TOP

جريدة المدى > سينما > المخرج سرمد ياسين: الفيلم القصير مقيد بضعف الإنتاج وضعف التسويق

المخرج سرمد ياسين: الفيلم القصير مقيد بضعف الإنتاج وضعف التسويق

نشر في: 26 يناير, 2022: 11:08 م

المحرر

المخرج سرمد ياسين، درس السينما في مدينة البصرة حيث نال البكلوريوس ثم حصل على الماجستير ثم الدكتوراه من جامعة بغداد . له عدد من الأفلام الروائية منها (سماء الخوف) و( السابعة) 2010 و(انها بيضاء) 2011 و(كلهم هاملت) 2015 و(ثلاث وجوه) 2016 و(ميموريال) 2018 و(العائد) 2019 وفيلمه الجديد (يوم لا ظل) 2021. كان من مؤسسي مهرجان القمرة السينمائي، الذي يعد من المهرجانات السينمائية المهمة في العراق.

 هل تحدثنا عن فكرة وموضوع فيلمك الجديد (يوم لا ظل) وما الاسلوب الذي اعتمدته في المعالجة.. وهل أنجز؟

-العمل في فيلم قصير أمر ممتع للغاية انه تحدي هائل، فأنت تتحدى الزمن لتقدم فكرة ناضجة وهذا أمر كبير فعليا وواقعيا.. فصنع فيلم قصير، يعطي معنى وتتوفر فيه جماليات الفن والدراما والمعالجة والتأثير ، كيف تكون قادرا على انتاج منظومة بصرية تتعالى فيها صيحة الجمال والرقة والمشاعر ، فالفيلم القصير متعة لا يشعر بها الا صانعها وبغزارة.

 أنشغلت الكثير من الأفلام بموضوعة الارهاب.. دون الخوض بمواضيع اخرى.. ماذا تقول؟

-الخوف والتخويف الإرهاب وكل ما يحيط به من أفكار أمست جزء واسع الطيف من حياتنا، فلماذا لا نسلط الضوء عليه ونحاول ان نقدم نموذج لوحشية الحياة، لعل الناس تتعض وتركن لنموذج الإنسانية الاسمى المتشكل والمتمثل بالصدق والعطاء ، المواضيع الأخرى والانسانيات والعلاقات والاحداث جزء من الحياة، والسينما بوجودها حياة، واسعى بالقادم من الأيام الى اخراج نموذج فيلم سينمائي تعليمي نتناول فية الأسلوب الذي يجب ان تكون عليه السينما وبشكل جديد نسبيا.

 هل تسهم المهرجانات في تطور السينما؟ وماذا تقول عن كثرة المهرجانات السينمائية في العراق؟

-المهرجانات في العراق تنمو بشكل عكسي هي تنمو لتصبح حفرة تبتلع الغث والسمين من الأفلام، وهي لا تنتقي بشكل شفاف، فالكثير من الأفلام المشاركة لا تستحق تسمية فيلم، بل أي شيء اخر، المهرجانات العراقية حتى هذه اللحظة اما تخص المدن التي تقام فيها، أو مهرجانات احتفالية.

الفيلم العراقي القصير محبوس في مهرجانات العراق فقط لانه لا يستطيع المنافسة في المهرجانات خارج العراق، الفيلم العراقي القصير طير كسير لا يستطيع التحليق اعلى من جدار بيت المخرج، الفيلم العراقي القصير مقيد بضعف الإنتاج وضعف الفكرة وضعف التسويق .

النهضة السينمائية لا تصنعها المؤسسة التعليمية ولا منصات الخطابة السينمائية المهرجاناتية السينما كصناعة جمالية تحتاج لتمويل دولة باذخ وحقيقي فبدون تدخل الدولة لا يمكن النهوض والتنوير السينمائي انت تصنع عوالم جديدة وتصنع عوالم سحرية لهذا انت تحتاج الى تدخل حكومي منصف ويجب ان تجد البديل التعليمي خارج الاكاديمية التي قطعا لا تصنع مخرجين او كتاب، او تقنيين بل تخرج أناس درسوا الفن والسينما وهم غير مهيئين لدخول مصنع السينما قطعا .

قد تستغرب عندما أقول لك انني لم ارسل افلامي الا لمهرجانات معدودة، أرسلها الا لمهرجانات كبيرة فقط ، عندي فيلمين اشتركا في مهرجانات سينمائية كبيرة، منها فيلم (انها بيضاء) الذي اشترك في مهرجان دبي ومهرجان سن دانس، وفيلم (سماء الخوف السابعة) الذي اشترك في مهرجان الخليج وفي مهرجان آخر بإسبانيا .

 انت اكاديمي متخصص في السينما هل اثر ذلك على عملك في السينما؟

-لم يؤثر الفعل الاكاديمي على العمل السينمائي بل ان عملي الاكاديمي يرتبط مباشرة في قسم الفنن السينمائية والتلفزيونية وفي صناعة الأفلام وتطويرها لدى الطلبة بشكل عام وهذا ما زاد من الخبرة والتراكم المعرفي في مضمار صناعة السينما ودراستها ، الارتباط عضوي بين الدرس الاكاديمي والواقع الإبداعي السينمائي .

 مهرجان القمرة السينمائي، الذي تتولى إدارته، من المهرجانات المتميزة في العراق.. ما هو برأيك سر تميز مثل هذا المهرجان؟

-ان نقول ان مهرجان القمرة السينمائي متميز شيء جميل ومفرح، والسر في هذا التميز اننا لا نجامل ولا نصنع المهرجان من أجل الترفية المجرد من الفائدة فليس المهرجان ترفيهيا مطلق، وليس هو جامدا وجافا.نحاول دائما ان نكون متوازنين في معادلة الترويج والتسويق له ، المهرجان انطلق من اجل تحقيق منصة سينمائية ، تحرك الوضع وتساهم بتسليط الضوء على السينما المتغيرة والمغايرة التي نرى انها تساهم في بناء المجتمع وفق ترتيب تراكمي كمي يغير وان كان ببطأ ، وتميز هذا المهرجان يأتي من احترافيته ومحاولة محاكاة تجارب كبيرة في مضمار إدارة المهرجانات الناجحة واعتقد اننا وفقنا نسبيا في ذلك.

 كيف تتجاوزون انتم شباب السينما معضلة الانتاج وتمويل الأفلام في العراق؟

-التمويل وكسب المال لانتاج فيلم سينمائي معضلة حقيقية ومشكلة كبيرة يعاني منها المخرجين، ان تنتج فيلمك بمالك الخاص تجربة فاشلة لانها لا تعطي النضوج الفني والفكري والجمالي للفيلم لانها ستكون تجربة مجتزأة وناقصة تحمل الكثير من الأعباء في الصناعة وتظهر العيوب ولا تكمل العجلة دورتها كاملة بل منقوصة وتأثر على الإنطباع العام، فالفيلم البسيط الإنتاج عبءعلى السينما وليس إضافة لها لانه غير ناضج، ومجابهة نقص التمويل او المنح امر يجب ان تأخذه على عاتقها الدولة بصفتها المصدر الأول والأخير لاحتضان الابداع..

 رأيك بالمشهد السينمائي في العراق، وتوجه الشباب بهذا الشكل نحو الفن السينمائي؟

-المشهد السينمائي العراقي متعثر اذا ما قارناه بالدول المحيطة بنا، فالشرق الأوسط ودول الخليج تسبق العراق بأشواط في مضمار السينما بل انها أنتجت أفلام كبيرة وناضجة وخطيرة كل التجارب السينمائية مع الاستثناءأت . طبعا في العراق ضالة ولا تعرف مسارها ولا يوجد لها هم فكري بل همومها عاطفية انعكاسية للفاجعة العراقية لهذا لاتجد لها صدى مسموع، او مرغوب في المحيط السينمائي وخصوصا المهرجانات الكبيرة فليست العاطفة ما تبحث عنه السينما، بل كيف نوظف العاطفة لنكون بشريين وانسانيين اكثر وليس ان نكون بكائيين اكثر هذه هي السينما .

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق معرض العراق للكتاب

الأكثر قراءة

فيلم (أنورا).. ذروةُ مُهَمَّشي سينما بيكر

ترشيح كورالي فارجيت لجائزة الغولدن غلوب عن فيلمها (المادة ): -النساء معتادات على الابتسام، وفي دواخلهن قصص مختلفة !

تجربة في المشاهدة .. يحيى عياش.. المهندس

مقالات ذات صلة

فيلم (أنورا).. ذروةُ مُهَمَّشي سينما بيكر
سينما

فيلم (أنورا).. ذروةُ مُهَمَّشي سينما بيكر

علي الياسريمنذ بداياته لَفَتَ المخرج الامريكي المستقل شون بيكر الانظار لوقائع افلامه بتلك اللمسة الزمنية المُتعلقة بالراهن الحياتي. اعتماده المضارع المستمر لاستعراض شخصياته التي تعيش لحظتها الانية ومن دون استرجاعات او تنبؤات جعله يقدم...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram