TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > العمود الثامن: هل سيسدد ساستنا فاتورة ما يحدث ؟

العمود الثامن: هل سيسدد ساستنا فاتورة ما يحدث ؟

نشر في: 25 يناير, 2022: 12:17 ص

 علي حسين

مثل ملايين العراقيين أتابع يومياً خطب السياسيين ومعهم المسؤولين وأضف إليهم السادة النواب ومؤتمراتهم الصحفية التي ازدادت وتيرتها في الآونة الأخيرة، وهي مؤتمرات يسعى القائمون عليها إلى استخدام كل الأسلحة المحرمة في مواجهة الآخرين.

ولنعد إلى جردة حساب مع ساستنا، فهذا هو الأهم هنا.. والتي ستأتي على شكل سؤال يشغل بال العراقيين جميعاً وهم يسمعون كل يوم حديثاً عن الديمقراطية والعدالة الاجتماعية، والنظام السياسي الجديد. طبعاً إن أحداً منا لا يملك حق مناقضة السياسي او المسؤول والنيل من إرادة بناء بلد ديمقراطي يعيش فيه الجميع متساوين في الحقوق والواجبات، ولاسيما أن الدلائل هي ما نسمعه كل يوم من أناشيد تتغنى بالمصالحة والدعوة للحوار، لا تعدو كونها مسرحية كوميدية تتحول في بعض المناسبات إلى تراجيديا تدمع لها كل العيون، فنحن نعرف أن ما يقوله بعض الساسة في الغرف المغلقة يختلف كثيراً عما يقولونه في الهواء الطلق من كلمات معسولة للضحك على عقول البسطاء، يدرك ساستنا "الأفاضل" جيداً أن الناس كانت تأمل ببناء مجتمع يتسع للجميع، لكن الواقع يقول إن البلاد لم تعد تتسع إلا لأصحاب الصوت العالي، ولمن ينالون الحظوة عند قادة الكتل السياسية، وهذا ما جعل منطق الإقصاء أو الإلغاء يسري في الحياة السياسية التي لم تعد تحمل من السياسة سوى اسمها فقط، حيث تحولت إالى وكالة تجارية تدار بمنطق الغنائم، وأن المعارك التي يخوضها الكثير من ساستنا ليست على بناء نظام سياسي حقيقي، وإنما على من يحصل على امتيازات الصفقة ومنافعها.

إن ترديد الشعارات والهتافات لايطمئن الآخرين، ذلك أن منطق المكيافيلية يتحكم في كل مواقف رئيس الوزراء، ناهيك عن العتمة التي تخيم على معظم المواقف والضبابية التي اجتاحت معظم خطواته في الحكم .

ساستنا الأعزاء، إن الحوار الحقيقي هو في إشاعة مفهوم المواطنة ومحاربة الفساد وفرض حكم القانون العادل على الجميع، وبغير ذلك فخطبكم وشعاراتكم لن تجلب لنا إلا الكوارث التي ستستمر حتى لو عقدتم مليون جلسة حوار مع رؤساء ووجهاء العشائر، فمن غير المعقول أن تمد الحكومة يدها لمصالحة سراق المال العام، ومثيري الفتن الطائفية، بينما هي تغل يدها أمام مكونات رئيسية من الشعب وتعاملهم كأنهم مواطنون من الدرجة الثانية.

وأنا أكتب هذه السطور، أود أن أذكّر القارئ العزيز بالأيام التي هبّت فيها رياح الإصلاح على جميع ساستنا وما تبعتها من خطابات وأهازيج انتهت إلى اتفاقات، توهم خلالها المواطن البسيط بأن الأمور قد حسمت لصالحه، وأن المحاصصة تحولت إلى أشياء من الماضي.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

العمودالثامن: في محبة فيروز

العمود الثامن: ليس حكماً .. بل مسرحية كوميدية

العمودالثامن: تسريبات حلال .. تسريبات حرام !!

الفساد ظاهرة طبيعية أم بسبب أزمة منظومة الحكم؟

العمودالثامن: الحرب على الكفاءة

العمودالثامن: الحرب على الكفاءة

 علي حسين منذ ان ظهرت الديمقراطية التوافقية في بلاد الرافدين ،والمواطنونالعراقيون يبحثون عن مسؤول مختلف يمنحونه ثقتهم، وهم مطمئنون ، رغم أنهم يدركون أنّ معظم السياسيين ومعهم المسؤولين يتعاملون مع المناصب على أنها...
علي حسين

قناطر: ليلُ العشَّار الطويل

طالب عبد العزيز يحلَّ الليلُ باكراً في أزقّة العشَّار، أزقته القصيرة والضيقة، التي تلتفُّ عليه من حدود شبه جزيرة الداكير الى ساحة أم البروم، يحدث ذلك منذ سنوات الحرب مع إيران، يوم كانت القذائفُ...
طالب عبد العزيز

محاسبة نتنياهو وغالانت أمام محكمة الجنايات الدولية اختبار لمصداقية المجتمع الدولي

د. أحمد عبد الرزاق شكارة يوم عظيم انتصاراللعدل عبارة تنم عن وصف واضح مركز ساقه الاستاذ المحامي الفلسطيني راجي صوراني عن طبيعة الدور الايجابي المؤثر للمحكمة الجنائية الدولية متمثلا بإصدار مذكرتي القاء القبض تخص...
د. أحمد عبد الرزاق شكارة

الاندماج في العراق؟

أحمد القاسمي عندما نسمع بمصطلح الاندماج يخطر بأذهاننا دمج الأجانب المقيمين في بلد ما. فاستخدام هذا المصطلح بات شائعا منذ بضعة عقود في الغرب ويُستخدَم غالبا عند الحديث عن جهود الدولة أو مؤسسات المجتمع...
أحمد القاسمي
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram