TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > العمود الثامن: جميلة وتقلبات نوابنا!!

العمود الثامن: جميلة وتقلبات نوابنا!!

نشر في: 16 فبراير, 2022: 11:03 م

 علي حسين

حيثما أجد موضوعاً عن المرأة ودفاعها عن مكانتها الحقيقية في المجتمع، أقرأه. صحيح أننا نحظى هذه الأيام بخطب وفتاوى تريد الانتقاص من مكانة المرأة، وصحيح أن لا أحد يستطيع محاسبة رجل الدين مثل "سعد المدرس" وهو يقول إن الفتاة التي تدخل الجامعة تنخفض عندها نسبة الشرف والعفة..

تخيل لو أن رجل الدين هذا في بلد يُحترم فيه القانون والإنسان، هل يستطيع أن يصف الجامعات بأنها أماكن للجنس؟.. وبعيداً عن المدرس وعقدة المرأة وهرمون الجنس ، وعودة إلى تجارب الشعوب التي كلما أكتب عنها، أجد في اليوم التالي من يعاتبني، لأنني أترك هموم هذه البلاد، وأنباء معركة كسر العظم التي تدور في أروقة السياسة العراقية، وآخر إطلالة للسيد مصطفى سند الذي شاهدناه من قبل وهو يعمل رئيساً لخلية المتابعة في مكتب رئيس الوزراء السابق عادل عبد المهدي، وفي ذلك الوقت حاولت أن أبحث عن المؤهلات التي وضعته في هذا المنصب فلم أجدها، لكنني اكتشفت أن هذه المؤهلات مكنته من أن يحصل على مقعد نائب "مستقل"، ولأن ما يجري في هذه البلاد العجيبة ليس من اختراعي، وتقلبات الساسة وأهواؤهم خارج همومي، ومع ذلك فأن البعض يعتبر ما يجري حولنا مجرد وجهات نظر لا تعني هذا الشعب المطلوب منه دوماً أن يحافظ على حياة الساسة لأنها ثمينة ونادرة، حيث يحذرنا الجميع من التفريط بها .

سوف أترك الكلام عن النواب والمستشارين وأحدثكم عن نموذج قدمته امرأة جزائرية اسمها " جميلة بوباشا| ، فقد اعتذرت هذه السيدة عن تعيينها عضواً في مجلس الأمة، وقالت في رسالة وجهتها للرئيس الجزائري إنها تريد أن تكمل حياتها "مواطنة عادية"، وأضافت: "خدمت بلدي مع إخوتي وأخواتي بصفتي مجاهدة وعدت إلى حياتي كمواطنة وأود أن أبقى كذلك".

وسبق لجميلة بوباشا التي ألهمت الفيلسوفة الفرنسية سيمون دي بوفوار التي نشرت عنها كتابا دافعت فيه عن نضال هذه المراة الجزائرية ، كما الهمت جميلة بوباشا رسما كبيرا مثل بيكاسو رسم صورتها تحية لمواقفها ، المجاهدة الجزائرية التي اعتقلت وعذبت من قبل المستعمر الفرنسي ، وعندما خرجت من المعتقل رفضت كل المناصب التي عُرضت عليها ، ولم تطالب بان يدفع الشعب ثمن " جهادها " ، ولم تخبرهم انها حمت اعراضهم من المستعمر الفرنسي ، وعلى الشعب ان يُسبح باسمها ليل نهار .

يقدم لنا العالم نماذج لنسوة لم يتحولن الى نادبات يبحثن عن التوازن الطائفي ، فيما نحن لا نزال نعيش في عصر "تقلبات" النائب حسين عرب من قائمة إرادة الى البحث عن من يدفع اكثر .

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

العمودالثامن: في محبة فيروز

العمود الثامن: ليس حكماً .. بل مسرحية كوميدية

العمودالثامن: تسريبات حلال .. تسريبات حرام !!

الفساد ظاهرة طبيعية أم بسبب أزمة منظومة الحكم؟

قناديل: (قطّة شرودنغر) وألاعيب الفنتازيا

العمودالثامن: الحرب على الكفاءة

 علي حسين منذ ان ظهرت الديمقراطية التوافقية في بلاد الرافدين ،والمواطنونالعراقيون يبحثون عن مسؤول مختلف يمنحونه ثقتهم، وهم مطمئنون ، رغم أنهم يدركون أنّ معظم السياسيين ومعهم المسؤولين يتعاملون مع المناصب على أنها...
علي حسين

قناطر: ليلُ العشَّار الطويل

طالب عبد العزيز يحلَّ الليلُ باكراً في أزقّة العشَّار، أزقته القصيرة والضيقة، التي تلتفُّ عليه من حدود شبه جزيرة الداكير الى ساحة أم البروم، يحدث ذلك منذ سنوات الحرب مع إيران، يوم كانت القذائفُ...
طالب عبد العزيز

محاسبة نتنياهو وغالانت أمام محكمة الجنايات الدولية اختبار لمصداقية المجتمع الدولي

د. أحمد عبد الرزاق شكارة يوم عظيم انتصاراللعدل عبارة تنم عن وصف واضح مركز ساقه الاستاذ المحامي الفلسطيني راجي صوراني عن طبيعة الدور الايجابي المؤثر للمحكمة الجنائية الدولية متمثلا بإصدار مذكرتي القاء القبض تخص...
د. أحمد عبد الرزاق شكارة

الاندماج في العراق؟

أحمد القاسمي عندما نسمع بمصطلح الاندماج يخطر بأذهاننا دمج الأجانب المقيمين في بلد ما. فاستخدام هذا المصطلح بات شائعا منذ بضعة عقود في الغرب ويُستخدَم غالبا عند الحديث عن جهود الدولة أو مؤسسات المجتمع...
أحمد القاسمي
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram