TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > العمود الثامن: بلاد استبدلت سنان الشبيبي بهيثم الجبوري!!

العمود الثامن: بلاد استبدلت سنان الشبيبي بهيثم الجبوري!!

نشر في: 11 يناير, 2022: 12:02 ص

 علي حسين

قبل أيام نشرت مواقع التواصل الاجتماعي خبر رحيل الخبير الاقتصادي العراقي سنان الشبيبي، ومع الخبر كانت هناك تعليقات مؤثرة تمنى أصحابها لو أن هذه البلاد، ويعنون بها بلاد الرافدين، منحت سنان الشبيبي الفرصة لان يقدم خدماته للعراقيين.

قبل عشر سنوات بالتمام والكمال أطلقت مدفعية ائتلاف دولة القانون قذائفها الثقيلة ضد الدكتورسنان الشبيبي محافظ البنك المركزي آنذاك من كل الاتجاهات تحت شعار: "لا نريد خبيرا اقتصاديا يتولى شؤوننا"، وبني القناصون والرماة خطتهم في القصف على أساس أن الشبيبي ينتمي إلى طائفة من التكنوقراط لا تنسجم مع مقتضيات الواقع الجديد، الذي يريد له البعض أن يستند على قيم المحاصصة الطائفية والمحسوبية وعلى " توكنوقراط " من عينة عالية نصيف ، بل ذهب خبراء دولة القانون إلى اتهام الرجل بأنه مسؤول عن تهريب أموال العراق إلى المنظمات الإرهابية، مثلما أخبرنا النائب "آنذاك" هيثم الجبوري، والذي تم تكليفه برئاسة اللجنة الاقتصادية في البرلمان، وكان نتيجتها أن أعلن العراق إفلاسه، بعد أن تمت لفلفة مئات المليارات "الدولارية" في مشاريع وهمية، في ذلك الوقت أصر هيثم الجبوري على أن يقدم الشبيبي استقالته وفي الوقت نفسه استطاع الجبوري وبكل كفاءة أن يحقق للسادة النواب انجازات عظيمة، منها قانون تقاعد أعضاء البرلمان، وسلفة المئة راتب لكل برلماني ومشروع السيارات المصفحة ، وأعتقد أن من يحقق مثل هذه الإنجازات العظيمة يحق له أن يقدم الشبيبي إلى أقرب مقصلة.. في ذلك الوقت كتبت مقالا اسأل فيه ، أُّيهما أخطر على العراق، عالِم جليل بحجم سنان الشبيبي الذي كان يسعى إلى تشغيل آليات بناء مؤسسات الدولة على أسس علمية؟ أم حيتان الفساد الذين انتشروا مثل السرطان في جسد البلاد؟. لم يثبت حتى لحظة وفاته أن الشبيبي شكل تهديدا للأمن الوطني حتى يقرر أشاوس الفساد شن حملة افتراءات ضده، لكن المؤكد بالصورة والصوت، أن الفاسدين الذين تستر عليهم بعض المسؤولين أهلكوا البلد وشكلوا ويشكلون أخطر تهديد ضد أمن الوطن والمواطنين، لا يقل خطورة عن تهديد الجماعات الإرهابية، حيث وصل الحال بنا إلى أن نصبح في طليعة البلاد الأكثر فساداً ونهباً للمال العام، إلى الحد الذي يعجز معه المرء عن تقديم بيان حقيقي وواقعي بحجم الأموال التي نهبت من خزينة الدولة.

رحل سنان الشبيبي وهو أكثر عراقية ووطنية من جميع القناصة الذين كانوا ينتشرون على أسطح بنايات الحكومة والبرلمان. عاش حياته عالي الضمير.. وستذكر له الأجيال القادمة انه ظل في أصعب الأوقات رجلا بلا صفقات ولا مؤامرات، ثابت الموقف .

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

جميع التعليقات 1

  1. Khalidmuften

    رحم الله سنان الشبيببي والخزي والعار للصوص وسراق المال العام والجهلة في الاقتصاد .

ملحق معرض العراق الدولي للكتاب

الأكثر قراءة

العمود الثامن: سياسيو الغرف المغلقة

العمود الثامن: ماذا يريدون؟

السردية النيوليبرالية للحكم في العراق

العمود الثامن: عاد نجم الجبوري .. استبعد نجم الجبوري !!

العراق إلى أين ؟؟

العمود الثامن: من كاكا عصمت إلى كاكا برهم

 علي حسين كان العراقي عصمت كتاني وهو يقف وسط قاعة الجمعية العامة للأمم المتحدة، يشعرك بأنك ترى شيئا من تاريخ وخصائص العراق.. كان رجل الآفاق في الدبلوماسية وفي السياسة، حارساً لمصالح البلاد، وحين...
علي حسين

قناطر: بغداد؛ اشراقةُ كلِّ دجلةٍ وشمس

طالب عبد العزيز ما الذي نريده في بغداد؟ وما الذي نكرهه فيها؟ نحن القادمين اليها من الجنوب، لا نشبه أهلها إنما نشبه العرب المغرمين بها، لأنَّ بغداد لا تُكره، إذْ كلُّ ما فيها جميل...
طالب عبد العزيز

صوت العراق الخافت… أزمة دبلوماسية أم أزمة دولة؟

حسن الجنابي حصل انحسار وضعف في مؤسسات الدولة العراقية منذ التسعينات. وانكمشت مكانة العراق الدولية وتراجعت قدراته الاقتصادية والسياسية والعسكرية، وانتهى الأمر بالاحتلال العسكري. اندفعت دول الإقليم لملء الفراغ في كواليس السياسة الدولية في...
حسن الجنابي

إدارة الاقتصاد العراقي: الحاجة الملحة لحكومة اقتصادية متخصصة

د. سهام يوسف بعد مصادقة المحكمة الأتحادية على نتائج الانتخابات الأخيرة، يقف العراق على أعتاب تشكيل حكومة جديدة. هذه الحكومة ستكون اختبارًا حقيقيًا لإصلاح الاقتصاد العراقي المتعثر، حيث تتوقف عليه قدرة البلاد على مواجهة...
سهام يوسف علي
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram