علاء المفرجي
مرة أخرى تعود جوائز الاوسكار كما في كل عام، وتعود حكاياتها المختلفة، ومرة أخرى تكون الاوسكار مدار حديث ليس عشاق السينما حسب بل الجميع، فالبداية مع ترشيحاتها التي لا نعرف إن كانت ستتطابق فيها حسابات الحقل مع حسابات البيدر،
فالأفلام التي أجمع عليها النقاد في كل مكان ، والتي عرضت في عدد من المهرجانات السينمائية المهمة، هي التي تصدرت مشهد الترشيح للتظاهرة السينمائية الأمريكية الأهم، وخاصة مع أفلام مثل : «قوة الكلب» و«بلفاست» أو « “مادريس باراليلاس” “ و”الابنة المفقودة” وغيرها. واسهمت المنصات العديدة في إتاحة الفرصة للكثير من عشاق السينما في مشاهدة هذه الافلام.
وبهذا ستكون دورة هذا العام من الأوسكار هي الأصعب في المنافسة ، والتكهن بالنتيجة النهائية التي تقرر من سيصعد إلى منصة مسرح كوداك ليقطف ثمار إبداعه ، والسبب أن الأفلام المتنافسة تتوفر على صنعة سينمائية متقدمة وأفكار مبتكرة خضعت لمعالجة سينمائية حاذقة.
وتكتسب جوائز الاوسكار اهميتها من كونها جائزة الجوائز، بمعنى انها تلخيص لجوائز السينما، خلال الموسم، وقبل ان تبدأ حمى المهرجانات الكبيرة كفينيسيا وكان، وروتردام ، وتورنتو.. وغيرها.
وقد ذهب الوقت الذي قالت فيه كيت ونسليت ( المرشحة للاوسكار 5 مرّات )، في المسلسل الكوميدي اكستراس ( قناة البي بي)، على سبيل الدعابة : (( ثلاثة لهم الحظ الأكبر في الفوز بالاوسكار : المعوّقون، اليهود، المثليون الجنسيون. )) ، ويمكن ان يضاف لهم العام القادم (السود). وايضا فات وقت (عدم الانتباه) لافلام ومخرجين كبار لم ينالوا الجائزة. أو الأمر الذي كان يتكرر في كل موسم للجائزة وهو خضوعها للاهواء والانحيازات السياسية والاجتماعية وما الى ذلك، وبالطبع نشير هنا الى الاتهامات المبالغ فيها احياناً بحق هذه الجائزة، ومنها الاتهام بوقوع قرارات الأكاديمية تحت سطوة جماعات الضغط، وان كان ذلك لا يمنع - كما اشرنا سابقاً- من وجود مثل هذه التأثيرات، وغالبا ما كانت نتائجها تكتنفها المفاجآت.
“نتفليكس” كرست حضورها القوي هذه المرة في عالم الجوائز القوي، بترشيحات عدة من أكاديمية علوم وفنون الصور المتحركة الأميركية، حيث تسيد فيلم (قوة الكلب) من انتاجها ب12 ترشيحاً، بينها أفضل ممثل ، وأفضل ممثلة مساعدة، وأفضل ممثل مساعد. وكما هو متوقع ترشحت بينلوبي كروز لجائزة أفضل ممثلة عن “مادريس باراليلاس” “ وزوجها خافيير بارديم كأفضل ممثل عن “ أن تكون من آل ريكاردو “، والفيلم نفسه تنافس فيه نيكول كيدمان عن دورها فيه على جائزة التمثيل أيضاً، وهي مع كريستين ستيورات في دور الأميرة ديانا في فيلم “سبنسرـ Spencer “ ، أول ترشيح لجائزة أوسكار في مشوارها، بعد أن تردد أن العائلة الإنجليزية الملكية وراء الإطاحة بالفيلم من أي ترشحيات لجوائز “بافتا”، بسبب غضبهم من تناول سيرة الأميرة الراحلة. وبالطبع لفأن حظ أوليفيا كولمان كبير في فئة التمثيل بدورها في في فيلم(الابنة المفقودة) .. وغيرها.
وتعد الجائزة جمهورها هذا العام بتجاوز اخطائها واخطاء الجوائز الاخرى، كما في جوائز الكرة الذهبية التي باتت “سيئة السمعة” بعد اتهامات بالفساد، وتعد كذلك بسوابق تاريخية في منح الجوائز فجين كامبيون هي أول إمرأة تترشح لجائزة أفضل إخراج مرتين في تاريخ الجائزة، فالمرة الأولى كانت عام 1994 عن “بيانو” وهذه السنة عن”قوة الكلب”، ويعد ترشيح تروي كوتسور لجائزة أفضل ممثل مساعد عن فيلم “كودا”، سابقة ايضا ليصبح أول ممثل أصم يدخل تلك القائمة. وكانت الممثلة الصماء مارلي ماتلين قد نالتها عام 1986 عن فيلم “أبناء الله الصغار”.