TOP

جريدة المدى > عام > الفنان محمد سموقان لـ (المدى):العمل البصري يُقال ليُرى والمشاهد يؤكد قيمته من خلال ثقافته لاكتشافه

الفنان محمد سموقان لـ (المدى):العمل البصري يُقال ليُرى والمشاهد يؤكد قيمته من خلال ثقافته لاكتشافه

نشر في: 27 فبراير, 2022: 10:59 م

حاورته : ضحى عبدالرؤوف المل

نلمس قيم الإنسان بمختلف رؤاه وزمنه في أعمال الفنان التشكيلي" محمد سموقان"، وبتوازن بصري بين الالوان التي تتناقض أحيانا. أذ رسم طقوس الحياة والحب تحت شجرة الحياة /الرمز الحامي للكائنات /في الأساطير بشكل عام.

وتنوّع في أعماله العناصر تحت الشجرة وفوقها من بشر وأسماك وحيوانات.. كلاب وقطط وعربات وآلات موسيقية.. فممارسة كل هذه الطقوس في حالات الحب والفرح والألم والرقص حيثُ تقديم النذور والاحتفال بالأعياد..

وكما تتنوع الاعراس والعادات والتقاليد كذلك تتنوع الألوان وتتناقض حيثُ يكبر جمال الاضداد، وهذا لايعني الغنى بالألوان وتنوعها أكثر مما هي العناية بدرحاتها.. فلون واحد يمكن أن يأخذ درجات متعددة في لوحاته ، ولعل لكل درجة وظيفة دلالية معينة، وهنا تبرز أهمية الفن الغرافيكي وأهمية الأعمال المرسومة باللون الواحد. وهنا يمكن أن أقول أن أعماله هي فن غرافيكي بامتياز حتى لو تعددت الألوان أو كانت بلون واحد.. وهي تتقارب مع الأعمال التحتية من خلال الأبعاد الكثيرة التي تتحقق بطريقة تنفيذها.. فالتشكيل فن بصري كما المسرح والسينما ، وهذه الحالة تحققت من خلال أعماله المرسومة على المكعبات والاعمال الشاقولية والافقية حيثُ تتعدد اللقطات والرؤى في أعمال تحكي وتقص أسطورة ما. وهو فنان تشكيلي سوري من مواليد اللاذقية عام 1951 يرسم ويكتب القصة والشعر والنقد التشكيلي .أقام العديد من المعارض الفردية العديدة في كافة المحافظات السورية مع مجموعة معارض في باريس منها في صالة آر ماتان عام 1986 وفي المركز الثقافي السوري /باريس ومعرض في صالة Art on Spers /بيروتلبنان . وفي فندق كومودور بيروت وفي المركز الثقافي الألماني بجونية /لبنان وثلاثة معارض في كاروسيل متحف اللوفر وغيرها ....مع الفنان التشكيلي محمد سموقان اجرينا هذا الحوار

 محمد سموقان ما بين التعبير المدروس والاخر المتعلق بالحضارات والتمثيل الانساني للفن . هل تحاول نقش رؤيتك الحياتية من خلال ذلك ؟ ام ان لوحاتك هي اثبات وجود فني ؟

- الفنان لايمكن أن تأتي أعماله منفصلة عن البيئة التي يعيش بها ولا عن تاريخها لكن الأمر يختلف من فنان لآخر.. فالأشكال التي تحيطنا هي في الغالب واقعية، لكن الفنان يمكن أن يراها بطريقة أخرى لها علاقة بثقافته. بالنسبة لي رسمت الغابة باجزائها الصغيرة جداً، والتي يراها المشاهد ويُعحب بها. لكن الجانب اللامرئي من الواقع قد يكون هو الأكثر اغراءً للفنان. فيضيف لها من ذاكرته واحساسه . الفنان يرسم الواقع المرئي بطرق مختلفة وقد يجعل اللامرئي مرئياً جداً، وكل هذا ضمن البعد التاريخي والمستقبلي لعمل الفنان حيثُ تتكشف تجربته من خلال البحث والمتابعة. لتطورات الأشكال ونموها على سطح اللوحة.. قد نرسم لرغبة ما نلعب نغامر نقتنع او لا عملنا نحن يتراوح بين الجد واللعب! قد لا نخطط للعمل وللصدفة دور كبير في توزيع ونمو الأشكال.. أنا أمارس دور اللاعب والمراقب لتطور الشكل.. قد أُعجب بها أو لا! مايُعحبني أحتفظ به واراقب نموه في سياقات أُخرى.. وهكذا تُبنى لغتي التشكيلية هي ليست محاولة حضور ولا إثبات الذات التشكيلية أكثر مما هي لعِب على سطح اللوحة

 في كل لوحة بصمة لمعنى مختلف حضاري تراثي فلسفي مجازي الخ هل بصمة المعنى عند الفنان سموقان نتيجة قراءات كثيرة ؟ وبمن تأثرت جماليا؟

- العمل الفني بشكل عام يتراوح بين الشكل والمعنى، بالطبع ثقافة الفنان تؤدي لتغيير الأشكال بما يخدم الدلالة، وفي الفنون الحديثة ليس هناك دلالة محددة للعمل.. ولعله المشاهد هو في الغالب يشارك في بناء المعنى للعمل الفني! وبالنسبة لي أنا أقول :إن الشكل هو قائد للمعرفة! والشكل الذي ارسمُه ولو جاء بشكل لا إرادي.. بالتأكيد هو يأتي من تأثيرات الثقافات الغنية التي يختزنها الفنان في لا شعوره والثقافة البصرية تكون هي الأقوى لتشير إلى دلالات مختلفة.. بالنسبة لي أحببت كاندنسكي في فلسفته للشكل والموسيقي التي تنضح بها الأشكال ،وكذلك أُعجبت بتكوينات فرنسيس بيكون وحركية الشكل لديه حيثُ الأشكال تتحرك وفيها روح تحلم وتتألم وتفكر. وهكذا لا أخفي إعجابي بفكر كاندنسكي وتكوينات فرنسيس بيكون وعطاء بيكاسو اللامحدود.. وللوحتي خصوصية في الرسم واللون والتقنية لكن مهما كان موضوعها تجد فيها تاثيرات الأساطير السورية القديمة.

 تنسجم قيم الخلق الفني في اعمالك مع جوهر اجتماعي ثقافي ينتمي لبيئة انت منها هل هذا ارتباط بالهوية العربية فنيا؟

- أنا من مدينة أوغاريت، قريتي ضهر السرياني.. رسمت أوغاريت في بحرها وحياتها الاجتماعية والاقتصادية.. رسمت ُ أساطيرها ،عرفت صراع البعل مع الموت واليم وفي النهاية ينتصر البعل.. لوحاتي تحكي قصص الأساطير الاوغاريتية وقصص أساطير بلاد الرافدين لكنها ليست كالحكايا التي يرويها الأدباء ولا المؤرخون.. تناولت العناصر الاوغاريتية من خلال رؤية جميع الأشكال المكتشفة في أوغاريت ومن خلال دراسة متأنية للأختام الاسطوانية وعلاقة الاشكال بين بعضها البعض ودون أن أسمح للعنصر التاريخي أن يدخل بسهوله إلى لوحتي الاّ بعد معالجة طويلة له وتغيير شكله بما يتناسب مع اسلوبي الفني في الحفاظ على الخصائص التي يتميز بها الفن الأوغاريتي أو فن بلاد الرافدين. وأغلب المعارض التي أقمتها كانت تتوافق مع كتابات أو محاضرات نظرية تُعرّف بخصائص الفن الأوغاريتي.

ففي مرحلة ما عُرفتُ بأنني فنان الأساطير ورسام البحر حيثُ قدمت مشروعاً تحت عنوان “أبجدية الأزرق” حيثُ نرى في الأعمال لغة وفلسفة خاصة تُضاف إلى الفن السوري. أقول عندما يرى المشاهد عملاً من أعمالي يعرف أنها لفنان سوري.. وفي بعض أعمالي تدخل الأحرف السريانية كعناصر حية في تكوين.. صحيح إن الفن هو لغة عالمية موجهة لكل العالم! لكن يبقى هناك شيئاً لابد أن يبرز بطريقة أو بأخرى في العمل الفني والفنان يأخذ هوية المكان والبيئة التي عاش بها حيث يتطور اسلوبه باستمرار

 تقدم وصفا مختصرا للحضارات في اعمالك وان تشابكت ريشتك احيانا بمواضيع ثانوية فلماذا كل هذا الاهتمام فنيا؟

- بالطبع هناك مواضيع أخذت حيزاً هاماً في تجربتي الفنية وأقول إن تجاربي المعروفة والتي أكدت حضوري الفني منها موضوع الغابة حيثُ رسمتها بكل تفاصيلها بشكل شبه واقعي لكنه مغاير في تكوينه مختلف في ألوانه وفي تقنيته وكانت وما زالت أدوات هي سكاكين الرسم بشكل أساسي فاعتمدتُ فيها طريقة الحفر وإظهار الضوء الذي ينبعث من داخل العنصر المُمثَل على سطح اللوحة وكذلك هي أعمالي التي تحمل عنوان أبجدية الأزرق فكانت بحثاً هاماً في قيمة اللون وظيفته الفلسفية.. لقد استطعت أن أجعل كل لون من ألوان العمل الفني يُمارس وظيفة زرقاء وذلك من خلال الشكل الذي يتوضع عليه ومن خلال محاورته للاشكال الأخرى حيثُ مجموعة مجموعة اللون والرسم والتكوين تسيرُ لتحقق دلالة الأزرق.

في الفنون التشكيلية لاشيء ثانوي والمواضيع الكبيرة التي يتناولها الفنان قد لاتكون هي الأهم! وربما يكون رسم عنصر صغير ومهمل اهم من القضايا الكبرى.. والشكل البسيط أو الثانوي يمكن أن يأخذ الدور الأهم! ففي تجربتي.. لعله الضوء هو البطل في مجمل أعمالي كما هي الحركة في أعمال فرنسيس بيكون.. وفي تاريخ الفنون نرى التفاعل كبيراً مع العنصر البسيط والمشاهد يشارك بقوة باعطاء الدلالة للعمل العمل البصري يُقال ليُرى والمشاهد يؤكد قيمته من خلال ثقافته لاكتشاف خفايا العمل.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

ملحق معرض العراق للكتاب

الأكثر قراءة

هاتف الجنابي: لا أميل إلى النصوص الطلسمية والمنمقة المصطنعة الفارغة

كوجيتو مساءلة الطغاة

علم القصة: الذكاء السردي

موسيقى الاحد: 14 رسالة عن الموسيقى العربية

تصورات مغلوطة في علم السرد غير الطبيعي

مقالات ذات صلة

تصورات مغلوطة في علم السرد غير الطبيعي
عام

تصورات مغلوطة في علم السرد غير الطبيعي

د. نادية هناويإنَّ الإبداع أمر عام لا يختص بأدب دون أدب ولا يكون لأمة بعينها دون غيرها كما لا يؤثر فيه تفوق مادي أو تقدم حضاري، بل الآداب تأخذ وتعطي ولا يهم إن كان...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram