علي حسين
حيثما أجد موضوعاً عن المرأة ودفاعها عن مكانتها الحقيقية في المجتمع، أقرأه. صحيح أننا نحظى هذه الأيام بخطب وفتاوى تريد الانتقاص من مكانة المرأة، وصحيح أن لا أحد يستطيع محاسبة رجل الدين مثل "سعد المدرس" وهو يقول إن الفتاة التي تدخل الجامعة تنخفض عندها نسبة الشرف والعفة..
تخيل لو أن رجل الدين هذا في بلد يُحترم فيه القانون والإنسان، هل يستطيع أن يصف الجامعات بأنها أماكن للجنس؟.. وبعيداً عن المدرس وعقدة المرأة وهرمون الجنس ، وعودة إلى تجارب الشعوب التي كلما أكتب عنها، أجد في اليوم التالي من يعاتبني، لأنني أترك هموم هذه البلاد، وأنباء معركة كسر العظم التي تدور في أروقة السياسة العراقية، وآخر إطلالة للسيد مصطفى سند الذي شاهدناه من قبل وهو يعمل رئيساً لخلية المتابعة في مكتب رئيس الوزراء السابق عادل عبد المهدي، وفي ذلك الوقت حاولت أن أبحث عن المؤهلات التي وضعته في هذا المنصب فلم أجدها، لكنني اكتشفت أن هذه المؤهلات مكنته من أن يحصل على مقعد نائب "مستقل"، ولأن ما يجري في هذه البلاد العجيبة ليس من اختراعي، وتقلبات الساسة وأهواؤهم خارج همومي، ومع ذلك فأن البعض يعتبر ما يجري حولنا مجرد وجهات نظر لا تعني هذا الشعب المطلوب منه دوماً أن يحافظ على حياة الساسة لأنها ثمينة ونادرة، حيث يحذرنا الجميع من التفريط بها .
سوف أترك الكلام عن النواب والمستشارين وأحدثكم عن نموذج قدمته امرأة جزائرية اسمها " جميلة بوباشا| ، فقد اعتذرت هذه السيدة عن تعيينها عضواً في مجلس الأمة، وقالت في رسالة وجهتها للرئيس الجزائري إنها تريد أن تكمل حياتها "مواطنة عادية"، وأضافت: "خدمت بلدي مع إخوتي وأخواتي بصفتي مجاهدة وعدت إلى حياتي كمواطنة وأود أن أبقى كذلك".
وسبق لجميلة بوباشا التي ألهمت الفيلسوفة الفرنسية سيمون دي بوفوار التي نشرت عنها كتابا دافعت فيه عن نضال هذه المراة الجزائرية ، كما الهمت جميلة بوباشا رسما كبيرا مثل بيكاسو رسم صورتها تحية لمواقفها ، المجاهدة الجزائرية التي اعتقلت وعذبت من قبل المستعمر الفرنسي ، وعندما خرجت من المعتقل رفضت كل المناصب التي عُرضت عليها ، ولم تطالب بان يدفع الشعب ثمن " جهادها " ، ولم تخبرهم انها حمت اعراضهم من المستعمر الفرنسي ، وعلى الشعب ان يُسبح باسمها ليل نهار .
يقدم لنا العالم نماذج لنسوة لم يتحولن الى نادبات يبحثن عن التوازن الطائفي ، فيما نحن لا نزال نعيش في عصر "تقلبات" النائب حسين عرب من قائمة إرادة الى البحث عن من يدفع اكثر .