TOP

جريدة المدى > محليات > أمهات شهداء تشرين وناشطون يتظاهرون للمطالبة بمحاسبة قتلة المحتجين

أمهات شهداء تشرين وناشطون يتظاهرون للمطالبة بمحاسبة قتلة المحتجين

نشر في: 12 فبراير, 2022: 11:50 م

 ذي قار / حسين العامل

جددت امهات ضحايا قمع التظاهرات وناشطون المطالبة بفتح تحقيق دولي في ملف مجزرة جسر الزيتون وحملات القمع التي طالت المشاركين في تظاهرات تشرين، مشددين خلال تظاهرة انطلقت في ميدان الحبوبي على عدم الافلات من العقاب والقصاص من جميع القتلة وعدم الاكتفاء باحتجاز المقدم عمر نزار احد المتهمين بمجزرة جسر الزيتون.

واحتشد المئات من المتظاهرين وامهات ضحايا قمع التظاهرات ليلة الجمعة / السبت في ساحة الحبوبي وسط الناصرية للمطالبة بمحاسبة المتورطين بقمع التظاهرات ولاسيما الفريق جميل الشمري والمقدم عمر نزار وغيره من الضباط والمسؤولين المتهمين بارتكاب مجزرة جسر الزيتون التي قتل فيها 50 متظاهرا واصيب 500 آخرين خلال يومي (28 و 29 تشرين الثاني 2019).

وقالت ام احد الشهداء وهي تحمل صورة لابنها الشاب الذي لقي مصرعه اثناء مشاركته في احدى تظاهرات الناصرية "نطالب الامم المتحدة والمجتمع الدولي بفتح تحقيق في مجزرة جسر الزيتون وكل جرائم قمع المتظاهرين التي راح ضحيتها ابناؤنا"، مشيرة الى ان "تحقيق السلطات القضائية والحكومة العراقية في الجرائم التي ارتكبت ضد المتظاهرين لم يسفر عن اي شيء رغم مرور اكثر من عامين على ارتكاب المجازر واعمال القتل".

وكان ناشطون وحقوقيون في محافظة ذي قار قد دعوا وبالتزامن مع حلول الذكرى الثانية لمجزرة جسر الزيتون الى تدويل التحقيق بالمجزرة، وفيما وصفوا القضاء العراقي "بالمسيس والعاجز" عن القصاص من المتورطين بقتل المتظاهرين، كشفوا عن 700 دعوى قضائية اقامتها اسر الشهداء والمتظاهرين امام المحاكم في ذي قار ولم يحاسب اي من الجناة.

واوضحت ام الشهيد ان "القضاء يفتقر إلى الحيادية في هذا الملف نتيجة تدخل الاحزاب وضغوطاتها في هذا المجال"، مبينة ان "الاحزاب تتخادم فيما بينها للتستر على المتهمين بارتكاب جرائم القمع باستخدام طريقة (غطيلي واغطيلك)".

واكدت ام الشهيد ان "الجميع يعرفون الجهات والاطراف المتورطة بالقتل وان القتلة كل واحد منهم يعرف الاخر لكن لا احد من القضاة يتجرأ على القصاص منهم".

ويبلغ اجمالي ضحايا تظاهرات محافظة ذي قار التي تواصلت طوال عامين 134 شهيداً وأكثر من خمسة آلاف مصاب جراء استخدام العنف المفرط والرصاص الحي والمتفجرات والقنابل الدخانية ناهيك عن الهجمات المسلحة التي تقوم بها المليشيات والفصائل المسلحة التي تستهدف تجمعات وميادين اعتصام المتظاهرين في ساحة الحبوبي وغيرها، فيما تقدر منظمات غير حكومية وناشطون اجمالي عدد ضحايا قمع التظاهرات في العراق بنحو 800 شهيد و25 الف جريح.

ومن جانبها قالت ام شهيد اخرى خلال التظاهرة ان "الحكومة باتت بيدين مقيدتين وعاجزة عن فعل اي شيء في قضية ابنائنا"، مؤكدة ان "الاحزاب والفصائل المتورطة بقتل المتظاهرين هي من تتحكم بملف ضحايا قمع التظاهرات وليست الحكومة".

