TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > العمود الثامن: لتحيا ذاكرة السمكة

العمود الثامن: لتحيا ذاكرة السمكة

نشر في: 20 فبراير, 2022: 11:57 م

 علي حسين

حمل إلي الفيسبوك يوم أمس رسالة غاضبة من قارئ، حول العمود الثامن ليوم أمس وكان بعنوان" قتلوا الاقتصاد وأحيوا اللصوصية" ، يؤنبني فيه لأنني لم أؤمن بالنائب "حاكم الزاملي" وهو يقسم بأغلظ الأيمان من أن مؤسسات الدولة ستعيش أحلى أيامها، وأنها ستغلق أبوابها أمام اللصوص وسراق المال العام،

ولكي يكمل القارئ الدراما المسرحية فقد اخبرنا ان الإعلام العميل وراء صعود الدولار، لأن صحفي من أمثالي لا يقبض إلا بالدولار، ولأنني كاتب "مأجور"، مثلما نبّه القارئ العزيز، فقد نسيت أنّ هناك قاسماً مشتركاً بين نواب برلمان 2006 ونواب برلمان 2010 ونواب 2014 ونواب 2018 ونواب 2022، جميعهم أحبّوا العراق أكثر من حبهم للمناصب والامتيازات ودول الجوار. وكرّسوا حياتهم داخل البرلمان وخارجه من أجل أن ينسى العراقيون سنوات الدكتاتورية التي تربعت على صدورهم لأكثر من أربعة عقود.

إلى السيد القارئ العزيز، أنا من المخلوقات التي تكتب بما تشعر أنه واجب تجاه قرّائها، كما أنني لست من المخلوقات التي نهبت البلاد وشردت العباد، أنت تعتقد أن مجلس النواب الحالي صادق فليكن، أنا ومنذ سنوات أناصب مثل هذا البرلمان العداء، وبسبب هذه الزاوية قدمني اسامة النجيفي ثلاث مرات إلى محكمة النشر بحجة إهانة "نواب الشعب".

لم يخطر ببالي يوماً أنني سوف أدخل في نقاش مع قارئ يملك ذاكرة سمكة، مع اعتذاري لشخصه، وكما أخبرنا العلم، مشكوراً، فأن هناك مرضاً اسمه "ذاكرة السمكة" حيث أن صاحبتنا السمكة تعاني الضعف في مسألة الذاكرة.

تذكرت السمكة المسكينة وذاكرتها المعطوبة وأنا أقرأ معلقات بمديح البرلمان الجديد ونائبه الاول السيد حاكم الزاملي، حيث يحاول البعض من خلال ذاكرة مثقوبة أن يوهمنا بأن السيد الزاملي لم يجلس في كرسي البرلمان سابقاً ولم يكن عضو لجنة الأمن والدفاع النيابية للدورة الثانية في مجلس النواب للفترة من 2010 -2014، ورئيس لجنة الأمن والدفاع النيابية في مجلس النواب، الدورة الثالثة، ورئيس لجنة التحقيق النيابية في سقوط مدينة الموصل عام 2014.

ولو راجعت جنابك المنجزات التي حققتها لجنة الأمن والدفاع البرلمانية خلال سنوات عمرها لاكتشفت ما هي المشكلة التي نعاني منها.. إنها أيها السادة ذاكرة السمكة التي تنسى ما جرى من خراب خلال السنوات الماضية.

لستُ ضد محاسبة وزير المالية، ويبدو أن البعض لا يقرأ، لأنني كتبت عن تخبط الإجراءات الاقتصادية، ولا ضد صحوة الضمير المفاجئة لمجلس النواب. أنا ضد إطالة الخراب وتفاقم الفوضى والدور السلبي للمواطن الذي يريد له البعض أن يتحول إلى رقم انتخابي فقط.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

العمودالثامن: في محبة فيروز

العمود الثامن: ليس حكماً .. بل مسرحية كوميدية

العمودالثامن: تسريبات حلال .. تسريبات حرام !!

الفساد ظاهرة طبيعية أم بسبب أزمة منظومة الحكم؟

قناديل: (قطّة شرودنغر) وألاعيب الفنتازيا

العمودالثامن: الحرب على الكفاءة

 علي حسين منذ ان ظهرت الديمقراطية التوافقية في بلاد الرافدين ،والمواطنونالعراقيون يبحثون عن مسؤول مختلف يمنحونه ثقتهم، وهم مطمئنون ، رغم أنهم يدركون أنّ معظم السياسيين ومعهم المسؤولين يتعاملون مع المناصب على أنها...
علي حسين

قناطر: ليلُ العشَّار الطويل

طالب عبد العزيز يحلَّ الليلُ باكراً في أزقّة العشَّار، أزقته القصيرة والضيقة، التي تلتفُّ عليه من حدود شبه جزيرة الداكير الى ساحة أم البروم، يحدث ذلك منذ سنوات الحرب مع إيران، يوم كانت القذائفُ...
طالب عبد العزيز

محاسبة نتنياهو وغالانت أمام محكمة الجنايات الدولية اختبار لمصداقية المجتمع الدولي

د. أحمد عبد الرزاق شكارة يوم عظيم انتصاراللعدل عبارة تنم عن وصف واضح مركز ساقه الاستاذ المحامي الفلسطيني راجي صوراني عن طبيعة الدور الايجابي المؤثر للمحكمة الجنائية الدولية متمثلا بإصدار مذكرتي القاء القبض تخص...
د. أحمد عبد الرزاق شكارة

الاندماج في العراق؟

أحمد القاسمي عندما نسمع بمصطلح الاندماج يخطر بأذهاننا دمج الأجانب المقيمين في بلد ما. فاستخدام هذا المصطلح بات شائعا منذ بضعة عقود في الغرب ويُستخدَم غالبا عند الحديث عن جهود الدولة أو مؤسسات المجتمع...
أحمد القاسمي
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram