عدوية الهلالي
اظن ان الفرد العراقي سينعم بالأمان عندما ينام اثنان : ( الفتنة ) و( خلايا داعش) ولأن الاثنان قضيا بعض الوقت في النوم ولم نعد نسمع كثيرا عن تفجيرات أو حوادث اغتيال منذ تلاشي تظاهرات ثورة تشرين وانشغال الجميع بالاعداد للانتخابات، فقد شعرنا بأمان جزئي وصار تشكيل حكومة جديدة هو الهم الجديد ..
ثم مرت فترة الانتخابات بكل ماحملته من مفاجآت وبدأ الهم الحقيقي بعد ظهور نتائجها ، وليس هذا فقط بل وجدت الفتنة وخلايا داعش من يوقظها وصار من الطبيعي ان نسمع عن حوادث اغتيال وقصف مواقع متنوعة ثم هجمات على المقرات العسكرية والمطار، وهنا بدأت اصابع الاتهام تتجه تلقائيا الى داعش(النائمة مؤقتا) بوجود تصريحات مؤكدة من البنتاغون عن توقع تواصل الهجمات الداعشية الجديدة في العراق وسوريا ، أما المتناحرون على السلطة فيمكن أن يتهم بعضهم بعضا بهدف تخريب أي مخطط لايتماشى مع طموحاتهم السياسية خاصة وان الأمر بدأ بمحاولة اغتيال رئيس الوزراء المنتهية ولايته مصطفى الكاظمي ثم ضرب منازل بعض النواب ومقراتهم الحزبية لتعقيد المشهد أكثر وتنمية الصراع السياسي بما يخدم جهات يهمها افشال مهمة الحكومة الحالية في محاولة السيطرة على الأوضاع الأمنية وهناك من يرى بأن اغلب تلك الضربات مفبركة بهدف جذب الانتباه والتعاطف من الخارج لحاجة الوجوه السياسية المتنافسة حاليا على السلطة الى الدعم الخارجي وايضا خلط الأوراق في الداخل لاشاعة المزيد من الارباك والفوضى في المشهد السياسي ..بعد كل هذا ، من أيقظ الفتنة والخلايا الداعشية النائمة ؟ اعتقد ان من فعل ذلك ليس شخصا أو جهة معينة بل هو سلوك ونهج معين ينتهجه كل من يؤمن باستخدام أية وسيلة مهما كانت خاطئة او خطيرة لبلوغ غاية معينة ، وهو اسلوب اولئك الذين باتت مصلحتهم الشخصية ومصلحة احزابهم أهم بكثيرمن مصلحة الوطن ومن نسفوا وشائج الأخوة والتعاون والتسامح فيما بينهم وسلكوا سبيل نسج المؤامرات للايقاع ببعضهم البعض ومن يمكنهم التحالف حتى مع الشيطان لو صب ذلك في مصلحتهم الخاصة ..ارى ان أفعال هؤلاء هي التي مهدت الطريق لعودة داعش، ذلك التنظيم الذي يظل ورقة لعب يحركها لاعبون خارجيون محترفون لخدمة مصالحهم في دول عدة منها العراق ، فعودة داعش لاتثير الاستغراب خاصة وان التنظيم يحاول لملمة شتاته وقد يستغل الثغرات الامنية التي تحدث لدينا بسبب الخلافات السياسية والتحديات التي تواجهها الحكومة المؤقتة لكن مايثير الاستغراب حقا هو اصرار أقطاب السياسة سواء من فازمنهم في الانتخابات أومن خابت حظوظه فيها ايضا على مواصلة الخلافات والتآمر والتمسك بالآراء الخاصة مهما كانت خائبة وفاشلة أوربما تقود العراق الى هاوية جديدة وهذا هو بالتحديد مايجعل الدولة ضعيفة ويمكن اختراقها بسهولة ..
يقول المفكرعلي شريعتي :(من الصعب أن تتعايش مع أناس يرون انهم دائما على حق ) ، وفي العراق ، يرى الجميع انهم على حق ولايمكن لأحد منهم أن يتنازل عن رأيه لخدمة البلد والصالح العام والمواطنين ...واذن ، فإن نهجنا الخاطيء هو من أوقظ الفتنة ومن يسعى باصرار غبي لايقاظ الخلايا الداعشية النائمة ..!