مبينة ان "ابنها بعمر عشرين سنة وقتل مع العشرات من زملائه بدم بارد"، مؤكدة "لن نسكت مهما كانت المغريات فلا شيء يعوض دماء ابنائنا ولن نرتاح الا بالقصاص من القتلة".

وفي حديث لـ(المدى) طالب الناشط المدني هشام السومري "بتشكيل محكمة جنائية خاصة لمحاكمة المتورطين بقمع المتظاهرين على غرار المحكمة الجنائية التي حاكمت رموز النظام السابق"، مبينا ان "800 شهيد من ضحايا التظاهرات واكثر من 25 الف جريح للان لم يكشف عن المتورطين بإطلاق النار عليهم أو من قام بتفجير خيم الاعتصام والمنازل".

وشدد السومري على "محاكمة ومحاسبة جميع المتورطين بجرائم قتل المتظاهرين من اصغر عنصر امني وصولا الى رئيس الوزراء السابق عادل عبد المهدي"، مؤكدا "الكل متهمون وليس المقدم نزار عمر وحده".

واعلنت وزارة الداخلية، يوم اول امس الجمعة، عن احتجاز المقدم عمر نزار، احد المتهمين بارتكاب مجزرة جسر الزيتون في الناصرية، مؤكدة تشكيل لجنة قانونية للتحقيق معه وأنها ستتخذ الإجراءات القانونية بحقه، في حال ثبوت تورطه في الاتهامات المنسوبة إليه.

وكانت منظمة انهاء الافلات من العقاب قد نشرت قبل بضعة ايام تقريرا مصورا عبر مواقع التواصل الاجتماعي عن قضية تورط الضابط في قوة الرد السريع، عمر نزار في مجزرة جسر الزيتون وجرائم اخرى ضد الانسانية ما سلط الضوء على مجمل الانتهاكات المرتكبة ضد المتظاهرين وغيرهم.

من جانبها طالبت عوائل ضحايا حريق مركز النقاء لعزل مرضى كورونا في الناصرية بالكشف عن نتائج التحقيق في الحريق المذكور الذي ادى الى تفحم 64 جثة من المرضى الراقدين في المركز المذكور، وشددوا خلال مشاركتهم في التظاهرة على تقديم المتهمين بالحادث والمقصرين في واجباتهم الى المحاكم المختصة.

ورفع المتظاهرون لافتة كتب عليها (احنه الونينه بكلهن بالمستشفى وبالزيتون) في اشارة الى حزنهم على ضحايا حريق مركز النقاء ومجزرة جسر الزيتون.

وكانت النيران قد التهمت في ليلة الاثنين (12 تموز 2021) مركز النقاء المخصص لعزل المصابين بفايروس كورونا بالكامل وحاصرت مئات من المرضى ومرافقيهم ما ادى الى تفحم 64 جثة 22 منها ظلت مجهولة الهوية من اثر التشوهات التي لحقت بها.

شارك الآلاف من متظاهري محافظة ذي قار المتشحين بالسواد في تظاهرات وفعاليات استذكار الذكرى الثانية لمجزرة جسر الزيتون التي وقعت خلال يومي (28 و 29 تشرين الثاني 2019) وراح ضحيتها 50 شهيدا و 500 جريح من متظاهري المحافظة، وفيما اتهموا القضاء بالتواطؤ مع الساسة في تأخير حسم ملف القصاص من القتلة لمدة سنتين، اشار محافظ ذي قار الى ان استنكار المجزرة لا يكفي مالم تستكمل الإجراءات القانونية بحق مرتكبيها.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق معرض العراق للكتاب

مقالات ذات صلة

ذي قار.. التضييق على حرية التعبير يطال ناشطات والأوساط المجتمعية تستهجن
محليات

ذي قار.. التضييق على حرية التعبير يطال ناشطات والأوساط المجتمعية تستهجن

 صدور أوامر قبض واستخدام المداهمات الأمنية للقبض على ناشطين عبروا عن آرائهم في مواقع التواصل ذي قار / حسين العامل أعربت أوساط مجتمعية في ذي قار عن استهجانها من استخدام أسلوب المداهمات الأمنية...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram