شاكر لعيبي
واحد من قرطين تم اكتشافهما في مدينة الحلة، العراق، وهو من الأنواع المعروفة التي كان يتمّ إنتاجها في القرنين الحادي عشر والثالث عشر الميلاديين.
من المحتمل أن يشير المخطط السداسي في مركز القرط إلى خاتم سليمان (يقال اليوم النجمة السداسية)، وهو نموذج كان موجوداً على أشياء أخرى كثيرة. وظل قائما كشكل زخرفي حتى يومنا الراهن (كما في المغرب). أصبح خاتم سليمان طلسماً شعبياً شائعة في جميع أنحاء العالم الإسلامي ويمكن العثور عليها فوق أسطح العديد من الأشياء.
هذا القرط محفوظ في متحف الميتروبوليتان برقم (95.16.2 و.3)، مصنوع من الذهب، الأبعاد: الارتفاع: 2.2سم.
القرط يعزز المرويات والسرديات في الكتب التأريخية عن حلي المرأة، خاصة القرط والشنف. في لسان العرب أن «القرط هو الشنف، وقيل الشنف في أعلى الأذن والقرط في أسفلها، وقيل القرط الذي يعلق في شحمة الأذن، والجمع أقراط وقراط وقروط وقرطة. وفي الحديث: (ما يمنع إحداكن أن تصنع قرطين من فضة). القرط نوع من حلي الأذن معروف، وقرطت الجارية فتقرطت هي، قال الراجز يخاطب امرأته:
قرطك الله على العينين عقاربا سودا وأرقمين
وجارية مقرطة: ذات قرط».
وفي العباب الزاخر: «عن عنبسة بن عبد الرحمن قال: حدثتني جدتي أنها دخلت على أم سلمة، رضى الله عنها، فرأت في أذنيها قرطين وفي عنقها قلادةً. وفي المثل: خذه ولو بقرطي مارية، وهي بنتُ ظالم بن وهب بن الحارث بن معاوية الكندي أم الحارث بن أبي أشمر الغساني، وهي أول عربية تقرطتُ وسارَ ذكرُ قرطيها في العرب، وكانا نفيسي القيمة؛ قيل إنهما بأربعين ألف دينارٍ، وقيل كانتْ فيهما درّتان كبيض الحمام لم ير مثلهما. وقيل هي امرأة من اليمن أهدتْ قرطيها إلى البيت. يضربُ في الترغيب في الشيء وإيجاب الحرض عليه، أي لا يفوتنك على حالٍ وإن كنت تحتاج في أحرازه إلى بذلِ النفائس، قال ذو الرمة:
والقرطُ في حرة الذفرى معلقةُ - تباعدَ الحبلُ منه فهو يضطربُ».
ننتبه إلى الوحدة الزخرفية المكرّرة على هذا القرط التي نراها في زخارف كنائس النجف المكتشفة حديثاً.