ترجمة:عدوية الهلالي

بفضل محمد مبوغارسار،تم نشر أول رواية لهذا المؤلف السنغالي المولود في موريتانيا وهي رواية "على حافة الموت". أما كتابه الثاني "أوديسة المنسيين"، الذي يتحدث عن الهجرات المعاصرة، فقد أعيد إصداره مؤخرا في طبعات هارماتان في السنغال.

انه الروائي والمؤرخ السنغالي خليل ديالو الذي حاز على جائزة احمد بابا للأدب عام 2021عن روايته الملحمية (أوديسة المنسيين) التي تجمع بين تحديات الهجرات المعاصرة والقصيدة الأدبية، ويعترف ديالو بأنه يكتب ببطء شديد ويكتب عدة كتب في نفس الوقت فقد كتب بالاضافة اليها مجموعة (جوقة القلب) ورواية (على حافة الموت) التي وصلت الى النهائيات في عام 2019، ومن الجوائز التي جعلته معروفًا في السنغال وعلى الساحة الناطقة بالفرنسية: جائزة الكتاب البرتقالي في إفريقيا، وجائزة أحمدو كوروما، و جائزة العاج.

ويقول ديالو انه تمكن من نشر أول رواية له بفضل مبوغارسار، وكان من المفترض أن تضم روايته الأولى قصة حب لكنه علم من الشبكات الاجتماعية ان هنالك شخصا كان يدرس معه في جامعة داكار لكنه سافر الى سوريا للأنضمام الى الدولة الاسلامية فهل كان ماسيفعله يستحق أن يصبح سببا حقيقيا للموت؟ منذ تلك اللحظة، قرر ديالو ان يحول مسار الرواية لتتحدث عن هجرة الشباب الذين قد يقتلون أنفسهم في البحر، لأنهم لم يعد لديهم خيار آخر..

وقد تبع نفس النهج في رواية (أوديسة المنسيين) حيث تناول رحلات الهجرة المستوحاة من قصص حقيقية، لكن طموحه كان أيضًا أن يصف إفريقيا الحقيقية لإثبات ان الناس يقتلون أنفسهم في البحر، لأنه لم يعد لديهم خيار. وبعيدًاعن الملحمة التي استمدها من قراءاته الكلاسيكية اليونانية، يوجه ديالو نقدًا صريحًا لهذه” البلدان الأشباح “التي تسمح لأولادها بالمغادرة،هذه البلدان أفريقية التي يتم فيها الاستهزاء بحرية التعبير، بوجود القادة الاستبداديين،وحيث يموت المواطنون فيها، ويبرز ثقل الشمولية السياسية والأيديولوجية والثقافية مع التثاقف المزدوج الغربي والشرقي. وفضلاعن تزايد التطرف الديني. وسياسة الرؤساء الذين لا يتركون السلطة أبدًا. »

ويشدد المؤلف الشاب على التواطؤ الغربي، كما يقول في عمود نُشر بعد غرق سفينة تحمل مواطنين افارقة: “العنف الحقيقي سياسي بامتياز”. وأدب خليل ديالو يهتم بالمسائل التي تحيط به فالروائي هو مؤرخ الزمن الحاضر،كما يحب أن يردد دائما.وستتعمق رواياته المقبلة أيضًا في الحقائق التاريخية، مثل ثورة 2011 أو أزمة 1962 في السنغال، فالشاب الذي يهتم بالكلمة ويتحدث عن الشعر والتاريخ والدين والسياسة بسعة اطلاع وشغف، لديه خلفية علمية. فقد نشأ في السنغال، بلد والده، وكان يخوض رحلات ذهابًا وإيابًا إلى موريتانيا، بلد والدته الذي كان مسقط رأسه. وحظي بطفولة مميزة في مدرسة كاثوليكية خاصة في داكار. ونظرًا لأنه مصاب بالربو، وليس رياضيًا رائعًا، فقد أمضى وقته في القراءة. وكان يقتبس من سيزير، بودلير، كامو، سنغور، دوستويفسكي، أوولوجويم، مونيمبو، نجانانج، وأليكسيس. لكنه ثبت نفسه على خطى والده، الذي يصفه بأنه “نموذج” و “أفضل صديق”: “إنه مدرس أدب تحول إلى مدير إنتاج في صناعة البلاستيك. لقد درس خليل ديالو أيضا ليكون مدير إنتاج في الصناعات الغذائية والكيميائية!

وتتوزع الحياة اليومية لديالو اليوم بين عمله كمدير خدمات عالية الجودة للمكتب الوطني للصرف الصحي وأنشطته الاستشارية وحياته العائلية مع طفل صغير اضافة الى الكتابة. “فهناك دائمًا، في الأعماق، هذا الإلحاح للكتابة الذي يقول ديالو عنه: “المهم بالنسبة لي هو الوصول إلى هذه الأجيال القادمة، وأن أكون قادرًا على مساعدة نفسي في عملي “.

ويضيف: “عادة ما يبيع الناس في بلدي أقل من 500 نسخة من كتبهم “. لذلك يشعر بفرح غامرلأعادة إصداررواية (اوديسة المنسيين) مؤخرا، في السنغال..