضة راتشيد بيلي بهدوء بأنها ستتصل بوالدته لتخبرها بما حصل. يعاني بيلي من انهيار عاطفي يرجعه مباشرة إلى طبعه الطفولي القديم. وعند تركه وحده في مكتب الطبيب، يقتل نفسه عن طريق قطع حنجرته. تلوم الممرضة راتشيد ماكمرفي على موت بيلي، وهو الثائر غضبًا على ما فعلته ببيلي، فيهاجمها من طريق تمزيق قميصها ومحاولة خنقها حتى الموت. يُقيد ماكمرفي، ويؤخذ إلى جناح المضطربين عقليًا.
وإضافة الى المسرح عالجت السينما هذه الرواية في فيلم درامي أمريكي أنتج في العام 1975، من إخراج ميلوش فورمان، وكان الفيلم من بطولة جاك نيكلسون، لويز فليتشر وويل سامبسون. يُعتبر الفلم هو الثاني من نوعه الذي يحوز على جوائز الأكاديمية الخمس (أفضل فيلم ،أفضل ممثل، أفضل ممثلة، أفضل إخراج، أفضل سيناريو) يسبقه فيلم حدث ذات ليلة ويليه فلم صمت الحملان.
أخُتير الفلم ليكون أحد أفضل الأفلام الـ100 في التاريخ الأمريكي من قِبَل معهد الفيلم الأمريكي. وقد صُور الفيلم في مشفى Oregon State Hospital في مدينة سايلم في ولاية أوريغون الأمريكية.
واختارتها مجلة تايم، ضمن لائحتها "أفضل 100 رواية إنكليزية بين عام 1923 و2005». وأدرجت الرواية عام 2003 في استطلاع القراءة الكبرى لبي بي سي بوصفها إحدى أكثر الروايات المحبوبة في بريطانيا.