عمـار سـاطع
لا أُخفي عليكم انني كنتُ مِنْ بينِ أولئك المتفائلين الذين كانوا ينتظرون بفارغ الصبر، إعلانFIFA رفع الحظر عن العاصمة الحبيبة بغداد، بعد سنوات عجاف عاش فيها جمهورنا الكبير من الحسرة الكثير وهو يفتقد منتخبه الوطني وفرق أنديتنا من اللعب امام انظاره!
ومثل ذلك الاخفاء، يعني بالتحديد أنني كنتُ اعيش في حالة من التناقض مع ذاتي، وهي انني متمسك بأمل التفاؤل لانني كنتُ أُقارن بغداد بمدنٍ اخرى، بعيدة عن لغة الحظر، رغم انها لم تكن أفضل من عاصمتنا، بينما كانت الهواجس ترافقني في كل لحظةٍ خوفاً من ان ننهي التصفيات المونديالية، والحظر قائماً لم يرفع عن هوية العراق الحقيقية واقصد قلعة الأسود!
باختصار شديد.. ان رفع حظر إقامة المباريات الدولية عن بغداد، أرتبط بشكل او بآخر بتبعاتٍ أمنية، وحينما تأكدت فرقة، جياني إنفانتينو، ان عاصمة العراق اصبحت آمنة وان الوضع مستقر ولا يُشكلُ تهديداً على القادمين إليها من منتخباتٍ وشخصياتٍ وطواقم مختلفة وان انتفاء الحاجة من قرار الحظر اصبح بلا مسوغ واقعي او مبرر حتمي، أسدل الستار عن حكاية رفع الحظر!
ولكن.. ماذا بعد رفع الحظر؟ وهنا أعني بالضبط.. ما هي الخطوات التي يُمكن لَنا كعراقيين ان نُفعلها بشكل مميز او ان نتعامل معها بإحترافية دقيقة حتى ننقل الصورة الامثل الى العالم بأسره ان ننهي جدلاً آلمنا كثيراً ومشكلة تكررت وتجددت لأكثر من فترة، مثلما يفترض ان تكون هذه القصة نهاية لمشوار عصيب عاشته كرة القدم عندنا ومعها تأثرت اجيالٌ كروية بالابتعاد عن خوض مبارياتها في ملعبهم وامام انصارهم وعُشقاهم التوّاقين لمشاهدتهم على أرض الواقع بعيداً عن الشاشة الصغيرة.!
أعتقد ان من بين أهم الخطوات التي يجب ان نتعامل معها بشيء من الهدوء، هي قضية دخول الجمهور الى ملعب المدينة يوم نواجهُ منتخب الإمارات، في 24 من الشهر الحالي، ومن وجهة نظري ان يتم التعاقد مع شركة مُختصة في قضايا التنظيم، حتى لا نخرج من القضية بصورة أكثر سلاسة ونبتعد عن إشكاليات قد تحدث، خاصة وأن المدة الزمنية المتبقية، لا يمكن لجهةٍ ما ان تتبنى الموضوع او تأخذ الأمور على عاتقها او تعطينا ضمانات بإنجاحها، لكوننا ضعفاء في جانب تسهيل دخول المشجعين الى ملعب المباراة بالبطاقات الالكترونية، بسبب الخبرة المتواضعة أن لم نَقُل المعدومة اصلاً.!
لا اريد الحديث عن قضية تشكيل اللجان الفاعلة لإنجاح مباراتنا أمام الإمارات لاعتبارات مهمة كونها واجهة يفترض ان نتجاوزها بشكل مميز، مثلما لا اريد ان اتطرق الى موضوع تقنية كاميرا VAR التي يجب ان تكون موجودة في ملعب المباراة، او النقل التلفزيوني، فنحن بارعون في ذلك ولدينا من الشواهد الكثير الكثير!
ومن بين القضايا المهمة، هو تثقيف الجمهور في طريقة استقبال المنتخب الضيف، ومؤازرته، حتى نصل في رسالتنا اننا شعب مُحب لمن يأتي الينا، ونريد ان نُشعر اشقائنا من الإماراتيين، أنهم في بلدهم وأن الرياضة في نهاية المطاف فوز وخسارة، بعيداً عن اي لغة أخرى، فتحية الاماراتيين واجبة يفترض ان تتداول معَ كل كلمة تنطقها حناجر الحضور!
وحتى نكون في صورة اهمية مباراة العراق والامارات، فأن أنظار العالم كُلها ستتجه صوب ملعب المدينة الدولي، المدينة التي انجبت المئات من النجوم وأخرجت آلاف اللاعبين الافذاذ على مدى سنوات طويلة، المدينة التي ذاع صيتها في المعمورة بإسرها، وها هي اليوم تقف على حقيقة كسر قيود الحظر الدولي من ملعبها، وعليه يجب ان تكون في المقدمة!
لا اريد ان اواصل تقديم الشكر لِمن رفع الحظر، بدأ من وزير الشباب والرياضة، رئيس اتحاد الكرة، عدنان درجال، ومن معهُ من قادة وعاملين بروح الفريق الواحد اجتهدوا وبذلوا ما بوسعهم لرفع الحظر وما كان لنهائي كأس غرب آسيا للشباب 2021 مباراتنا امام أوغندا الودية الا تجربتين أتت بِثِمارها، لكن الحقيقة تَفرِضُ علينا ان نوجه رسالة الى صحفيينا من نقاد وكُتاب ومن إعلاميين حيث مقدمي البرامج والمراسلين، والى كل من لديه فرصة للتعبير عن حُبهِ وانتماءهِ للوطن، ان لا يبخل في قول كلمة في مقال او موضوع للتاريخ او المضي في إيصال رسالته عبر الشاشات والمنصات، حتى يؤكد إسهامه الفاعل في إعادة الروح لملاعبنا اياً كان مكانها، فاليوم هو يوم التأكيد على مكان العراق الفعلية أمام الجميع!