TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > محطة للتأمل: أزمة مدرّبين

محطة للتأمل: أزمة مدرّبين

نشر في: 1 مارس, 2022: 11:15 م

 سامر الياس سعيد

هل يصح أن نطلق على دورينا الممتاز بـ" دوري الإقالات" بالعدد الكبير من المدرّبين ممّن باتوا ينهون مشوارهم مع أندية الدوري بصور شتّى، منها الاستقالة أو الإقالة في صورة قاتمة عن التعامل الذي يبديه النادي مع مدرّبه نظراً للنتائج المتحقّقة ممّا يثير الكثير من الأسئلة المُثارة حول مسؤولية المدرّب عن تلك النتائج أو بصورة أدق الرؤية التي يمتلكها كل مدرّب لينفّذ من خلالها ستراتيجيته القائمة على النهوض بالفريق الذي يقوده في غمار الدوري الممتاز.

ودعونا قبل كل شيء في أن نضيف اسم آخر لقائمة الـ23 مدرّباً الذين تباينت صور الاستغناء عنهم من قبل أنديتهم بسبب إقالتهم من قبلها أو قرار الاستقالة الذي أتخذه المدرّب، فلغاية قبل يومين من كتابة هذا المقال (وربّما الحبل على الجرار) دخل المدرّب العراقي المحترف أمين فيليب تلك القائمة ليصبح المدرّب 24 ضمن قائمة المدرّبين الذين أقيلوا من تدريب فرقهم أو أضطرّ البعض الآخر للاستقالة هرباً من أتون النتائج المهزوزة التي مُنيت بها فرقهم.

إن الدوري الممتاز عادة ما يوصف بكونه فقير فنياً في ضوء شهادة المدرّبين ومنهم المدرّب حسن أحمد الذي أشار الى هذا الأمر من خلال تصريحه عبر لقاء أجرته مجلة عراقية أفاد من خلاله الى أن الدوري تراجع من حيث الإثارة والنديّة التي تحْكُم مبارياته، لكنه مازال فاعلاً من جهة انتاج المواهب والامكانيّات الكروية التي عادة ما كانت الكرة العراقية توصف بكونها ولاّدة للمواهب الكروية الفاعلة.

وأضاف أحمد أن مستوى اللاعب المحلّي جيّد، لكن عملية التدريب قد يكون فيها خلل بسبب والكلام لحسن بعض المدرّبين ممّن لا يمتلكون الخبرة العمليّة، وكل همّهم التدريب في الدوري الممتاز، مضيفاً خلال اللقاء بأنه يتوجّب تحديد العُمر التدريبي لكل مدرّب وتسلّحه بالشهادات التدريبية وثقافة تدريبية بكرة القدم، مُختتماً بأن كلّ هذه الأمور غير موجودة في الوقت الحالي.

والمؤسِف، حينما تغيب الإثارة والنديّة من أي مباراة في منافسات الدوري تحضر معها إثارة أخرى تتمثّل بإقالة مدرّب وإتخاذ قرار بالاستغناء من جانب الفريق عن مدرّب محدّد والاستعانة بآخر، فلذلك ومن خلال ما أبرزته وسائل الإعلام فإن وراء الإقالات والاستقالات التي واجهها المدرّبون الـ24 حكاية لوحدها تستحق أن توظّف كقصة خبريّة أو تقرير يقودنا لمعرفة فنّ التعامل مع المدرّبين والذي تنتهجه الأندية تجاه مدربيها ولا تجد من خيار سوى التلويح بإقالته أو الاستغناء عنه أو يضطرّ المدرب إلى تقديم استقالته على جناح السرعة.

ولدى مطالعتنا لأغلب الاسماء ممّن أقيلت نجد هنالك أكثر من اسم تكرّر في الإقالة ومعاودة تدريب فريق آخر، ومن تلك الأمثلة المدرّب هاتف شمران الذي بدا هذا الموسم مع فريق النجف ومن ثم الميناء ليقال أيضاً اضافة للمدرب أحمد رحيم الذي أقيل من تدريب فريق الديوانية ليتولى قبل نحو يومين قيادة فريق الميناء خلفاً للمدرب أمين فيليب الذي لم ينجح مع مهمّته التدريبيّة مع الفرق العراقية فأفسدت تلك المهمّة أفراح فوزه بلقبه التدريب الاحترافي مع فريق نادي الرمثا الأردني عبر الموسم الكروي المنصرم.

كما أبرزت لائحة المدرّبين المُقالين تذبذب الإدارات الكروية بنهجها في تغيير مدرّبيها، وعدم الاستقرار عليهم، لذلك نجد على سبيل المثال فريق نادي سامراء الذي لم يستقرّ على مدرّب منذ انطلاق الدوري، ولغاية هذه اللحظة فقد بدا الدوري مع المدرّب أحمد كاظم مروراً بالمدرّبين سامي بحت وعاد للاستعانة بالمدرب أحمد كاظم قبل أن يُقيل خلفه المدرّب سامر سعيد فضلاً عن نماذج أخرى مثل أندية أربيل التي استغنت عن مدرّبين خلال منافسات الدوري الحالي وهم طه قادر وطارق جرايا، والميناء بنماذج الاسنغناء عن قصي منير وهاتف شمران وأمين فيليب، والكرخ بالاستغناء عن رزاق فرحان وحسن أحمد ونفط ميسان بالاستغناء عن أسعد عبد الرزاق وثائر جاسم والديوانية بقصص المدربين أحمد رحيم وحمزة هادي وللنجف في ضوء ما واجهه المدرّبين هاتف شمران وحيدر عبودي.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

كيف يمكننا الاستفادة من تجارب الشعوب في مجال التعليم؟

العمودالثامن: أين اختفوا؟

العمودالثامن: متى يعتذر العراقيون لنور زهير؟

العمودالثامن: لماذا يكرهون السعادة؟

العمودالثامن: حين يقول لنا نور زهير "خلوها بيناتنه"!!

العمودالثامن: نظرية "كل من هب ودب"

 علي حسين يريد تحالف "قوى الدولة " أن يبدأ مرحلة جديدة في خدمة الوطن والمواطنين مثلما أخبرنا بيانه الأخير الذي قال فيه إن أعضاء التحالف طالبوا بضرورة تشريع تعديلات قانون الأحوال الشخصية، التي...
علي حسين

قناديل: انت ما تفهم سياسة..!!

 لطفية الدليمي كلُّ من عشق الحضارة الرافدينية بكلّ تلاوينها الرائعة لا بدّ أن يتذكّر كتاباً نشرته (دار الرشيد) العراقية أوائل ثمانينيات القرن الماضي. عنوان الكتاب (الفكر السياسي في العراق القديم)، وهو في الاصل...
لطفية الدليمي

قناطر: كنتُ في بغدادَ ولم أكنِ

طالب عبدالعزيز هل أقول بأنَّ بغداد مدينةٌ طاردةً لزائرها؟ كأني بها كذلك اليوم! فالمدينة التي كنتُ أقصدها عاشقاً، متلهفاً لرؤيتها لم تعد، ولا أتبع الاخيلة والاوهام التي كنتُ أحملها عنها، لكنَّ المنعطفَ الخطير والمتغيرَ...
طالب عبد العزيز

الزواج رابطة عقدية تنشأ من دون وسيط كهنوتي

هادي عزيز علي يقول الدكتور جواد علي في مفصله لتاريخ العرب قبل الاسلام ان الزواج قبل الاسلام قائم على: (الخطبة والمهر وعلى الايجاب والقبول وهو زواج منظم رتب الحياة العائلية وعين واجبات الوالدين والبنوة...
هادي عزيز علي
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram