علي حسين
كنت أنوي الكتابة عن سندريلا الشاشة سعاد حسني، بعد أن وضع موقع غوغل صورتها على واجهته احتفاء بذكرى ميلادها والتي رحلت عن عالمنا قبل 21 عاماً في ظروف غامضة . كان خبر رحيل سعاد حسني إعلان بانتهاء مرحلة من حياة هذه الشعوب كانت فيها صاحبة "الكرنك" أبرز ملامحها، مرحلة بدأت منذ أربعينيات القرن الماضي،
حيث صوت أم كلثوم، وأنغام محمد عبد الوهاب ومونولوجات عفيفة اسكندر، وضحكات نجيب الريحاني، وآهات محمد القبانجي، لتنتهي عند اعلان الحرب على الغناء والفنون لانها رجس من عمل الشيطان . لم يعد أحد يغني "ياواد ياتقيل" ونحن نعيش مع وجوه أدمنت الكآبة، إلا أنّ عودة السيدة حنان الفتلاوي إلى ساحة الديمقراطية العراقية كانت ممتعة وهي تحذرنا من حكومة أغلبية، وقبل أن نسألها لماذا ياسيدتي العزيزة؟ تجيب وهي متجهمة: " تحت عنوان (الأغلبية) ستضيع حقوق الأغلبية وستندمون عاجلاً أم آجلاً.. تذكروا ذلك " .. وكان لابد من أن تنهي كلمتها بحكمة سنظل نتذكرها مدى الدهر حيث قالت: "بعض العناوين الجميلة تخفي خلفها عواقب كبيرة".
كنت مثلكم أتابع تصريحات السيدة حنان الفتلاوي، وأتنقل معها مثل السلحفات من قناة إلى قناة، وكانت في تلك الأيام حاملة لواء الدفاع عن حكومة الأغلبية التي كان ينادي بها السيد نوري المالكي، ولو راجعنا السيد غوغل سنجد السيد المالكي يقول عام 2013: " الأغلبية السياسية الوطنية التي تحمي السلطة التنفيذية وتحميها ولذلك أن أكرر في كل مرة على حكومة الأغلبية الوطنية لإنقاذ البلاد"، ولم تمر أيام على دعوة السيد المالكي خرجت علينا السيدة حنان الفتلاوي لتقول إن حكومة الأغلبية وحدها القادرة على النهوض بالعراق.. بعد سنوات ستعود السيدة الفتلاوي إلى حكومة الأغلبية لتعلن في الأول من شباط عام 2018 أن "حركة إرادة: تتفق مع المالكي برؤية حكومة الأغلبية" وجاء في بيان حركة إرادة أن: "رئيسة الحركة النائبة "حنان الفتلاوي" تجد في ائتلاف دولة القانون والكتل المقربة منه الضمانة الكافية لبلوغ مسعى حكومة الأغلبية والذي سيضمن اختيار رئيس حكومة قادر على تشكيل حكومته دون الضغوطات التي تفرضها التوافقات السياسية".
وأنا أقرأ التصريحات الأخيرة للسيدة الفتلاوي قلت مع نفسي هل نحن شعب يستحق أن يُضحك عليه؟ فمرة يريدون حكومة أغلبية ومرة أخرى لا بد من رفع شعار المحاصصة، ومرات علينا أن نتوافق في توزيع كعكة العراق اللذيذة والدسمة.
لا أدري ألم تتعب السيدة حنان الفتلاوي من الشعارات والكلمات المتقاطعة مثل التغيير والتوازن ؟ ياسيدتي اسمحي لي أن أقترح عليك اقتراحاً ساذجاً لا تعقيد فيه ، لماذا لا تصدرين لنا كتابا عن الديمقراطية الانتهازية، ربما ستنافسين به المرحوم "مكيافيلي".
جميع التعليقات 2
عدي باش
( حرباء) العملية السياسية ، ستجعل من قبة البرلمان مسرحاً لصولات من التهريج و الشعوذة السياسية .. لا مرحبا بوجوه لا ترى إلا بعد كل سوأة !!!
Anonymous
نعم عزيزي .. الديمقراطية الانتهازية التي تميز بها ححكم العوراق مابعد 2003 بمباركة الامريكان ومن لف لفهم .. ولا نعلم متى سينتهي هذا الخراب السياسي ؟!!! تحيتي