TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > العمود الثامن: هل تشعر أمريكا بالذنب؟

العمود الثامن: هل تشعر أمريكا بالذنب؟

نشر في: 6 فبراير, 2022: 11:47 م

 علي حسين

هل تشعر اميركا بالذنب؟ وهل يعرف ساستها أنهم أدخلونا في متاهة الطائفية، وكانوا مشاركين وشهوداً على الخديعة؟

كنت أظن أن ما حدث يقع خارج إرادة أصحاب البيت الأبيض، لكن الوقائع تؤكد في كل يوم أن أصحاب القرار الأميركي كانوا بكامل وعيهم وهم يمكنون بعض الساسة من إدارة شؤون البلاد.

بصراحة شديدة، نحن نعيش على حافة الخطر، والمحرقة التي تشتعل في البلاد ة تمتد وتتوسع لتطول كل شيء، مستقبل البلاد معلق بخيط رفيع لا أحد يعرف متى سيتم قطعه، وإذا ما تم قطعه، ما الذي سيحدث ؟.

في كل يوم يشعر العراقيون بأنهم يعيشون المرحلة الأصعب والأخطر في تاريخ بلادهم، وهي مرحلة الانقلاب على التغيير الذي حصل بعد عام 2003 حيث توقعت الناس، التي عاشت عقوداً من الدكتاتورية والتسلط، بأنها ستفتح الأبواب والنوافذ للمستقبل، حتى أطل السياسيون برؤوسهم، فانفصمت عرى البلاد وتفرق الناس شيعاً وأشياعاً بفضل حكمة وحنكة العديد من الساسة الذين لم يتوقفوا عن تقديم كل ما هو فاشل ومزيف وعشوائي، وإشاعة كل ما يمت إلى القسوة والعنف، ونحن سنغادر السنة التاسعة عشر للتغيير ، بات المشهد أكثر سوداوية وقتامة، سيتهمني البعض بأنني أحاول أن أنسج سيناريو من الخيال، ولكن الحقيقة تقول إن السيناريوهات التي يضعها بعض السياسيين، تثبت بالدليل القاطع أننا أمام معالجات درامية استطاع أصحابها وبمهارة أن يواروا ملفات مهمة مقابل انشغال الناس بصناديق الانتخابات ولعبتها التي لا يُراد لها ان تنتهي .. حيث تحولت الى مشهد مسرحية بيكت الشهيرة "في انتظار جودو"، مع الإصرار على أن تستغرق الناس في الحديث الصاخب عن المؤامرات التي تحاك في الظلام، طبعا، مع غلق كامل لكل ملفات البناء والتنمية وتطوير قدرات الناس وتأسيس دولة المواطنة.

بعد 2003 تبنى العراقيون أسلوب التحول الديمقراطي بطريقة سلمية تحفظ الأمن والهدوء والاستقرار، وتحفظهم من المخاطر والأهوال، لكن الأمور جاءت عكس ما تمنوا ولم تعرف البلاد هدوءاً منذ أن بدأ الساسة يهتفون الواحد ضد الآخر، العراقيون انحازوا للديمقراطية، وأصحاب القرار انحازوا لمصالحهم الشخصية، فخلطوا شعارات مصلحة الوطن بأطماعهم السياسية، كنا نسعى، جميعاً، إلى عراق الإخاء والمساواة، ولكن البعض يريده عراقاً مكبلاً مريضاً فاسداً، لا مكان فيه لأي شيء حقيقي، بل السطوة والنفوذ لكل مزيف ومزور ومنافق وفاسد.

اليوم حين يحاول البعض تفسير ما حدث بأنه سوء تقدير من امريكا، أو غلطة ارتكبها الجمهوريون أو الديمقراطيون فذلك إنما هو دفاع عن وهم لا يزال يعشش في عقول الكثيرين..

الخوف كل الخوف والخطورة الحقيقية أن يكون سوء التقدير سبباً في مآسٍ جديدة، وقد يكلفنا ثمناً غالياً.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق معرض العراق الدولي للكتاب

الأكثر قراءة

العمود الثامن: سياسيو الغرف المغلقة

العمود الثامن: مطاردة "حرية التعبير"!!

السردية النيوليبرالية للحكم في العراق

العمود الثامن: عاد نجم الجبوري .. استبعد نجم الجبوري !!

العراق إلى أين ؟؟

العمود الثامن: ماذا يريدون؟

 علي حسين دائما ما يطرح على جنابي الضعيف سؤال : هل هو مع النظام السياسي الجديد، أم جنابك تحن الى الماضي ؟ ودائما ما اجد نفسي اردد : أنا مع العراقيين بجميع اطيافهم...
علي حسين

كلاكيت: مهرجان البحر الاحمر فسيفساء تتجاور فيها التجارب

 علاء المفرجي في دورته الخامسة، يتخذ مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي شعار «في حب السينما» منهجًا له، في سعيه لإبراز هذا الشغف الكبير والقيمة العليا التي تعكسها كل تفصيلة وكل خطوة من خطواته...
علاء المفرجي

لمناسبة يومها العالمي.. اللغة العربية.. جمال وبلاغة وبيان

د. قاسم حسين صالح مفارقة تنفرد بها الأمة العربية، هي ان الأدب العربي بدأ بالشعر أولا ثم النثر، وبه اختلفت عن الأمم التي عاصرتها: اليونانية، الفارسية، الرومانية، الهندية، والصينية.. ما يعني ان الشعر كان...
د.قاسم حسين صالح

لماذا نحتاج الى معارض الكتاب في زمن الذكاء الاصطناعي؟

جورج منصور في عالمٍ يتسارع فيه كلُّ شيء، ويكاد الإنسان أن ينسى نفسه تحت وطأة الضجيج الرقمي والركض اليومي، يظلُّ (معرض العراق الدولي للكتاب)، بنسخته السادسة، واحداً من آخر القلاع التي تذكّرنا بأن المعرفة...
جورج منصور
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram