TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > العمود الثامن: مهاتير محمد ولعبة الكراسي !!

العمود الثامن: مهاتير محمد ولعبة الكراسي !!

نشر في: 1 فبراير, 2022: 12:02 ص

 علي حسين

منذ أيام والعالم مشغول بأخبار باني ماليزيا مهاتير محمد، بعد أن أعلنت الكثير من المواقع تدهور حالته الصحية. الزعيم الذي أقدم عام 2003 على عمل قد يوصف في بلاد الرافدين بنوع من انواع الجنون، عندما قرر اعتزال السلطة والانسحاب من الحياة السياسية تماماً ، وقد تحول صاحب الابتسامة الهادئة في سنواته الاخيرة إلى مرايا تعكس لنا صورة عفوية للتحولات الكبرى التي تحدث من حولنا.

لا تزال صورته وهو يبتسم تسرق الأضواء من صور معظم زعماء العالم، ولا تزال ماليزيا تتمنى الشفاء لزعيمها الذي أصبح، في لحظة مهمة من تاريخها، اسما يكفي ان تقوله الناس يشعر كل الماليزيين بكل ألوانهم وأطيافهم وقومياتهم بالاطمئنان للمستقبل .

سحر مهاتير محمد العالم بتواضعه، وبصلابته وبابتسامته السمحة، عندما قرر ذات يوم، أن ينهي التخلف في بلاده، ويصر على ان يضع بلادهفي ركب البلدان الصناعية، بعد ان كانت تستورد كل شيء تقريباً، وقبل أن يرحل عن كرسي السلطة كان قد وضع خططاً تنموية لماليزيا تستمر حتى عام 2020، وتاركاً وراءه إرثا اقتصادياً مسياسيا .

المتمرد الذي أصدر عام 1970 كتاباً بعنوان "معضلة المالايو" انتقد خلاله شعب المالايو واتهمهم بالكسل، فوصفته احكومة آنذاك بالرجل الساذج ، لم يتوقف عن الحلم ، بائع الموز الذي استطاع دراسة الطب في سنغافورة، والشؤون الدولية بجامعة هارفارد ، عشق السياسية، وأتقن أصولها، وقرر أن يبدأ رحلتها معه عام 1964، وليصبح عام 1981 رئيساً للوزراء في بلد كان يبلغ سكانه ثلاثين مليوناً، 70 بالمئة منهم يعيشون في فقر دائم، هل ما فعله مهاتير محمد وهو ينقل شعبه من الفقر إلى الرفاهية؟، يسخر من المعجزات فيكتب: "ما حدث أبعد ما يكون عن المعجزة لقد حدث النهوض نتيجة للعمل الشاق والإيمان بالحلول العملية والواقعية والاعتراف بالسوق كقوة من قوى النمو والتعليم والانفتاح مع الأفكار، كانت تلك بعض من مفاتيح التحول الاقتصادي" .

كانت البطالة المشكلة الأكبر التي واجهت مهاتير محمد، فكان الحل بإقامة المشروعات الكبرى، وجلب الاستثمارات الأجنبية، ولم يفكر أحد بأن يرمي الصواريخ باتجاه مطار "كوالالمبور". ولم يخرج على الناس بخطابات وشعارات ثورية ، لم ينافق ولم يستخدم الدين لاغراض سياسية فقط قال لمن يحدثه عن الدين : "إذا أردت أن أصلي فسأذهب إلى مكة وإذا أردت المعرفة فسأذهب إلى اليابان"..وعندما وجد من يريد ان يزايد عليه في مجال تطبيق الشريعة الاسلامية قال بمنتهى الصراحة :" يريد البعض لأسباب سياسية أن يفرضوا نسختهم من قوانين الإسلام، إن ما يسمى بحزب ماليزيا الإسلامي لا يتمنى سوى تكوين الحكومة والفوز بأصوات بإدعائهم أنهم أكثر إسلاما من المسلمين " .

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق معرض العراق الدولي للكتاب

الأكثر قراءة

العمود الثامن: سياسيو الغرف المغلقة

العمود الثامن: مطاردة "حرية التعبير"!!

السردية النيوليبرالية للحكم في العراق

العمود الثامن: عاد نجم الجبوري .. استبعد نجم الجبوري !!

العراق إلى أين ؟؟

العمود الثامن: ماذا يريدون؟

 علي حسين دائما ما يطرح على جنابي الضعيف سؤال : هل هو مع النظام السياسي الجديد، أم جنابك تحن الى الماضي ؟ ودائما ما اجد نفسي اردد : أنا مع العراقيين بجميع اطيافهم...
علي حسين

كلاكيت: مهرجان البحر الاحمر فسيفساء تتجاور فيها التجارب

 علاء المفرجي في دورته الخامسة، يتخذ مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي شعار «في حب السينما» منهجًا له، في سعيه لإبراز هذا الشغف الكبير والقيمة العليا التي تعكسها كل تفصيلة وكل خطوة من خطواته...
علاء المفرجي

لمناسبة يومها العالمي.. اللغة العربية.. جمال وبلاغة وبيان

د. قاسم حسين صالح مفارقة تنفرد بها الأمة العربية، هي ان الأدب العربي بدأ بالشعر أولا ثم النثر، وبه اختلفت عن الأمم التي عاصرتها: اليونانية، الفارسية، الرومانية، الهندية، والصينية.. ما يعني ان الشعر كان...
د.قاسم حسين صالح

لماذا نحتاج الى معارض الكتاب في زمن الذكاء الاصطناعي؟

جورج منصور في عالمٍ يتسارع فيه كلُّ شيء، ويكاد الإنسان أن ينسى نفسه تحت وطأة الضجيج الرقمي والركض اليومي، يظلُّ (معرض العراق الدولي للكتاب)، بنسخته السادسة، واحداً من آخر القلاع التي تذكّرنا بأن المعرفة...
جورج منصور
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram