اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > مصارحة حرة : تكريم على الرَّصيف!

مصارحة حرة : تكريم على الرَّصيف!

نشر في: 15 يناير, 2022: 11:38 م

 إياد الصالحي

وصلتني رسالة من أحّد رواد كرة القدم ممّن اختار العيش في إحدى مُدن أوروبا، ليقضي بقيّة حياته، على أن لا يرى تلك المشاهد المسيئة في مجتمع الرياضة العراقية بمنظّماتها وروّادها كالتي عرّج عليها في رسالته بعد اطلاعه على منشور في موقع التواصل الاجتماعي (فيسبوك) يتعلّق بتكريم بطل سابق من رموز لعبة فردية ممّن يستحق التقدير والاحتفاء به من قبل الدولة وليس من بعض التجمّعات التي لا تمتلك منهجاً وثقافة للقيام بمبادرات من هذا النوع وسط غياب رقابة مؤسّسات الرياضة الرسمية عنها!

يقول الرائد الرياضي الذي طلب عدم ذكر اسمه بعد أن أخبرته عن رغبتي في الكشف عن مضمون رسالته والتعليق عليها "كلّما وجدتُ مثل هذا المنشور أشعر بالخجل ممّا وصل اليه حال الرياضة..! هل يُعقل أن منظمة تُعنى بالإعلام مثلما يتّضح من عنوانها في حين أن اسمها يدلل على اسم آلة موسيقية يفترض أنها تهتم بالشؤون الفنية لا الرياضية، والغريب أنها تقوم بتكريم رياضيين وليسوا فنانين أو إعلاميين كما هي طبيعة تخصّصها"؟ ويضيف "المؤلِم أن تكريمها جرى في حديقة عامة مثل منظّمات أخرى تُكرِّم في المقاهي والفنادق والمطاعم وحتى على أرصفة الشوارع وسط المحلاّت الشعبيّة! هذا إِسفاف وإهانة لكرامة المُكرّم قبل إهانة المنظّمة لنفسها وللإنجاز إن كان صاحبه يستحقّه"!

ويواصل الرائد الرياضي في رسالته "العراق هو البلد الوحيد في العالم أشاع هذه البدعة الغريبة ولنشاط من نوع واحد! لذا كان مشروعي النقابي هو الحلّ، ولكن في ظلّ شبهات فساد العمليّة السياسيّة وعدم وجود مؤسّسات وسُلطة رادعة، من الصعب طرح الحلول المُمكنة لتكريم المستحقين" وقال "إلتجأتُ إليك خوفاً من إني كرياضي معروف عن رفضي التكريم كما فعلتُ سابقاً، وربّما أتعرّض إلى هجوم المُنتفعين في حالة تناول الموضوع، لكنك كإعلامي إصلاحي وجريء وجدتُ من المناسب أن أطرحه أمامك، ولا تنسى ضرورة تقصّي الإعلام عن حقيقة عدد من المنظّمات الرياضية الشاذّة في هذا المجال، مقارنة بالثقافة والفنون والصحافة وغيرها! المؤكّد أن إجازة أي منظمة لا تبيح لها تقديم شهادات لا قيمة لها لمن هبَّ ودبّ، بل يكون دورها عاملاً مساعداً في تطوير البلد والمجتمع سياسيّاً وثقافيّاً واجتماعيّاً من خلال ممارسات وبحوث ونشاطات بطرق وأساليب نوعيّة ومحترمة".

أنتهت رسالة الرائد الرياضي، ولم تنتهِ أسئلتنا عن شعور البطل وقد تجاوز العقد السابع وهو يتسلّم شهادة تكريمه على رصيف شارع عام، إلا إذا كانت الغاية دعائيّة للمنظّمة من أجل اشهارها بين الرياضيين المعروفين، وفي هذه الحالة توجد قاعات لائقة للغرض ذاته! ثم ما سرّ تنامي تأسيس منظّمات رعاية الروّاد والرياضيين والإعلاميين والجميع يعلم أن ثلاثة أرباع هذه المنظّمات لا تمتلك رعاية مالية ولا معنوية لأعمالها التي غالباً ما تُنجز عبر مناشدات لاشخاص ميسورين أو إحراج شركات ومكاتب تجاريّة تُسهم في تغطية تكاليف نشاط ما تعاطفاً مع ظروف المُنتمين للمنظّمة أو الرابطة، وليس تكريماً للمُحتفى بهم، وهذا لا يليق بتاريخ مؤسّسي التجمّع الرياضي!

نقترح أن ترعى اللجنة الأولمبية الوطنية عبر اتحاداتها تأسيس "لجنة الروّاد" حيث تعنى كل لعبة بلجنتها مثل (لجنة رواد كرة القدم) و(لجنة رواد المصارعة) وهكذا تستقطب جميع المشمولين بها ممّن تجاوزت أعمارهم الخمسين عاماً حسب قانونهم رقم 6 لسنة 2013، وتوضع شروط لمجلس إدارة الرابطة مع صندوق دعم الحالات الطارئة والتكريم في مناسبة تأسيس الاتحاد، وتؤمّن موارد كل لجنة بنسبة محدّدة من أنشطة اللعبة، بالشكل الذي يحفظ كرامة الرائد من الإهانة على يد من لا يُقدّر قيمته وماضيه ومنجزاته، وبذلك نقطع الطريق أمام أي تنظيم خارج تلك اللجان وننأى عن الروّاد من تكتّلات بعض المُلتقيات وأجندات تخريب الرياضة بعلمهم أو دونه!

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

العراق الثاني عربياً باستيراد الشاي الهندي

ريال مدريد يجدد عقد مودريتش بعد تخفيض راتبه

العثور على جرة أثرية يعود تاريخها لعصور قديمة في السليمانية

"وسط إهمال حكومي".. الأنبار تفتقر إلى المسارح الفنية

تحذيرات من ممارسة شائعة تضر بالاطفال

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

العمودالثامن: العميل "كوديا"

العمودالثامن: عقدة عبد الكريم قاسم

العمودالثامن: فولتير بنكهة عراقية

وجهة نظر عراقية في الانتخابات الفرنسية

عاشوراء يتحوّل إلى نقمة للأوليغارشية الحاكمة

العمودالثامن: فولتير بنكهة عراقية

 علي حسين ما زلت أتذكر المرة الأولى التي سمعت فيها اسم فولتير.. ففي المتوسطة كان أستاذ لنا يهوى الفلسفة، يخصص جزءاً من درس اللغة العربية للحديث عن هوايته هذه ، وأتذكر أن أستاذي...
علي حسين

من دفتر الذكريات

زهير الجزائري (1-2)عطلة نهاية العام نقضيها عادة في بيت خوالي في بغداد. عام ١٩٥٨ كنا نسكن ملحقاً في معمل خياطة قمصان (أيرمن) في منتصف شارع النواب في الكاظمية. أسرّتنا فرشت في الحديقة في حر...
زهير الجزائري

دائماً محنة البطل

ياسين طه حافظ هذه سطور ملأى بأكثر مما تظهره.قلت اعيدها لنقرأها جميعاً مرة ثانية وربما ثالثة او اكثر. السطور لنيتشه وفي عمله الفخم "هكذا تكلم زارادشت" او هكذا تكلم زارا.لسنا معنيين الان بصفة نيتشه...
ياسين طه حافظ

آفاق علاقات إيران مع دول الجوار في عهد الرئيس الجديد مسعود پزشكیان

د. فالح الحمراني يدور نقاش حيوي في إيران، حول أولويات السياسة الخارجية للرئيس المنتخب مسعود بيزشكيان، الذي ألحق في الجولة الثانية من الانتخابات هزيمة "غير متوقعة"، بحسب بوابة "الدبلوماسية الإيرانية" على الإنترنت. والواقع أنه...
د. فالح الحمراني
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram