د. فالح الحمـراني
بعد بدء العملية العسكرية في أوكرانيا، تم فرض عقوبات جديدة ضد مواطني روسيا ومختلف قطاعات الاقتصاد المحلي، كما شملت الثقافة والرياضة. وأوقفت شركة والت ديزني الأمريكية عروض أفلامها في روسيا. وحظر الاتحاد الدولي لهوكي الجليد مشاركة المنتخب الروسي في جميع المسابقات والفعاليات تحت رعاية المنظمة.
ومن المرجح أن يضطر السياح الروس الذين حلموا بالسفر إلى الخارج إلى تعديل خططهم أو البحث عن حلول بديلة في الصيف: لقد أغلق الاتحاد الأوروبي أجوائه أمام شركات النقل الجوي لروسيا. وشملت أيضا الحسابات المصرفية الأوروبية. وتم فصل عدد من البنوك الروسية عن نظام الدفع الإلكتروني SWIFT.. وترى القيادة الروسية أن هذه العقوبات تهدف إلى عرقلة تطوير روسيا وتنفيذ مشاريعها الإستراتيجية، وتتخذ من أوكرانيا ذريعة لتحقيق ذلك الهدف.
وأعلنت الولايات المتحدة أنها فرضت أكبر عقوبات تجارية في التاريخ، تهدف إلى تجميد قطاعات من الصناعة الروسية مثل المجمع الصناعي العسكري وتصنيع الطائرات وبناء السفن، ومن العناصر التكنولوجية الهامة. في الوقت نفسه، أثرت القيود المالية والتكنولوجية القطاعية للاتحاد الأوروبي على 64 هيكلًا رئيسيًا لروسيا، بما في ذلك الإدارة الرئاسية ووزارة الدفاع وجهاز المخابرات الخارجية والشركات العاملة في الصناعات العسكرية والطاقة وبناء الطائرات والقطاعات المالية.
وفُرضت عقوبات على شركات ابوربروم وروس ابرون اكسبورت والشركات الصناعية الكبرى سوخوي وتوبليف، ومركز الفضاء برجريس ومنظمات كلاشينكوف وألمازـ انتي وأورال فارغون ومؤسسة السكك الحديدية ومصنع الشاحنات كاماز، بالإضافة إلى شركة بناء السفن المتحدة وغيرها. في الإجمال تشمل لائحة العقوبات 113 كيانا قانونيا روسيا.
كما حظر الاتحاد الأوروبي توريد المنتجات عالية التقنية إلى روسيا، ولا سيما أنظمة الاتصالات والإلكترونيات، وأشباه الموصلات، ومكونات الطيران، والفضاء. بالإضافة إلى ذلك، تم فرض حظر على التأمين وصيانة البضائع المتعلقة بهذه الصناعات. وأوقفت شركة Daimler Truck الألمانية التعاون مع شركة إنتاج الشاحنات كماز: وأعلنت عن وقف تنفيذ مشروعهما المشترك لإنتاج الشاحنات، ووقفت توريد المكونات إلى كماز كما أفادت صحيفة “ أر بي كي”. وأعلنت شركة فورد تعليق الأنشطة والعمليات المشتركة مع سوليرز في روسيا. وفقًا لتقارير وسائل الإعلام، أوقفت BMW و Mercedes-Benz ومجموعة WAG (Volkswagen و Porsche و Audi وkoda) و Volvo و Mitsubishi و Jaguar Land Rover مؤقتًا شحنات سيارات الركاب إلى روسيا أوقفت شركة HarleyDavidson الأمريكية توريد الدراجات النارية. أغلقت ايكيا متاجرها في روسيا. توقف منتجو البيرة التشيكيون عن التصدير إلى روسيا. حذت LEGO حذوها. قررت كوريا الجنوبية في 28 فبراير حظر تصدير المواد الاستراتيجية إلى روسيا. علق متجر Apple عبر الإنترنت بيع المعدات في روسيا، لأنه من المستحيل توصيلها للعملاء. أغلقت Samsung متجر تطبيقات الأجهزة المحمولة الخاص بها.
الرد الروسي
أوقفت مؤسسة روسكوزموس (مؤسسة الفضاء الكوني) إمداد الولايات المتحدة بمحركات الصواريخ. إنهت التعاون مع ألمانيا بشأن التجارب المشتركة على الجزء الروسي من محطة الفضاء الدولية. وتدرس الحكومة، جنبا إلى جنب مع بنك روسيا، اتخاذ تدابير إضافية لدعم الأعمال التجارية المحلية. كما صرح بذلك رئيس الوزراء ميخائيل ميشوستين في الأول من آذار الجاري في اجتماع لمقر العمليات لزيادة استدامة تنمية الاقتصاد الروسي في مواجهة العقوبات. وتم تشكيل مجموعتين من الإجراءات للمؤسسات الأساسية: - تقديم المساعدة الموجهة لمن يجدون أنفسهم في وضع صعب بسبب العقوبات، وبالنسبة للشركات الصغيرة والمتوسطة، تدرس الحكومة، جنبا إلى جنب مع بنك روسيا، تدابير دعم إضافية تجمع بين الإعانات والتمويل للبنوك التي تعمل مع هذا القطاع من الاقتصاد. بدون فشل، بالنسبة للمؤسسات الصغيرة والمتوسطة الحجم، سيتم الحفاظ على الحصص الحالية للمشتريات العامة. وبالنسبة للاستثمارات، قال ميخائيل ميشوستين إن أفضل الظروف ستخلق للمستثمرين الراغبين في الاستثمار في مشاريع داخل روسيا. وستواصل الحكومة إزالة الحواجز الإدارية وإنشاء آليات لدعم المشاريع الجارية بالفعل. من ناحيتها تعد وزارة المالية مقترحات لـ “عفاء” الرساميل القادمة، مما سيسمح بتخصيص مزيد من الأموال لتنفيذ مشاريع جديدة. وأوضح رئيس الوزراء أن أولئك الذين لن يحدوا من مشاريعهم في روسيا الإتحادية، خاضعين لشعارات السياسيين الأجانب، سينتصرون. ولمنح الشركات الفرصة لاتخاذ قرار ناجع، تم إعداد مشروع مرسوم رئاسي لفرض قيود مؤقتة على خروج الأصول الروسية.
ونشر الاتحاد الأوروبي في 28 شباط، مرسوما يُحظر بموجبه هبوط طائرات الناقلات الجوية الروسية أو الإقلاع أو التحليق فوق أراضي الاتحاد. وحظرت سلطات الاتحاد الأوروبي إمداد روسيا بطائرات جديدة وتشغيل الطائرات الموجودة في أساطيلها، وكذلك تأمينها وصيانتها. وتنطبق العقوبات على الطائرات المصنعة من قبل شركة إيرباص، والتي تم تأجيرها ويجب إعادتها إلى أوروبا بحلول 28 شباط توقفت شركة بوينغ عن خدمة الخطوط الجوية الروسية. وأوقفت توريد قطع غيار وصيانة الطائرات، التي تم تأجيرها ويجب إعادتها إلى أوروبا بحلول 28 آذار.
وفي الرد على تلك الإجراءات حظرت وكالة النقل الجوي الفيدرالية الرحلات الجوية فوق روسيا دون إذن خاص لطائرات من 36 دولة، بما في ذلك من الاتحاد الأوروبي وكندا. وستؤثر القيود أيضا على الطائرات المملوكة لشركات طيران في النمسا وبلجيكا وبلغاريا وبريطانيا العظمى وألمانيا واليونان وإيطاليا وكندا ولاتفيا والنرويج وسلوفاكيا وفنلندا ودول أخرى.
وفي مجال السوق المالي فرض الاتحاد الأوروبي قيودا على ودائع مواطني روسيا في البنوك الأوروبية بما يزيد عن 100 ألف يورو في البنك الواحد. بالإضافة إلى ذلك، يحظر بيع وشراء الأدوات المالية المقومة باليورو لصالح العملاء الروس. وحظر الاتحاد الأوروبي بيع، أو توريد أو تحويل أو تصدير الأوراق النقدية المقومة باليورو إلى أي فرد أو كيان قانوني أو منظمة أو هيئة في روسيا، بما في ذلك الحكومة والبنك المركزي. قررت المملكة المتحدة أيضًا منع الروس من الاحتفاظ بدائع في البنوك البريطانية تزيد عن 50.000 جنيه إسترليني. وردت موسكو على تلك الإجراءات وفقا لمرسوم الرئيس الروسي القاضي بالطلب من المشاركين في النشاط الاقتصادي الخارجي بيع 80 في المائة من العملة الأجنبية المستلمة له
وشملت العقوبات البنوك الروسية VTB وOtkritie و Sovcombank و Promsvyazbank وتم تجميد أصولها وحساباتها بالدولار واليوروو. تم فرض عقوبات قطاعية على Gazprombank و RSHB و Alfa-Bank وMoscow Credit Bank، كما جرى فرض قيود على بنك “زبيربنك”.وردت موسكو بجملة من التدابير للتخفيف من تأثير تلك الإجراءات على النظام المصرفي في البلاد.
وفرض مجلس الشؤون الخارجية بالاتحاد الأوروبي، السبت 26 فبراير، قيودا على الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ووزير الخارجية سيرجي لافروف في إطار الجولة الثانية من العقوبات. تحت القيود أيضا كان رئيس الوزراء ميخائيل ميشوستين، ونائب رئيس مجلس الأمن الروسي دميتري ميدفيديف. وطالت عقوبات الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة السكرتير الصحفي للرئيس دميتري بيسكوف ونائب رئيس الوزراء دميتري تشيرنيشينكو ووزير البناء إيريك فايزولين. بالإضافة إلى ذلك، تشمل قائمة العقوبات اسم رئيس المجلس العام لحزب روسيا المتحدة الموالي للرئيس بوتين أندريه تورتشاك، ورئيس شركة “ نفط روسيا” إيجور تسيتشين، ورئيس شركة “ ترانس نفط” نيكولاي توكاريف، ورجال الأعمال الروس الذين يعتبرهم الغرب من المقربين من الكرملين.